الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احذروا مصير تايتانيك.. غضب في الإليزيه وتوبيخ فرنسي للسياسيين اللبنانيين

مرفأ بيروت
مرفأ بيروت

نقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية عن مصادر أن أنباء وصلت إلى سياسيين لبنانيين من العاصمة الفرنسية باريس، تعكس امتعاضًا وغضبًا شديدين في الإليزيه، وعودة بعض المسئولين الفرنسيّين الى «التقريع» علنًا بحق المسئولين في لبنان، والحديث علنًا عن إحباطهم من قادة لا يتحلّون بالحدّ الأدنى من المسئولية تجاه وطنهم، ويصرّون على تفويت الفرص وتعطيل كل جهود الحل في بلد يعاني وضعًا مأساويًا ويوشك أن ينهار.


وأوضحت المصادر أن الأوساط الفرنسية الرسمية، تكاد تتمنى لو أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون يصل الى بيروت الثلاثاء 22 ديسمبر، ولا يجد أحدًا من المسئولين اللبنانيين في استقباله، من فرط الغضب الذي يسود إدارة ماكرون.


في السياق نفسه، كشفت مصادر ديبلوماسية من باريس لـ«الجمهورية»، عن استياء بالغ في الإليزيه من السجال السياسي العنيف بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، وأنّ محاولات فرنسية جرت في الأيام الأخيرة لاحتوائه ولكن من دون ان يُستجاب للمسعى الفرنسي. 


ومن هنا جاء الموقف الأخير لوزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، ليكرّر قوله إنّ لبنان كوطن مهدّد بالزوال، إنما بطريقة أخرى، شبّه فيها حال لبنان بـ"التايتانيك"، ملقيًا بالمسئولية الكاملة على القادة اللبنانيين، الذين يمارسون بحق بلدهم حال إنكارا رهيبا لما هو فيه. ويعكس كلام لودريان خشية أوروبية بشكل عام وفرنسية بشكل خاص، من انحدار الوضع لبنان في أي لحظة، إلى مسار دراماتيكي شديد الخطورة.


إلّا أنّ المصادر لفتت في السياق نفسه، إلى أنّ الرئيس ماكرون متمسك بمبادرته، وفق خارطة الطريق التي تتضمنها، على اعتبار أن لا بديل عنها، وهو سيؤكّد في بيروت - وفي نبرة لم يعهدها اللبنانيون من قبل وربما أقسى من تلك التي اعتمدها في مؤتمره الصحافي، ووصف فيها القادة اللبنانيين بالخونة - على أنّ المبادرة الفرنسية هي الحل، ولا بدّ من الإسراع في تنفيذها والالتزام الفعلي بمقتضياتها، خلافًا لما هو قائم حاليًا في لبنان من تجاوز متعمّد لروح هذه المبادرة وإضافة شروط خارجة عليها (في إشارة غير مباشرة هنا إلى كيفية توزيع بعض الحقائب الوزارية الأساسية وما يحيط بوزارة الطاقة، إضافة الى مطالبة رئيس الجمهورية بالثلث المعطل في الحكومة).


وفي جانب آخر، ذكرت المصادر الديبلوماسية من العاصمة الفرنسية، أنّ باريس التي هالها انفجار مرفأ بيروت، وتعاطفت مع الضحايا الذين سقطوا كما مع كل المتضررين من جرائه، تنظر بعين الريبة إلى ما أحاط ملف التحقيق من ملابسات وتوترات سياسية وطائفية، وقد كان لردّ الفعل الذي صدر عن رؤساء الحكومات السابقين والمراجع السنّية، صدى انتقاديًا له في الدوائر الفرنسية، حيث يؤكّد الإليزيه على أنّ التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت يجب أن تصل إلى خواتيمها، بكشف كل الحقيقة والملابسات التي تسببت بهذه الكارثة.