الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

والدها سلمها للوالي بعد اعتناق المسيحية.. قصة القديسة بربارة وصديقتها يوليانة في ذكرى استشهادهما

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بذكرى استشهاد القديسة بربارة والقديسة يوليانة، وتوجد للأولى كنيسة شهيرة أثرية بمنطقة مصر القديمة، وأخرى بحي الشرابية أسسها القمص ميخائيل أقلديوس عام 1943.

ووفقا لكتاب السنكسار المختص بذكر الأحداث والأعياد والتذكارات الخاصة بالكنيسة، فقد كانت بربارة ابنة رجل عظيم في مدينة نيقوميدية يدعى ديوسقوروس، ولشدة محبته لها أقام لها برجًا لتقيم فيه، وأقام حوله الأصنام لتظل متعبدة للآلهة. 

ورفعت القديسة بصرها إلى السماء من أعلى البرج وتأمّلت ما فيها من نجوم وكواكب، واستنتجت أنه لابد أن يكون للكون صانع مبدع حكيم يجب له العبادة والإكرام، واتفق وجود العلامة أوريجانوس في تلك البلاد فعلم بخبر هذه القديسة وتعطشها للمعرفة وذلك عن طريق إحدى جواريها المسيحيات، فأتى إليها وعلَّمها مبادىء الدين المسيحي. فامتلأت بربارة بالنور الإلهي واعتمدت باسم الثالوث القدوس وتناولت من الأسرار المقدسة على يد كاهن مسيحي.

وكان في حمّام قصرها طاقتان فأمَرت بفتح طاقة ثالثة كما وضعت صليبًا كبيرًا على حوض الماء، فلما دخل أبوها ورأي التغيير الذي طرأ، سألها عن السبب، فقالت له: " أما تعلم يا أبى أن كل شيء بالثالوث يكمل، فهذه الثلاث طاقات على اسم الثالوث القدوس، وهذه العلامة هي علامة السيد المسيح الذي به كان خلاص العالم، فأسألك يا أبى العزيز أن ترجع عن الضلال الذي تعيش فيه وتعبد الإله الذي خلقك وفداك ". 

ولما سمع أبوها هذا الكلام غضب جدًا، وجرّد سيفه ليقتلها فهربت من أمامه وجرى خلفها، وكانت أمامها صخرة انشقَّت نصفين، فعبرت من خلالها، ثم عادت الصخرة إلى حالتها الأولى، ولكن قلْب أبيها كان أقسى من الصخرة، فدار حول الصخرة يبحث عنها، فوجدها مختبئة فوثب عليها كالذئب، وجرّها إلى الوالي مركيانوس، الذي لاطفها أولًا بالكلام الليِّن والوعود الكثيرة. 

ثم أخذ يهددها ويتوعَّدها، ولكنه لم يستطع أن يسلبها حبها للمسيح. عند ذلك أمر بتعذيبها بكل أنواع العذاب.وكانت هناك صبية صغيرة اسمها يوليانة تشاهد القديسة بربارة وهي في هذه العذابات المريعة، فكانت تبكي لأجلها. ثم رأت السيد المسيح يعزى بربارة ويقويها، فاستنارت بصيرتها وآمنت بالسيد المسيح، فأمر الوالي أن تُعذَّب هي أيضًا مع القديسة بربارة. 

ولكن لم تفلح وسائل التعذيب في تحويلها عن إيمانها بالسيد المسيح. فأمر بقطع رأسيهما بحد السيف.لما سمعت بربارة بأمر الوالي صلَّت إلى الله أن يقبل روحها وروح يوليانة. ثم تقدمتا غير خائفتين من الموت، فنزع السياف رأسيهما، ونالتا إكليل الشهادة، بعد ذلك مات والد بربارة أشرَّ ميتة، كذلك كانت نهاية الوالي الذي أمر بتعذيبهما. أما حوض الماء الذي كان عليه الصليب في قصر بربارة فقد صار لمائه قوة الشفاء لكل من يغتسل منه. 

وجعلوا جسديّ هاتين القديستين في كنيسة خارج مدينة غلاطية، وبعد مدة من الزمان نقلوا جسديهما إلى مصر ووضعوهما في الكنيسة التي تحمل اسم القديسة بربارة بمصر القديمة.