الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المركب المنكوبة.. قصص مأساوية عن ضحايا الهجرة غير الشرعية بسواحل ليبيا

غرق مركب هجرة غير
غرق مركب هجرة غير شرعية - أرشيفية

استقبل مستشفى السلوم المركزي، يوم الجمعة الماضي، 7 جثث لمصريين لقوا حتفهم غرقا في البحر المتوسط وقذفتهم مياه البحر قبالة سواحل السلوم، خلال محاولة هجرة غير شرعية، إضافة إلى العثور على 3 أطفال آخرين لقوا مصرعهم وقذفتهم مياه البحر عند السواحل الليبية.

 

وبعد انتهاء الإجراءات القانونية حول تلك الجثث في مستشفى السلوم المركزي، عملت مديرية الصحة بمطروح على نقل الجثث إلى مستشفى مطروح العام، التي توافد عليها العشرات من أسر الضحايا بعد الإعلان عن أسمائهم من خلال بطاقات هوياتهم الشخصية التي وجدت داخل ملابسهم 4 منهم من محافظة سوهاج، واثنين من محافظة الفيوم، وشخص واحد من محافظة البحيرة، لتبدأ معهم قصص حزن بين أهالي هؤلاء الضحايا.

 

في محافظة مطروح، شهد مستشفى مطروح العام حالة من الحزن من أسر ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية أو ما أطلق عليها "المركب المنكوبة" حزنا على فراق ذويهم، بعدما توافد الأهالي على المستشفى لإستلام الجثامين.


وفي قرية جبر التابعة للوحدة المحلية لقرية الغرق بمركز اطسا بالفيوم، سادت حالة من الحزن عقب وصول  نبأ وفاة سعيد عبد الحميد (37 سنة)  أحد أبناء القرية أثناء سفره من ليبيا إلى إيطاليا عن طريق الهجرة غير الشرعية، مما أدى إلى غرقه فى المياه الليبية، والعثور على جثته طافية فى المياه الإقليمية بدولة ليبيا الشقيق.

 

"سعيد" الذي لقى مصيره خلال رحلة هجرته، ترك خلفه زوجة و4 من الأبناء في عمر الزهور، والذي يعمل في مجال "النقاشة" في ليبيا منذ عامين، دفعه الطموح للهجرة إلى إيطاليا لكن عبر مراكب الموت، وهو ما كشفه شقيقه حسن عبد الحميد سكرتير الوحدة المحلية لقرية الحجر بمركز اطسا بالفيوم.

 

قال "حسن": "كنت أتابعه وأطمئن عليه بالمحمول كل أسبوع، لكن منذ 15 يوما، اتصلت به كعادتى معه، فوجدت تليفونه مغلقا، فدخل الشك فى قلبى، لأنها ليست عادته معى".


وأضاف: "فوجئت بتليفون من ابن عمى الذى يعمل مع سعيد فى ليبيا يخطرنى بأنه تم العثور على جثته طافية فى البحر الليبى مع جثث أخرى لبعض الشباب من سوهاج والفيوم، لم أتمالك نفسى، وسقط على الأرض من شدة الحزن وسماعى خبر وفاة شقيقى سعيد".

 

وتابع: "علمت من ابن عمى  فى ليبيا أن سعيد غرق فى المياه الليبية مع بعض الشباب من الفيوم وسوهاج، خلال استقلالهم مركب للسفر من ليبيا إلى إيطاليا، إلا أن شدة الرياح أدت إلى انقلاب المركب وغرقهم جميعا، إلى أن عثرت السلطات الليبية على جثامينهم تطفو على سطح المياه، وقامت فرق الإنقاذ النهرى الليبية بانتشالها وحملهم بسيارات الإسعاف إلى مشرحة المستشفى الليبى".

 

جثمان "سعيد" الذي ألقت به أمواج البحر على الشواطئ الليبية، لن يصل إلى مستقره الأخير قبل بضعة أيام، وفقا لما أكده شقيقه: "جثمان أخويا لن يعود إلا بعد 3 أيام لحين إنهاء الإجراءات الليبية وشحن الجثمان على إحدى الطائرات لنقله إلى الفيوم، لدفنه فى مقابر العائلة بقرية جبر بمركز إطسا بالفيوم.


لم تقتصر المأساة عند حد من عثر على جثثهم، فربما جثة من عثر عليهم قد هدأت روع أسرهم، بعدما اكتشفوا أنه لا يزال عدد الضحايا في البحر لم يلق بهم الأمواج إلى الشواطئ، وهو ما أكده عدد من أسر الضحايا الذين توافدوا على مستشفى مطروح العام، أنه لا يزال هناك 8 أشخاص آخرين مفقودون في البحر.