الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم إخراج الطعام في ذكرى الوفاة.. المفتي يجيب واحرص عليه لـ 11 سببا

هل إخراج الطعام في
هل إخراج الطعام في ذكرى الوفاة بدعة

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن منْ يريد أن يخرج طعاما في ذكرى وفاة والده أو أحد ممن توفوا، فيجوز ولا حرج في ذلك، باعتبار هذا من الأمور الحسنة. 

وأضاف «علام»، في إجابته عن سؤال «هل إخراج الطعام في ذكرى الوفاة بدعة؟»، أن هذا من الأمور الداخلة في عموم قوله تعالى «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا»، فهذا من الأمور الحسنة التى يفعلها الإنسان لأنه من جملة المأمور به شرعًا. 

وتابع: «لكن ننصح هؤلاء في هذا الوقت بأن لا يجددوا الأحزان بل يكون القصد هو أن إخراج الطعام لهؤلاء الفقراء إنما هو بقصد أن يوهب الثواب بهذا العمل الصالح للمتوفى ولا بدعة فيه».

فضل إطعام الطعام
أولًا: إنه من صفات الأبرار حيث يقول الله سبحانه وتعالى: «إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا؛ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا؛ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا؛ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا؛ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا؛ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا؛ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا؛ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا» (الإنسان:5-12).

ثانيًا: إنه من أصحاب الميمنة: «أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ؛ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ؛ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ؛ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ» (البلد:14-18).

ثالثًا: وفى السنة أيضا أن إطعام الطعام من أسباب دخول الجنة: عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ» (رواه الترمذي)، وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ فَقَالَ: «...أَعْتِقِ النَّسَمَةَ وَفُكَّ الرَّقَبَةَ» فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَيْسَتَا بِوَاحِدَةٍ؛ قَالَ: «...فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ...» (رواه أحمد)، رابعًا: وكذلك أنه من أسباب النجاة من النار: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة»(رواه البخارى ومسلم).  

خامسًاإن إطعام الطعام خير الأعمال: فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» (متفق عليه)، وقال صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا» (صحيح الجامع).

سادسًا: أن خير الناس من يقوم بإطعام الطعام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ» (رواه أحمد).

سابعًا: إطعام الطعام له أجر جزيل عند الله: ففي مسند الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُرَبِّي لِأَحَدِكُمْ التَّمْرَةَ وَاللُّقْمَةَ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ أُحُدٍ».

ثامنًا: إطعام الطعام قربة من الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؛ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي» (رواه مسلم).

تاسعًا: إطعام الطعام له أجر مضاعف مدخر عند الله: ففي سنن الترمذى عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَقِيَ مِنْهَا؟» قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا. قَالَ: «بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا».

عاشرًا: به تنال معونة الله: فنبي الله صلى الله عليه وسلم لما فزع من جبريل عليه السلام في الغار قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ رضي الله عنها: "كَلَّا أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ" (رواه البخاري ومسلم)، ومعنى الكل: الثقيل، فكل من حمل عن آخر أمرا أعياه فهو ممن حمل الكل، وتكسب المعدوم بالفتح، وهي بمعنى المضمومة : تعطيه مالا، وتقري الضيف بالفتح، والقِرى طعام الضيف، وتعين على نوائب الحق، النائبة: النازلة، وقد تكون في الشر أو الخير، ولهذا قيدت.

الحادي عشر: النجاة من أهوال يوم القيامة: قال تعالى: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورً» (الإنسان:8-11)، ومعنى عبوسًا: تعبِس فيه الوجوه. وقمطريرًا: شديدًا.

ثمرات إطعام الطعام
- تطهير نفس المُطعِم من البخل والشح وتعويد المسلم على مشاركة ما معه مع إخوانه المسلمين.
- تطهير نفس الفقير أو الجائع من الحقد والغل على غيره من ميسوري الحال نظرًا لشعوره بالوحدة في المجتمع وعدم وقوف أحد معه في أوضاعه الصعبة.
- تحقيق المودة والترابط بين أبناء المجتمع المسلم وانتشار الخير فيما بينهم.
- نشر الدين الإسلامي بين الذين يجهلون به، فعندما يشاهِد غير المسلم كرم المسلم وحبه لأخيه المسلم فإنّ ذلك يحببه في الدين.
- كسب الكثير من الأجر والثواب عندما يكون إطعام الطعام خالصًا لله تعالى. 
-شكر الله تعالى على نعمته في سد الحاجة، فالمسلم الذي يجد قوت يومه فإن عليه شكر الله تعالى على نعمته.
- تحقيق التوازن في المجتمع وتقليص الفجوات بين طبقات المجتمع.



-