الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بابتسامة رضا.. «صرماتي» يفترش رصيف بـ قوص منذ 15 عامًا لتصليح الأحذية يدويًا

عامل احذية
عامل احذية

وسط قصاصات الجلد و الخيوط المحاطة بأحذية قديمة ومتهالكة، يستقبل صبري سعيد أبو الوفا، زبائنه الذين يقصدونه بوسط مدينة قوص جنوب قنا، لتصليح أحذيتهم يدويًا، بابتسامة صافية تملأ وجهه، فضلا عن الاستمتاع بما يلقيه على أسماعهم من شعر ارتجالى خلال فترة إنهاء ما يحتاجونه في أحذيتهم.

"صرماتى" اسم الحرفة التي يرى أنه الأنسب لكى يطلق عليها، كونه المتداول بين المصريين منذ القدم، فالكلمة تعنى الحذاء القديم الذى يحتاج إلى تصليح أو تعديل، وشاع استخدامها كنوع من السب أو الشتم بين الناس خلال فترات زمنية، فيما يطلق عليها آخرين جزمجى أو منقل أو إسكافي.


الرصيف الذى يتواجد عليه أبوالوفا، لم يغادره منذ 15 عامًا، منذ قرر أن يعمل صرماتى و يتخذ من هذه الحرفة مهنةً له توفر له ولأبنائه " لقمة عيش حلال" كما يحب أن يردد، بعدما ترك الكثير من الحرف والمهن التى عمل بها من أجل هذه الحرفة التى وجد نفسه فيها.


يواجه الصرماتى، متاعب الحياه و مشاكل المهنة والتواجد فى الشارع، بحفظ و ارتجال الشعر العامى، لكى يمر الوقت سريعًا دون كلل أو ملل، خاصة إذا طالت فترة تواجده دون وجود أى أعمال تصليح يؤديها.


قال صبرى سعيد أبوالوفا، 35 عامًا، أعمل فى هذه الحرفة منذ 15 عامًا ومن وقتها و أنا أجلس على الرصيف بهذه المنطقة التى تعودت عليها و اعتاد الناس على وجودى بها، وصار بينى و بينهم ود ومحبة زادت مع العشرة و طول الفترة التى قضيتها هنا.


و تابع أبوالوفا، الشغل مش عيب ولا عار، العار أن يمد الإنسان يده للآخرين و يطلب منهم مساعدة أو إعانة وهو قادر على العمل، فالمهن لا يختارها الإنسان لنفسه، فهى قدر من عند الله، وحرفتى هذه عمل بها الكثير من الصالحين ولا أخجل منها فقد أتقنتها و أصبحت مميزًا فيها لدرجة أن ما أخيطه بيدى ينافس شغل المصانع.


و أضاف أبوالوفا، بعد انتهاء عملى ما بين الساعة 2 إلى 3 عصرًا أو حسب الرزق الموجود أمامى، أتوجه إلى نهر النيل لصيد الأسماك، حتى أتمكن من إطعام أبنائى، بجانب ما يرزقنى به المولى عز وجل خلال فترة العمل فى تصليح الأحذية، و دائمًا أحمد الله الذى هيأ لى مهنة تغنينى بالحلال.


و أشار أبوالوفا، إلى أنه بعد خروجه من التعليم أثناء دراسته بالصف الخامس الابتدائى، عمل فى حرف ومهن كثيرة منها السباكة والحداده ، لكنه لم يجد نفسه فيها، فقرر أن يعمل فى هذه الحرفة التى تجعله حرًا يعمل وقتما يحب و يتوقف عن العمل وقتما يشاء، دون أى مسئولية أو عواقب.


و أوضح أبوالوفا، بأن الأحذية التى يصلحها أو يرممها ليست كلها قديمة أو متهالكة، فبعض الأحذية تكون جديدة و سعرها مرتفع لكن يرغب أصحابها فى الحفاظ عليها من خلال خيوط متينة تتطلب منى جهد فى تجميلها ورسمها حول نعل الحذاء حتى يكون فى مستوى أحذية المصنع.


اقرأ أيضًا :

وكيل تعليم قنا يكرم الطالبات الفائزات فى مسابقة الكاريكاتير الحي

بدء التناوب بين العاملين بجامعة جنوب الوادى بنسبة 50% اعتبارًا من يوم الثلاثاء المقبل