قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«هاني» أهم من «كورونا»؟!


وسط حالة مخاوف لا نهائية جراء تلك الموجة الثانية من الجائحة الكورونية، والتي لم تتوقف عند كبير أو صغير.. وحتى ما كان يتردد في أولها، عن تمركز خطورتها علىكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة لم يعد له محل من الأعراب الآن!.. فكم من مسن أصابهالوباء اللعين وتعافى بأمر المولى عز وجل،.. وكم من شاب في عنفوانه قضى عليه كوفيد19في عدة أيام فقط!..



والغريب في هذا الوباء أنه يقتحم البيوت، فيصيب كل فرد بأعراض مختلفة عنالآخر.. حتى الاستجابة للعلاج لا تخضع لدليل ولاضمان أكيد .. أي بمعنى أدق مرض ليس له "كتالوج"!..



والأغرب من كل ما قيل ويقال، أسلوب تعامل الناس معه، فالبعض يلتزم بجميعالإجراءات الاحترازية، وبكل ما أوتي من تدابير صحية يحتاط لنفسه وأسرته، وآخرون يضربون بكل المحاذير الكورونية عرض الحائط وكأن شيئا ما كان، وهو ما شاهدناه في مقاطع فيديوهات السوشيال ميديا.. وبدلًا من تركيز رواد صفحاتها على خطورة الاستهتار بتلك الجائحة التي داهمت العالم عنوة،.. وكأنها أحد الحروب البيولوجية أو جند من جنود الله سبحانه وتعالى لإفاقة البشرية..


فوجئت بهذا "الهاني" يشعل صفحات فيسبوك وتوتير بل ويصبح "تريند"بمشهد من مسلسل "هذا المساء" الذي سبق وعرض منذ 4 سنوات، وتحديدًا فيرمضان2017،.. ليأخذ الناس اليوم من الجائحة الكورونية إلى قضية فرعية.. والعجيبأنها أبعد ما تكون عن قصة العمل وتفاصيل أوجاع أبطاله!



فالمشهد يتلخص في زوج عائد من خارج المنزل يرى زوجته وصديق طفولتها قادمينمن الدور العلوي وعندما يسألها ماذا يحدث؟!،.. تجيب "أنت أتجننت دههاني".. ومع رد فعل بطلة العمل أروى جودة تحولت السوشيال ميديا إلى ساحةمعارك بين مؤيد ومعارض، دون أن يكلف أحد نفسه بالبحث عن ما وراء اللقطة ومعرفة
إطارها الدرامي..



فبطلة العمل يا سادة،.. امرأة أرستقراطية، والدها رئيس لكبرى الشركاتالعالمية، أحبت زوجها "أكرم" بجنون والذي يعمل في نفس شركة أبيها، وأنجبتمنه أبنتهما الوحيدة.. وبعد سنوات من الاستقرار، فوجئت بطعنة غدر من حبيب عمرها..وليته خانها مع صاحبة حسب ونسب أو سيدة تماثلها في الجمال والثقافة، لكنه فضلعليها صاحبة مسمط من أحد الأحياء الشعبية.. وكل ما فعلته هو إعاشته في دنيا الشكوكبهذا المشهد ثأرًا لكرامتها التي تبعثرت على أرضية حب لم يكن أبدًا يستحقها!..



وبعد، ما حدث من نقاشات وتحاليل أبعد ما تكون عن حقيقة مشهد قديم سبق وأعيدعشرات المرات،ولم ينتبه إليه أحد.. كل ذلك في وقت لزم فيه أن نتكاتف جميعًا لمواجهةتداعيات الاستخفاف بالمحنة الكورونية، جعلني أتساءل إلى متى سنترك قضاياناالحقيقية وننشغل بأخرى فرعية والأخطر ألا تكون لها أساس؟!