الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«هاني» أهم من «كورونا»؟!


وسط حالة مخاوف لا نهائية جراء تلك الموجة الثانية من الجائحة الكورونية، والتي لم تتوقف عند كبير أو صغير.. وحتى ما كان يتردد في أولها، عن تمركز خطورتها على كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة لم يعد له محل من الأعراب الآن!.. فكم من مسن أصابه الوباء اللعين وتعافى بأمر المولى عز وجل،.. وكم من شاب في عنفوانه قضى عليه كوفيد19 في عدة أيام فقط!..



والغريب في هذا الوباء أنه يقتحم البيوت، فيصيب كل فرد بأعراض مختلفة عن الآخر.. حتى الاستجابة للعلاج لا تخضع لدليل ولا  ضمان أكيد .. أي بمعنى أدق مرض ليس له "كتالوج"!..



والأغرب من كل ما قيل ويقال، أسلوب تعامل الناس معه، فالبعض يلتزم بجميع الإجراءات الاحترازية، وبكل ما أوتي من تدابير صحية يحتاط لنفسه وأسرته، وآخرون يضربون بكل المحاذير الكورونية عرض الحائط وكأن شيئا ما كان، وهو ما شاهدناه في مقاطع فيديوهات السوشيال ميديا.. وبدلًا من تركيز رواد صفحاتها على خطورة الاستهتار بتلك الجائحة التي داهمت العالم عنوة،.. وكأنها أحد الحروب البيولوجية أو جند من جنود الله  سبحانه وتعالى لإفاقة البشرية.. 


فوجئت بهذا "الهاني" يشعل صفحات فيسبوك وتوتير بل ويصبح "تريند" بمشهد من مسلسل "هذا المساء" الذي سبق وعرض منذ 4 سنوات، وتحديدًا في رمضان2017،.. ليأخذ الناس اليوم من الجائحة الكورونية إلى قضية فرعية.. والعجيب أنها أبعد ما تكون عن قصة العمل وتفاصيل أوجاع أبطاله!



فالمشهد يتلخص في زوج عائد من خارج المنزل يرى زوجته وصديق طفولتها قادمين من الدور العلوي وعندما يسألها ماذا يحدث؟!،.. تجيب "أنت أتجننت ده هاني".. ومع رد فعل بطلة العمل أروى جودة تحولت السوشيال ميديا إلى ساحة معارك بين مؤيد ومعارض، دون أن يكلف أحد نفسه بالبحث عن ما وراء اللقطة ومعرفة
إطارها الدرامي.. 



فبطلة العمل يا سادة،.. امرأة أرستقراطية، والدها رئيس لكبرى الشركات العالمية، أحبت زوجها "أكرم" بجنون والذي يعمل في نفس شركة أبيها، وأنجبت منه أبنتهما الوحيدة.. وبعد سنوات من الاستقرار، فوجئت بطعنة غدر من حبيب عمرها.. وليته خانها مع صاحبة حسب ونسب أو سيدة تماثلها في الجمال والثقافة، لكنه فضل عليها صاحبة مسمط من أحد الأحياء الشعبية.. وكل ما فعلته هو إعاشته في دنيا الشكوك بهذا المشهد ثأرًا لكرامتها التي تبعثرت على أرضية حب لم يكن أبدًا يستحقها!..



وبعد، ما حدث من نقاشات وتحاليل أبعد ما تكون عن حقيقة مشهد قديم سبق وأعيد عشرات المرات،ولم ينتبه إليه أحد.. كل ذلك في وقت لزم فيه أن نتكاتف جميعًا لمواجهة تداعيات الاستخفاف بالمحنة الكورونية، جعلني أتساءل إلى متى سنترك قضايانا الحقيقية وننشغل بأخرى فرعية والأخطر ألا تكون لها أساس؟!   

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط