الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من ثكنة عسكرية للجنود الإنجليز لأشهر سوق.. قصة حلقة السمك بالأنفوشي

حلقة السمك بالأنفوشي
حلقة السمك بالأنفوشي

على بعد خطوات من أهم معالم الإسكندرية التاريخية، قلعة قايتباي، وقصر رأس التين، تقع "حلقة السمك" بمنطقة الأنفوشي، داخل مبنى مستطيل الشكل، حيث يعرض البائعون جميع ما تشتهيه الأنفس من أنواع السمك.

ومع بزوغ الفجر، تتعالى نداءات وأصوات وصيحات البائعين من هنا وهناك، للإعلان عن أسعار ما لديهم من أسماك طازجة، في حلقة السمك، أحد أشهر أسواق السمك بعروس البحر الأبيض المتوسط، أو يمكننا القول "بورصة" الأسماك بالمحافظة، حيث يتوافد أعداد كبيرة من التجار على "الحلقة" لتحديد السعر النهائى للأسماك، التى تتفاوت أسعارها حسب أنواعها.

كما يتوافد المواطنين من الإسكندرية، والمحافظات المجاورة، لشراء السمك الطازج مع ظهور الخيط الأول من أشعة الشمس، وتستمر حركة البيع والشراء فيها لعدة ساعات .

أقرأ أيضًا:

تاريخ حلقة السمك

تم إنشاء حلقة السمك عام 1834، ولكن المبنى التاريخي المستطيل الشكل، الذي لم يبارح مكانه منذ حوالي قرنين من الزمان، لم يعد كما كان، فكثير من آثاره محاها الزمن نظرًا لعوامل التعرية لقربها من شواطئ الثغر.

وذكرت الإدارة العامة للسياحة والمصايف، في شرحها تاريخ الحلقة، إنها بدأت بمجموعة من بائعى السمك يجتمعون فى شكل دائرة كل صباح لبيع ومقايضة ما يصطادونه من البحر، وكانوا يقفون بشكل الحلقة حتى يحكمون الدائرة حول الزبون فلا يغادر إلا واشترى من أحدهم أو قايضه.

وفي منتصف القرن التاسع عشر، أصدر حاكم مصر وقتها قرارًا بتأسيس حلقة السمك ، بهدف تجميع التجار والصيادين في مكان واحد لضمان عدم تأذي سكان المنطقة من رائحة الأسماك،بالإضافة لأن الطريق المجاور لموقع الحلقة كان يمر منه موكب الحاكم وصولًا إلى قصر رأس التين.

وبعد سنوات تحول موقع حلقة الأسماك إلى ما يشبه الثكنة العسكرية لقوات الاحتلال البريطاني خلال فترة الحرب العالمية الأولى لاقترابها من ميناء الإسكندرية، لكن نشاط بيع الأسماك لم يتوقف خلال تلك الفترة، وكان الصيادون يتجمعون يوميًا لبيع الأسماك لأهالي المنطقة.
مشروع تطوير حلقة السمك.

وقد استعرض اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، في نهاية العام الماضي، مع رئيس الوزراء دكتور مصطفى مدبولي عددًا من المشروعات التي تستهدف إحياء تراث المحافظة وعلى رأسها مشروع تطوير حلقة الأسماك، بتكلفة 100 مليون جنيه.

وأكد المحافظ أنه سيتم تنفيذ المشروع على مرحلتين، تشمل المرحلة الأولى إنشاء منطقة خدمية متكاملة لأسواق الجملة والقطاعي من خلال استغلال أرض مجاورة للحلقة مساحتها 3299م2، وفي المرحلة الثانية من المشروع سيتم التوسع في المناطق الخدمية من خلال إقامة عدد من ثلاجات الأسماك والمصانع والمخازن.