الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بأنغام العود.. محمود يعالج ضعاف السمع ويحصد مراكز أولى لجامعة الأزهر .. فيديو

محمود المنشاوي، عازف
محمود المنشاوي، عازف عود

بابتسامة وهدوء وتركيز يمسك الطالب بكلية الزراعة، جامعة الأزهر، محمود الشناوي، عوده عازفًا على أوتاره ليطرب به أذن كل من يسمع نغماته من أستاذة وطلاب وجمهور عادي، إلى أن دعاه وجود أحد ضعاف السمع بجلسة موسيقية للطالب العشريني إلى التفكير في المساهمة في علاجهم باستخدام العود.


يحكي «محمود» لـ «صدى البلد» قصته قائلًا: «التحقت بمدرسة الإنشاد الديني للمنشد الكبير، محمود التهامي، وقبل أن أتخرج منها في الدفعة السادسة لاحظ المايسترو بالفرقة أن أذني موسيقية، وبإمكاني عزف آلة موسيقية، فاخترت بتوجيه منه آلة العود الوترية، والتي درست لعزفها في معهد موسيقي لمدة قصيرة ثم بدأت أطور نفسي بنفسي». 


يعزف ابن محافظة سوهاج على العود من سنتين و 3 شهور شارك خلالها في عدد من الفعاليات بجامعة الأزهر ثم مثل اسم الجامعة في عدد من المسابقات والأنشطة الطلابية بين جامعات مصر كافة تحت إشراف وزارة التعليم العالي ووزارة الشباب والرياضة، إلى أن فاز مؤخرًا بالمركز الأول على مستوى الجمهورية في عزف العود بمهرجان المنصورة الرقمي للمواهب. 

جلسة موسيقية بها أحد ضعاف السمع، كانت نقطة التحول في حياة محمود المنشاوي، حيث لاحظ الحزن على وجه هذا الشخص في جو يملؤه الفرح، وعندما سألته عن سبب حزنه أجابه: «سمعتي تقيل»، مما أثر في نفسية الطالب الجامعي، ودفعه إلى العمل التطوعي بداية لخدمة أصحاب السمع الضعيف، ثم التحق بأحد الجمعيات التي توفر لأصحاب الهمم السماعات مجاني أو بمبلغ رمزي.


لم يشعر المهندس الشاب أن ما فعله كافي لخدمة هذه فئة ضعاف السمع، صاحبة القدرات في المجتمع، ليقرر دراسة هندسة البرمجيات للسماعات الطبيبة ومن ثم يكون سببًا في علاج غيره، وعن ذلك  يقول: «درست كتير جدا في الموضوع، وأخدت كورسات في برمجة السمعات، ثم عملت في مركز للسمعايات حتى نلت ثقة الكثير من العملاء».


«شخص بقا بيسمع بسببك نفسيًا بتفرق جدًا».. بهذه الجملة يعبر محمود عن فرحته بالمساهمة في علاج ضعاف السمع، مشيرًا إلى أنه يختبر السماعة بعد تركيبها من خلال العزف على أنغام العود وأوتاره، حيث لاقي العديد من الدعم الإيجابي لموهبته، ومنه دعاء سيدة عجوز له وبكائها من شدة الفرح بسمعها. 


واجهت محمود العديد من الإنتقادات باعتباره أزهري ويعزف العود، وكان آخرها عندما هنأه رئيس جامعة الأزهر على الصفحة الرسمية للجامعة عبر فيسبوك ليقوم كثيريين بانتقاده مما سبب له أذي نفسيًا كبيرًا، معقبًا: «حولوا نعمة لنقمة، لكن ناس كتير دافعت عني ودعمتني، وأبرزهم الدكتور علاء جانب، المستشار الثقافي لرئيس جامعة الأزهر». 

يختتم محمود العاشق لآلة العود الوترية: «حلمي أقدم شيء هادف من خلال آلة موسيقية لا يختلف على رقيتها في العصور المختلفة، وأحارب المخدرات وكل ما هو سلبي ويهدد الشباب بألحاني الموسيقية، وكذلك أعالج كل مرضى ضعاف السمع في مصر بالعود والعمل المجتمعي التطوعي لخدمة أصحاب القدرات من ضعاف السمع».