الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كنز القاذورات.. فوائد اقتصادية وبيئية من توليد الطاقة من النفايات

القاذورات
القاذورات

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الجمعة، بضرورة تكامل جهود تحسين منظومة البيئة مع الاستراتيجية العامة للدولة للإدارة الرشيدة للنظم البيئية والموارد الطبيعية، خاصةً ما يتعلق بالتوسع في استخدام الطاقة النظيفة من الغاز الطبيعي، وكذلك استكمال منظومة التعامل مع المخلفات الصلبة، لا سيما مخلفات البناء، وذلك في ظل المشروعات الإنشائية والعمرانية العملاقة الحالية والمستقبلية.

وأضاف الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال لقاءه بوزيري البيئة والبترول اليوم، أن ذلك يأتي إلى جانب التوسع في مشروعات إنتاج الوقود الحيوي من النفايات لما له من مردود بيئي واقتصادي واجتماعي مترابط، في إطار المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وإدراجه ضمن أنشطة المشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري.

اقرأ أيضا:
الضرائب: إحالة 5 شركات غير ملتزمة بالانضمام لـ الفاتورة الإلكترونية إلى النيابة

أنواع النفايات
حتى نفهم الفكرة بشكل أفضل، علينا أن نعي أولا ما هي أنواع النفايات أو المخلفات التي من الممكن أن ينتج منها وقود، إذ تقسم على النحو التالي: 

- بقايا طعام 34%
- ورق 20%
- منتجات بلاستيك 18%
- زجاج 11%
- معادن 11%
-مخلفات الأشجار والبستنة 6%

وثمة أطروحات أخرى توسع الدائرة لتشمل المخلفات العضوية للكائنات الحية كذلك، وإداراجها بنسبة طفيفة داخل تقسيم النفايات، خاصة مع تسارع الحياة، وتغيير شكل النمط اليومي للإنسان وزيادة المخلقات الصلبة.

توليد الطاقة من النفايات بشكل مباشر
وبحسب أحدث التقارير العالمية في هذا الشق، فأن 60% من المخلفات السابق ذكرها يمكن إعادة استخدامه أو تدويره مثل "الورق والزجاج والبلاستيك والمعادن"، كما أن حوالي 44% من تلك المخلفات "البلاستيك والورق وبقايا النباتات"، يمكن أن تكون مصدرا للوقود والطاقة بالحرق المباشر في ما يعـرف بـ "الوقود المشتق من المخلفات".

توليد الطاقة من النفايات "الإشتقاق"
اما بالنسبة لعملية الإستفادة من النفايات في اشتقاق الوقود فهي ليست مباشرة ولا سهلة كالحرق، وتستلزم اشتراطات فنية عدة، تضمن أن تكون ذات فائدة كمصدر للطاقة للمستخدم النهائي، وحسب محتوى الرطوبة فيها، وشكل وكمية النفايات المتاحة، كما تتضمن دورة التحويل ضرورة التنسيق والمتابعة بشكل عاجل لمصدر المادة الصناعي "النفايات الصناعية، النفايات الناتجة عن المصانع"، على الأقل لمدة 6 أشهر قبل البدء بعملية التحويل والهدف هو مراقبة تأثيرات تفكيكها وتبعات إعادة تدويرها التي قد لا تخلو، هي الأخرى، من نواتج جانبية غير رحيمة بالبيئة.

وبشكل عام، فإن الوقود المشتق من المخلفات والقاذورات سيساعد على الحد من تخزين المخلفات الصناعية والتخلي عنها على المدى الطويل، ودرء المخاطر البيئية التي يمكن أن يسببها تراكمها في المكبات الخاصة بالتعامل مع النفايات، أما بالنسبة للجزء المتبقي من النفايات الصلبة والتي تشكل نسبته حوالي 34% المتبقية فهي تمثل بقايا الطعام ويمكن أن تكون مصدرا للطاقة أيضا من خلال معالجة خاصة لإنتاج الغاز الحيوي "الميثان".

مزايا الوقود المشتق من النفايات
يستخدم الوقود المشتق من النفايات في مصدر المنشأ لأنه متاح بسهولة ليتم استعماله في تغطية احتياجات الحرارة والطاقة، ويستمد معظم هذا الوقود من عملية الإنتاج في الموقع ويستخدم بتكلفة قليلة أو معدومة، وبذلك يخفض تكاليف الوقود الإجمالية حيث أنه يستبدل الوقود الأحفوري، يقلل استعمال وقود النفايات الصلبة أيضًا من حجم النفايات اللازم التخلص منها، ويخفض من تكلفة التخلص على المصنعين.

كما تستخدم صناعات الخشب والورق والمواد الكيميائية والنفط ومنتجات الفحم والبلاستيك والإسمنت كلها الوقود المستخرج من النفايات، بما فيها الزيوت والقطران ونفايات الورق، وأي شيء آخر يمكن استخدامه لتوفير الحرارة والكهرباء في المنشأة الصناعية، على سبيل المثال، يستخدم في صناعة الأسمنت مجموعة متنوعة من النفايات لتوفير الحرارة للأفران، بما في ذلك الإطارات القديمة، والنفايات البلدية الصلبة، والأقمشة الخردة، والدهانات، والأحبار، والمواد المتعارف عليها بوقود (RDF) هو الوقود الذي ينتج عن عملية تمزيق وتجفيف النفايات الصلبة، ويتكون إلى حد كبير من مكونات قابلة للاحتراق مثل البلاستيك والنفايات القابلة للتحلل.

أما بالنسبة للنفايات البلاستيكية، فإنها تشكل تحديا بيئيا هاما، حيث أنها في تزايد مستمر بسبب استخدامها في شتى مجالات الحياة واعتمادنا عليها اعتمادا كليا في الصناعات المختلفة وتكنولوجياتها الحديثة المتقدمة، علما بأنه يتم تدوير حوالي 25% فقط من إجمالي كمية نفايات المواد البلاستيكية عالميا، ومن الجدير بالذكر أن بعض النفايات البلاستيكية لا ينتهي بها الأمر في المكبات، بل تجد طريقها إلى الشواطئ والبحار حيث تلحق أضرارا جسيمة  بالحياة البحرية.

الطاقة هي العمود الفقري للاقتصاد
وقال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة والبترول، إن الدولة تولى اهتمام كبير بملف الطاقة مؤكدًا أن الطاقة هي العمود الفقري لأى اقتصاد عالمي، وأن تأمين الطاقة يعنى تأمين الاقتصاد، وثبات الاقتصاد وثقة للاستثمار الأجنبي، موضحًا أن المستثمر عندما يجد وفرة فى الطاقة فى أى دولة يقوم بالاستثمار.

ولفت القليوبي في تصريحات سابقة له لـ صدى البلد،  إلى أن استراتيجية مصر بمجال الطاقة حققت تطور سريع فى صناعة البترول و الغاز الطبيعي، وكشف أن التقييم العالمي لإنجازات مصر في مجال الطاقة؛ فاجأ العديد من الدول الأخرى، خصوصًا بعد انتقال الدولة من مرحلة الشح فى الطاقة إلى وجود وفرة وفائض ومصر تنتج حاليا حوالي 7.6 مليار قدم مكعب من الغاز يوميا، وهناك إمكانيات لزيادة الإنتاج بنسبة 30% يوميا.

وأكد أستاذ هندسة الطاقة، أن مصر تمتلك احتياطيا كبيرا من الغاز تصل مدته لـ 20 عاما، مؤكدا "تأمين الطاقة يعنى تأمين مستقبل الاقتصاد المصرى".