الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فاطمة يوسف تكتب: الحرمان من الأب يخلق أطفالا مضطربة سلوكيًا

صدى البلد

نظرا لان مرحلة الطفولة هى التى تشكل شخصية الطفل عن غيرها من المراحل، فان قدرة الطفل على النمو الانفعالى والمعرفى والاجتماعى لا تاتى من فراغ، وانما من مناخ اسرى مستقر يحيط بالطفل مما ييسر له التعلم والنضج  والتفوق الدراسى وفق تلبية احتياجاته النفسية والاجتماعية وبغياب احد الوالدين خاصة الاب يفوت على الطفل الكثير من الخبرات الحياتية.

ونعنى بالحرمان من الاب "اى حالة يكون فيها الاب بعيدا عن اسرته نتيجة ظروف الانفصال او سفره او الوفاه ..او  الانشغال بالعمل  لسد متطلبات الحياه  او النبذ العاطفى للابناء اى على الرغم من وجوده فهو  ليس له  اى دور فى حياة الاسرة.

 ويوضح اخصائيو الارشاد الاسرى ان أخطر وقت لغياب الأب يتمثل في الاثنتي عشرة سنة الأولى من عمر الطفل وذلك لان الطفل فى هذه الفترة  يتعلم من خلال ملاحظة ومشاهدة الوالدين فى المواقف والتجارب الحيه ثم يطبق ما شاهده من خلال تقليد الوالدين .. فيعتمد على الأشياء الحسية لفهم الواقع من خلال التجارب الحيه . وينحسر الاعتماد على المحسوسات تدريجيًا حتى عمر الثانية عشرة ، حيث يبدأ فكره النظري التأملي المستقل 

ولكى نبرز الاثار السلبية الناتجة عن الحرمان من الاب فلابد من استعراض  اولا الفاعلية الابوية فى التنشئة السوية  

وجود الأب يزيد من ثقتهم بانفسهم  وشعورهم بالامن النفسى و يحد من الشعور بالقلق والتهديد .
تكوين الانا الابويه والضمير والمثل الاعلى من خلال تقويم الطفل على الاخطاء
يلعب الاب دورًا كبيرًا فى تشكيل ملامح السلوكيات التى تتناسب مع جنس الطفل، فيعتمد على والديه فى إدراك الدور الذكرى فالطفل يستمد صفات الذكورة من الأب فى ملبسه وطريقة كلامه ومعاملته للآخرين.
يساهم الأب فى تعميق شعور الفتاة بدورها الأنثوى عن طريق معاملته المختلفه وتذكيرها بما يجب وما لا يجب أن تفعله كأنثى، مما يرسخ شعور الأنوثة لديها ويدعم تقبلها لذاتها.
وهو كفيل بتعليمها ما يجب أن يكون عليه سلوكها مع زوج المستقبل., فتواجد الأب مع ابنته يحدد نظرتها إلى الرجال مستقبلا وهذا ما يفسر ارتباط الفتاة بالأب عكس الولد الذي يرتبط بأمه، ولذلك تتبع الفتيات تصرفات الوالد ، وأقواله، وطريقة تعامله.
وإذا كانت العلاقة بينهما ضعيفة فإنها تلجأ إلى الإحساس بالاكتمال بعيدًا عن والدها، وقد تتورط في مشاكل عاطفية بسبب تلك الحاجة

و من خلال استعراض اهمية وجود الاب فى حياة الابناء تقودنا الى استنتاج الاثار السلبية للحرمان من الاب عل النحو التالى 

يؤثر على تكوين الضمير الاخلاقى للطفل  لانه يعلم انه لا يجد من يحاسبه
يؤثر على  التفوق والتحصيل الدراسى للطفل لقلة الانتباه والتركيز 
قد يجد صعوبة في تكوين صداقات بسبب سلوكياته غير الناضجة كالعدوان والتنمر او ربما يكون اقل اندماجا معهم وانسحاب وانطواء وعزلة. 
الحرمان العاطفى يفقد الاطفال الشعور بالامن النفسى  فيشعرهم بالتهديد والاكتئاب والانسحاب فدائما يخشى المبادأة لانه يفتقد الدعم الذى يحفزه ويشجعه .

يؤثر في اكتساب الطفل الادوار الاجتماعيه كالذكورة والانوثة فحرمان الطفل من والده يجعله يثق بالكبار النساء دون الرجال فيتخذ من والدته نموذجا ويكون اكثر التصاقا بها، مما يزيد من فرص تطوير سلوك جنسي أنثوي لديه، ويؤثر الحرمان العاطفى من الاب على الفتاه بفقدها الثقة بنفسها , وفى تعاملها مع الاخرين وشعورها بالخوف والقلق معظم الوقت ,وقد يدفعها لسد احتياجاتها العاطفية خارج الاسرة
ويحرم ايضا الطفل من التجارب الحية والمواقف الواقعيه فى تعامل اباه مع الحياه  فمنها يكتسب سلوكيات التعامل مع الحياه وبحرمانه يفقد هذه الجوانب
حرمان الطفل من والده قد يدفعه الى تاكيد نزعة القيادة والرجولة فيتقمص دور الاب الغائب مما قد يقوده للانضمام لرفاق السوء والمنحرفين  أو على الأقل يحفز لديه سلوكيات غير مقبولة.

ويوضح الباحثون ان الاطفال كالأسفنجة يمتصون أزمة الغياب، وهم بحاجة الى تفريغ التراكمات والاضطرابات  النفسية الناشئة عن غياب العاطفة والتوجيه والسلطة الأبوية، فيأتي تنفيسهم في غير موضعه، بشكل اضطرابات سلوكية وربما ينتهي بهم الى الجنوح.

ويشير اخصائيو العلاج السلوكى للاطفال إن الطفل الذي حرم من والده بحاجة إلى إعادة تهيئته لمناخ سوي شبيه بالمناخ الأسري حتى يعيد بناء نفسه ويستعيد ثقته.

ولبناء وتدعيم العلاقة مع الاطفال ينصح بقضاء وقت معهم يصبح جزءًا أساسيًا من حياتهم، باعتبار أن الوالد الذي يساهم في تنشئة ابنائه يطمئن إلى أنهم يكبرون وهم يشعرون بالثقة في النفس، ويشعرون بقيمة ذواتهم، ويؤهلهم ذلك  لمواجهة عالم الكبار". وخاصة الفتيات اللاتي يفضلن الخروج مع آبائهن إلى اماكن عملهم، والمدرسة او الاسواق ، وانعكاس ذلك عليهن يبدأ عندما يحاولن إثبات شخصياتهن أمام الآخرين.