الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر على خط أزمة اليمن.. إنهاء الحرب وصد التدخل الإيراني أولوية القاهرة ودول الخليج.. ودبلوماسية إدارة بايدن فرصة لنزع فتيل الصراع

اليمن
اليمن

- توافق مصري- خليجي على ضرورة احتواء النفوذ الإيراني في اليمن
- الرئيس السيسي أكد أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر
- المصالحة الخليجية تعزز الإجماع العربي على رفض التدخل الإيراني

تتفق مصر مع دول مجلس التعاون الخليجي على ضرورة احتواء النفوذ الإيراني في اليمن للوصول إلى حل سياسي للأزمة في البلد الممزق بالحرب منذ سنوات، ودعم الجهود الأمريكية والدولية في هذا الصدد.

وخلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف بن فلاح الحجرف في 7 فبراير، أكد الرئيس السيسي أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. 

وفي لقاء آخر مع وزير الخارجية سامح شكري، دعا الحجرف إيران إلى إنهاء تدخلها في اليمن ودعم ميليشيا الحوثي من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للحرب اليمنية، وأشاد الطرفان بقرار الإدارة الأمريكية تعيين مبعوث أمريكي إلى اليمن، الأمر الذي من شأنه الإسهام في التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.

ونقل موقع "المونيتور" الأمريكي عن مساعد وزير الخارجية السابق حسن هريدي أن الوضع في اليمن معقد بسبب التدخل الإقليمي، وتحول الصراع اليمني إلى صراع إقليمي بين السعودية وإيران وليس صراعًا يمنيًا داخليًا. وحث هريدي المجتمع الدولي على التدخل بشكل حاسم ، ودعا إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وقال هريدي "هناك إجماع بين مصر ودول الخليج العربي على رفض التدخل الإيراني في اليمن. إن أفعال إيران تهدد الأمن القومي السعودي وتهدف إلى المساومة مع الولايات المتحدة لتخفيف عقوباتها الاقتصادية بسبب برنامج طهران النووي".

وأشار هريدي إلى أن الإجماع المصري الخليجي يجب أن يشجع المجتمع الدولي على تكثيف الجهود لوقف الحرب في اليمن ودعم المبعوث الأمريكي المعين حديثًا للضغط على طهران لوقف تدخلها وتسوية الأزمة سياسيًا ووقف الحرب.

وأوضح هريدي أن سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه إيران تختلف عن سياسة سلفه دونالد ترامب. وأشار إلى أن بايدن يعتمد على الانفتاح الدبلوماسي وليس فقط على العقوبات الاقتصادية التي لم تنجح في إقناع طهران بالتخلي عن طموحاتها النووية.

وأضاف هريدي "على الدول العربية توحيد رؤاها وتحركاتها حفاظًا على الأمن القومي العربي من أي تهديدات إيرانية سواء في اليمن أو في دول أخرى".

وتشهد العلاقات المصرية - الخليجية زخما كبيرا خاصة بعد إبرام مصر والسعودية والبحرين والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى اتفاق مصالحة خلال قمة مجلس التعاون الخليجي في مدينة العلا السعودية. ومن المرجح أن يعزز ذلك الإجماع العربي في الفترة المقبلة لمواجهة أي تدخل إقليمي، سواء من جانب إيران أو تركيا.

وقال رخا حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، لـ "المونيتور" إن مصر ترفض أي خطوات تمس بأمن الخليج، وهو جزء من أمنها القومي. وأكد أن "هناك إجماع عربي على مواجهة أي محاولات لتهديد الأمن القومي العربي سواء في اليمن أو سوريا أو العراق أو ليبيا، ورفض التدخلات الإقليمية سواء كانت إيرانية أو تركية".

وأشار حسن إلى وجود توجه أمريكي حالي، بدعم من دول الخليج العربي ومصر، لحل الأزمة اليمنية سياسيًا ووقف التدخل الإيراني في المنطقة. وقد تجلى ذلك في قرار بايدن تعيين مبعوث أمريكي إلى اليمن من أجل دفع العملية السياسية، ووقف الحرب وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، ومبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لعام 2011 ونتائج مؤتمر الرياض عام 2015 بشأن المصالحة اليمنية.

وأضاف حسن "إن قرار الإدارة الأمريكية شطب مليشيا الحوثي من قائمة التنظيمات الإرهابية هو رسالة تهدئة لاقت ترحيبًا من الحوثيين وتؤكد الرغبة في تسوية الأزمة اليمنية سياسيًا وسلميًا. الحرب اليمنية مستمرة منذ ست سنوات، والشعب اليمني يدفع ثمنًا باهظًا من أجلها وهو يترنح في ظل مأساة إنسانية خانقة. تتطلب هذه الحرب من جميع الأطراف أن تتحمل مسئوليتها في ترسيخ الاستقرار والأمن في المنطقة. هناك إرادة سعودية عربية لتأييد ميل الولايات المتحدة لإنهاء الحرب والدخول في مفاوضات سلام".

وصف عضو لجنة العلاقات الخارجية السابق بمجلس النواب صلاح عبد الله توجه الإدارة الأمريكية الجديدة لوقف الحرب في اليمن بأنها خطوة جيدة ومهمة تتماشى مع الرؤية المصرية الخليجية لإبعاد إيران عن اليمن ومضيق باب المندب، ووقف تدخلها في حركة التجارة الدولية التي تمر عبر قناة السويس.

قال عبد الله "في إطار جهودها لإنهاء التدخل الإيراني في اليمن، قد تمارس مصر ودول الخليج ضغوطًا اقتصادية على إيران، التي يعاني اقتصادها بالفعل من العقوبات الأمريكية المفروضة بسبب طموحاتها النووية. مثل هذه الخطوة قد تجبر إيران على وقف تدخلها في اليمن وتهديداتها للأمن القومي العربي. الإجماع المصري الخليجي قد يسهل أيضًا عمل المبعوث الأمريكي الجديد من خلال الضغط على الحوثيين لقبول السلام وإنهاء الحرب وقطع العلاقات مع طهران".

وأضاف عبد الله أن "الإجماع المصري الخليجي في اليمن يبعث برسالة إلى طهران مفادها أن أي تهديد للخليج غير مقبول ولن يسمح به حفاظا على الأمن القومي العربي".

-