الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استغاثة أهالي الديابات بسوهاج: المقابر ضاقت وعاوزين تدخل من المسئولين.. فيديو

استغاثة أهالي الديابات
استغاثة أهالي الديابات بسوهاج: المقابر ضاقت

مكان تخطو فيه قدماك وقلبك يرتجف اشتياقًا لرؤية الله وخوفًا لفرقة الحياة وأنتَ لست مُستعدا ليوم لقائه العظيم، أعين كثيرة مُرتصة بجانب بعضها البعض ومليئة برفات المئات من الأهالي، تعلوها أسماء مكتوبة بخط رفيع تحدد الهوية.. تلك هي مقابر قرية الديابات بمركز أخميم شرقي محافظة سوهاج.

اشتد غضب الكثير من أهالي وأبناء الديابات وقرروا أن يخرجوا عن صمتهم ويعبرون عن مُعاناتهم في دفن موتاهم بتلك المقابر التي كادت أن تُهدم وتكشف سترة الموتى بداخلها.

"أنا شاب عندي ٢٤ سنة عشان أجي اتجوز دلوقتي هفكر في دار الآخرة قبل بيت أسرتي"، بهذه الكلمات بدأ محمد خالد، أحد تُجار الأعلاف بالقرية، حديثه مع "صدى البلد"، موضحًا أنه إذا توفيَ أحد لدى أي أسرة من أهالي الديابات وأتوا لحفر تربة له تنهار الأخرى التي تجاورها وذلك لضيق المقابر.

وأضاف خريج كلية الحقوق أنهم حاولوا بناء مقابر جديدة بجانب تلك المقابر قبل الجبل ولكن المحافظة كانت تمنع ذلك لأن الأرض المجاورة لمقابر الديابات تابعة لهيئة الآثار وأدى ذلك إلى تحميل الأهالي على المقابر حتى تهالكت، وأرادوا ترميمها، ويقطع تلك الأحاديث صوت لرجل خمسيني يُدعى علي محمود، بكلماته الغاضبة والتي كادت أن تكون حادة بعض الشيء قائلًا: "قرية فيها ٥٠٠٠ أسرة يلموهم كلهم في مقابر واحدة كده طب تيجي إزاي بس".

أخذنا قسطًا من الراحة في محاولة لتهدئة هذا الرجل الذي أخذ يتحدث عن مشكلات "الديابات" الكثيرة والمختلفة في شتى المجالات، لنعود تارة أخرى إلى نصب أعيننا اليوم وهي مشكلة المقابر، فأخذنا جولة بكاميرا موقع صدى البلد لنطلعكم على ما شاهدناه.

طوب فوق طوب ولا شيء يُثبت قالب تلو الآخر سوى الطين، إذا لامست يداك إحداهما وقعت وكان أمثالها وراء منها بالتوالي.

"المقابر ضاقت ولو حفرنا جمب أي عين من دول هتقع لا محال"، تلك الكلمات التي تفوه بها إسلام خالد، الشاب الذي ما زالت قدماه في العقد الثاني من العُمر، ويتمنى أن يطمئن قلبه على دار الحق، مُشيرًا إلى أن أرض المقابر ضاقت وتهالكت وعندما حاولوا ترميمها تم توقيع الجزاءات عليهم بالغرامات المالية.


ولذلك تواصل "صدى البلد" هاتفيًا مع حسين حبارير، رئيس مركز ومدينة أخميم، لأخذ رأيه حول هذه المشكلة، والذي كان مُرحبًا جدًا وعلى أتم الاستعداد لحل مشكلة الأهالي التي تواجههم منذ عدة سنوات ماضية.

وقال "حبارير" إنه في انتظار الأهالي بمكتبه لعرض المشكلة بشكل رسمي عليه؛ ليأخذ أولى خطواته في وضع حلول والشروع في تنفيذ إحداها.

وأوضح رئيس مدينة أخميم أن الغرامات المالية التي فُرضت على الأهالي عندما حاولوا ترميم المقابر يرجع إلى عدم عودتهم إلى الجهات المختصة بالمحافظة أولًا، حيث يجب أخذ تصريح بالترميم ثم تنفيذه.