الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين الدجل والعادة.. حكاية "البِشعة" وحكمها في الإسلام

البشعة
البشعة

البشعة هي إحدى الطرق التي استخدمتها القبائل العربية في البادية والحضر للحكم على براءة أو إدانة المتهم، بعد استنفاذهم جميع الأدلة لإظهار المجرم، بلحس النار بلسانه، حيث تتم عملية (البشعة) بأن يجلس المتهم بجانب ( المُبشِّع ) وهو الشخص الذي يقوم بالعملية، كذلك يجلس الخصوم والشهود لمشاهدة ما يجري.


البشعة إجراء عنيف، لا يتحمل لهيبه، سوى "صادق القلب" و"سليم النية"، الذي سيقبل إمرار "سكين" أو قطعة من الحديد أشبه بـ"الطاسة"، تحول لونها للأحمر - من طول الفترة التي مكثتها على النيران- سيقبل بوضعها على لسانه؛ لبيان من الكاذب ومن الصادق في قضايا الخلاف، ومن اللافت أن يصاب الكاذب في لسانه، بما يعد تأكيدًا أمام الحضور، أنه من ارتكب الفعل أو الجريمة، وأن الصادق لا يصاب بمكروه.


وفيها يقوم المبشع بتسخين ( الميسم ) وهو يد محماس القهوة العربية حتى تصبح حمراء من شدة النار ثم يخرجها ويقلبها، ثم يرجعها إلى النار مرة أخرى، وكل هذا يتم أمام ناظري المتهم، وخلال هذه الفترة يقوم المُبشع بدور المحقق ؛ فيتحدث إلى المتهم طالبًا منه إظهار الحقيقة، ومُظهرًا له مدى خطورة حرق النار للسانه، ويراقب ملامح وجه المتهم عن قرب والانعكاسات البادية عليه، وعندما تصبح يد المحماس قد جهزت، يطلب المبشع من المتهم مد لسانه ليضعها عليه بسرعة ومهارة لا يتقنها إلا قلّة من أهل البادية عرفوا هذا الفن وتمرسوا عليه، ثم ينتظر الجميع بضع دقائق ، ثم يطلب المبشع من المتهم مد لسانه مرة أخرى أمام الحاضرين، فإذا ظهرت البثور على لسانه فإن ذلك يعني تجريمه أما إذا بقي لسانه سليمًا فذلك يعني إعلان براءته من التهمة المنسوبة إليه، ليصرخ المتهم قائلًا :( بيٌض الله وجه المُبشّع وبيض الله وجه الكفيل) ؛ والكفيل هو العارفة الذي يتحاكم عنده البدو.


وأجابت دار الافتاء على حكم الاسلام في البشعة: أنها إحدى الطرق التي تستخدمها القبائل وأهل البادية والحضر للحكم على براءة أو إدانة المتهم، وذلك بتلحيس النار للسانه، حيث يتم تسخين يد محماس القهوة العربية حتى تصبح حمراء من شدة النار ويطلب المبشع من المتهم مد لسانه ليضعها عليه بسرعة ومهارة لا يتقنها إلا قلّة من أهل البادية عرفوا هذا الفن وتمرسوا عليه، ثم ينتظر الجميع بضع دقائق، ثم يطلب المبشع من المتهم مد لسانه مرة أخرى أمام الحاضرين، فإذا ظهرت البثور على لسانه فإن ذلك يعني تجريمه أما إذا بقي لسانه سليمًا فذلك يعني إعلان براءته من التهمة المنسوبة إليه.


وأضافت أن البشعة ليس لها أصل في الشرع، وإنما يجب أن نعمل بقول رسول الله: "البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر" أخرجه الدارقطني، فهذا الحديث الشريف رسم لنا طريق المطالبة بالحق وإثباته أو نفي الادعاء الباطل، وهذا ما يجب على المسلمين أن يتمسكوا به دون سواه من الطرق السيئة التي لا أصل لها في الشرع، بل وتنافي العقائد الثابتة بخصوصية الله تعالى بعلم الغيب وأن أحدا لا يعلم الغيب بنفسه إلا الله تعالى، فقد قال تعالى: {قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء}، وقال عز وجل: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا • إلا من ارتضى من رسول}. وإذا علم ذلك فلا يجوز الذهاب إلى من يمارسون البشعة.