الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد أن شهدت مذبحة.. ما لا تعرفه عن مملكة أكسوم التاريخية عاشت بها ملكة سبأ

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

شهدت مدينة أكسوم الإثيوبية المقدسة، حادث قتل، على مدار يومين متتاليين، في نوفمبر الماضي، أدى إلى تراكم الجثث في الشارع في منطقة تيجراي شمال إثيوبيا، وذلك بحسب التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية، قبل أيام، تقريرا جديدا عن قضية القتل بسبب قتل القوات الإريترية التي تقاتل في المنطقة.

ووفقا لشبكة "بي بي سي" البريطانية، قال شهود إن القوات الإريترية التي تقاتل في منطقة تيجراي الشمالية بإثيوبيا قتلت مئات الأشخاص في أكسوم، الأمر الذي صنفته منظمة العفو الدولية في تقرير، أن عمليات القتل الجماعي التي وقعت يومي 28 و 29 نوفمبر الماضي، تصنف ضمن الجرائم ضد الإنسانية.

وظلت الجثث غير مدفونة في الشوارع لعدة أيام ، وأكلت الضباع الكثير منها، ومن جانبه قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ، الحائز على جائزة نوبل للسلام ، للبرلمان في 30 نوفمبر الماضي إنه لم يُقتل أي مدني خلال العملية، لكن شهود عيان رووا كيف بدأوا في ذلك اليوم بدفن بعض جثث مدنيين عُزل على أيدي جنود إريتريين كان الكثير منهم رجال أطلقوا النار في الشوارع أو أثناء مداهمات من منزل إلى منزل.

ويرصد «صدى البلد» أبرز المعلومات عن هذه المدينة المقدسة، حيث تعد أكسوم مدينة تاريخية في تيجراي وكانت مدينة سياحية، وبدأ الصراع فيها خلال شهر نوفمبر 2020، ويبلغ عدد سكانها 66800 نسمة، وتعد العاصمة التاريخية للإمبراطورية التاريخية "أكسومي"، وكانت إمبراطورية أكسوم ذات قوة بحرية وتجارية حكمت المنطقة منذ العام 400 قبل الميلاد وحتى القرن العاشر.

امتلكت إمبراطورية أكسوم لغتها المكتوبة الخاصة، تسمى "الجعزية"، وطوّرت بنية معمارية مميزة تتجسد في المسلات العملاقة، أقدمها يعود تاريخها إلى 5000-2000 قبل الميلاد، وكانت الإمبراطورية في قوتها في عهد الإمبراطور "عيزانا"، التي انتقلت باسم أبرهة في القرن الرابع (والذي اعتنق المسيحية رسميًا ). 

وتؤكد الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية الادعاءات بأن كنيسة سيدة (مريم صهيون) في أكسوم تضم الكتاب المقدس (تابوت العهد)، الذي يتضمن الحجر المنقوش عليه الوصايا العشر.

وبحسب التقاليد الإثيوبية أيضا أن ماكيدا، ملكة سبأ، سافرت من أكسوم لزيارة الملك سليمان في القدس وأن الاثنين رزقا بـ مينليك، الذي نشأ في إثيوبيا وسافر إلى القدس عندما كان شابًا لزيارة وطن والده، وعاش عدة سنوات في القدس قبل أن يعود إلى بلده مع تابوت العهد. 

ووفقًا للكنيسة الإثيوبية والتقاليد الإثيوبية، كانت هذه الكنيسة نفسها هي المكان الذي توج فيه الأباطرة الإثيوبيون لعدة قرون حتى عهد فاسليدس  ثم بدأ مرة أخرى مع يوهانس الرابع حتى نهاية الإمبراطورية، وتعتبر أكسوم أقدس مدينة في إثيوبيا وهي وجهة مهمة للحج. ومن المهرجانات الدينية الهامة هي مهرجان تيمكات المعروف باسم عيد الغطاس في المسيحية الغربية.

وفي عام 1937، قام الإيطاليون بتقسيم مسلة أكسوم التي يبلغ ارتفاعها 24 مترًا (79 قدمًا) وعمرها 1700 عام، إلى خمسة أجزاء وشحنها إلى روما ليتم تشييدها، وتعتبر المسلة واحدة من أفضل الأمثلة على الهندسة في ذروة إمبراطورية أكسوميت.