الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السودان في القلب.. الرئيس السيسي يستقبل مريم صادق المهدي.. محللون: علاقات البلدين محورية.. ومصر تتفهم تخوفات الخرطوم بشأن ملء سد النهضة وتدعم موقفها

سامح شكرى ونظيرته
سامح شكرى ونظيرته السودانية

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدكتورة مريم الصادق المهدي، وزير خارجية جمهورية السودان، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والسفير السوداني بالقاهرة محمد إلياس.

المحللون أكدوا أهمية اللقاء في ظل الظروف المحيطة والمخاطر التي تحدق بالبلدين والتعنت الإثيوبي فيما يخص مفاوضات سد النهضة وإصرارها على اتخاذ موقف أحادي.


لماذا الآن؟ تفاصيل زيارة مريم الصادق المهدي للقاهرة

أكدت الكاتبة الصحفية، أسماء الحسينى نائب رئيس تحرير الأهرام، المتخصصة في الشأن الأفريقي إن زيارة وزير الخارجية السوداني للقاهرة مريم الصادق الطيب، جاءت في توقيت مهم جدًا وتحمل دلالات ورسائل قوية للداخل والخارج ولأمتي وادي النيل "شعبي مصر والسودان".

وأضافت "الحسيني" في تصريحات لـ "صدى البلد"، إن وزير الخارجية السوداني قامت بـ زياتين منذ توليها مهام عملها الأولي لـ جوبا عاصمة جنوب السودان والثانية للقاهرة لما يمثلاه من عمق استراتيجي للخرطوم، وناقشت خلال لقائها الرئيس السيسي ونظيرها المصري سامح شكري موضوعات عدة أبرزها الموقف الإثيوبي المتعنت فيما يخص ملف سد النهضة.

وتابعت "الحسيني"،: القاهرة والخرطوم لهما موقف ثابت ومحدد ورافض لأي "ابتزاز" فيما يتعلق بـ ملف سد النهضة وإصرار الجانب الإثيوبي على استكمال ملء السد قبل إتمام المفاوضات، بالإضافة إلى وقوف مصر إلى جانب السودان في الصراع الدائر على حدودها وتأكيدها الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.

وأردفت: هناك تعاون مشترك في عدة مجالات بجانب القضية الأهم والأبرز وهي سد النهضة منها التعاون في مجالات الربط الكهربائي والسككي والتبادل التجاري، بالإضافة لاستعداد مصر للاستمرار في نقل تجربتها في الإصلاح الاقتصادي وتدريب الكوادر السودانية.

واختتمت "الحسيني" قائلة: القاهرة تدعم الخرطوم وتقف لـ جوارها في مواجهة أي مخاطر وتعمل على استقرار السودان في المرحلة الانتقالية وتقول للعالم أجمع أن أمتي النيل يقفان جنبا إلى جنب في وجه ما يحدق بهما من مخاطر، كما تعلن القاهرة دعمها للجنة الرباعية المشكلة لمناقشة أزمة سد النهضة وتضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.

إيجابية وفي توقيت مناسب

أكد رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، الدكتور شريف الجبلي، أن العلاقة بين القاهرة والخرطوم محورية وذات طبيعة خاصة لما يربط أمتي حوض النيل من أخوة وتاريخ واحد مشترك، مشيرا إلى أن زيارة وزير الخارجية السوداني، الدكتورة مريم الصادق المهدي، للعاصمة المصرية، تأتي تأكيدًا للروابط والتفاهمات بين البلدين.

وأضاف "جبلي"، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك قضايا مشتركة بين البلد مثل قضية سد النهضة والتي تحظى باهتمام بالغ من قيادة الدولتين، إضافةً إلى العلاقات المتنوعة بمجالات الكهرباء والنقل والاقتصاد وغيرها.

وأشار "جبلي"، إلى أن الزيارة إيجابية وحققت أهدافها على الصعيدين الداخلي والخارجي، وجاءت في توقيت مناسب خاصة في ظل الأحداث المحيطة.

سد النهضة والتعنت الإثيوبي

قال الصحفي والمحلل السياسي السوداني محمد عبد العزيز، إن العلاقات المصرية _ السودانية، علاقات استراتيجية وتاريخية مهما تغيرت الحكومات، أو السياسات تظل مصالح الشعوب باقية وراسخة، مشيرا إلى أن هناك الكثير من القضايا ذات الإهتمام المشترك بين البلدين على رأسها قضية سد النهضة، خاصة بعد استمرار المفاوضات لمدة 10 سنوات دون التوصل لنتائج ملموسة.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدكتورة مريم الصادق المهدي، وزير خارجية جمهورية السودان، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والسفير السوداني بالقاهرة محمد إلياس.

وأضاف "عبد العزيز" في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن القاهرة تتفهم تخوفات الخرطوم بشأن ملء سد النهضة وما يمثله ذلك من تهديدات لـ 20 مليون سوداني، وتدعم تفاهماتها بضرورة التوصل لاتفاق ثلاثي في ظل أقدام الجانب الإثيوبي على اتخاذ خطوة احادية الجانب والشروع في بدء المرحلة الثانية من ملء السد والتي ستقتطع أكثر من 13 مليار متر مكعب من المياه.

وأكد "عبد العزيز"، حرص بلاده على التوصل لاتفاق ثلاثي دولي حول ملء سد النهضة وأن القاهرة تعي ذلك جيدا وتدرك إن المفاوضات بشكلها الحالي لن تصل لأي نتائج، معقباً: السودان أكثر الدول تضررًا من حالة السيولة في التفاوض وعدم التوصل لاتفاق في ظل استمرار عملية البناء والملء من قبل إثيوبيا.

وأردف: مصر بالإضافة إلى ما سبق قد تلعب دورًا محوريًا في تجاوز السودان للمرحلة الانتقالية وعبور أي مخاطر وتساعد في نهضته واستقراره على كافة الأصعدة خاصة في ظل التوترات الدائرة على الحدود السودانية _ الإثيوبية. 

وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد النهج الاستراتيجي لمصر بدعم كافة جوانب العلاقات الثنائية مع السودان من أجل التعاون والبناء والتنمية، وذلك ترسيخًا للشراكة والعلاقات الأزلية بين شعبي وادي النيل.

كما طالب الرئيس بنقل تحياته إلى شقيقيه الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني والدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني. 

وأعرب الرئيس عن مساندة مصر لكافة جهود تعزيز السلام والاستقرار في السودان الشقيق خلال تلك المرحلة المفصلية من تاريخه، وذلك انطلاقًا من المبدأ الثابت بأن أمن واستقرار السودان يُعد جزءًا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر.

وأكد الرئيس اهتمام مصر بتعزيز العلاقات الثنائية مع السودان الشقيق، خاصةً في مجالات الربط الكهربائي والسككي والتبادل التجاري، فضلًا عن استعداد مصر للاستمرار في نقل تجربتها في الإصلاح الاقتصادي وتدريب الكوادر السودانية، والمعاونة على مواجهة أي تحديات قد تطرأ في هذا الصدد.

من جانبها؛ أعربت الدكتورة مريم الصادق المهدي عن تطلع السودان لتطوير الجهود المتبادلة للارتقاء بأواصر التعاون المشترك بين البلدين، مثمنةً الدعم المصري المخلص للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الهام الذي يمر به، بما أسهم في تجاوز السودان لصعوبات تلك المرحلة، ومعربةً عن التطلع للاستفادة من التجربة المصرية الملهمة في مجال الإصلاح الاقتصادي التي حققت نجاحًا كبيرًا.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد التباحث وتبادل الرؤى حول قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت من حتمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم فيما يخص ملء وتشغيل السد، بما يراعي عدم الإضرار بدولتي المصب ويحافظ على حقوقهما المائية، وقد تم التوافق على تكثيف التنسيق المتبادل بين مصر والسودان خلال الفترة القادمة إزاء تلك القضية الحيوية.