الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تملك إيران قنبلة نووية؟.. تقرير استخباراتي يؤكد حصول طهران على السلاح المرعب منذ فترة.. ويحذر من سيناريو كوريا الشمالية

صدى البلد

ناشونال ريفيو تؤكد: إيران ربما امتلكت القنبلة النووية
نقرير المجلة الأمريكية يحذر من تكرار سيناريو كوريا الشمالية بسبب ضعف مراقبة واشنطن ووكالة الطاقة الذرية لأنشطة إيران النووية 
الخبراء الاستخباراتيون يطالبون الولايات المتحدة بتعزيز دفاعاتها خوفًا من هجمات إيرانية محتملة


نشرت مجالة "ناشونال ريفيو"، تقريرًا مطولًا بحثت فيه توقعات غالبية المراقبين الذين يتوقعون أن تصل إيران إلى القنبلة النووية في فترة تتراوح بين سنة وبضع سنوات.

وأعد هذا التقرير 5 من كبار الدبلوماسيين والخبراء والمسؤولين السابقين والحاليين في الشؤون النووية والأمنية: المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية السفير جايمس وولسي، ومستشار رونالد ريغان للشؤون العلمية ورئيس اللجنة الكونغرسية حول سلاح النبض الكهرومغناطيسي ويليام غراهام، والمدير السابق لمبادرة الدفاع الاستراتيجي وكبير المفاوضين الأمريكيين مع الاتحاد السوفياتي في محادثات الدفاع والفضاء السفير هنري كوبر، ورئيس مجلس الاستخبارات القومية فريتز أرمارث، والمدير التنفيذي لمجموعة العمل حول النبض الكهرومغناطيسي بيتر فنسنت براي.

وقال التقرير إن الولايات المتحدة مخدوعة بتقييم المجتمعَين الاستخباري والدفاعي واللذين يقللان بشكل كبير من أهمية التهديد النووي الإيراني، كما فعلوا مع كوريا الشمالية، مشيرًا إلى أن التيار السائد في واشنطن هو أنه وفقًا للسيناريو الأسوأ، لم تصنع إيران القنبلة الذرية، لكن سيكون بإمكانها إنتاج واحدة أو أكثر خلال سنة. 

ويرى جزء آخر من التيار السائد أن السيناريو الأسوأ هو امتثال إيران للاتفاق النووي والاتجاه بشكل شرعي إلى حيازة إمكانات تصنيع الأسلحة النووية خلال 10 إلى 15 عامًا بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

 وأوضح التقرير أن إيران امتلكت على الأرجح أسلحة ذرية يمكن إطلاقها عبر الصواريخ والأقمار الاصطناعية، وبحلول 2003، كانت إيران تقف عند عتبة تصنيع صواريخ نووية. لكن طوال ما لا يقل عن العقد الماضي، أصدر المجتمع الاستخباري تقييمًا سنويًا يظهر أن بإمكان إيران بناء أسلحة ذرية في سنة أو أقل.

ومنذ حوالي شهر، أعلن محللون مستقلون في معهد العلوم والأمن الدولي أن ما يفصل إيران عن تصنيع سلاحها النووي الأول هو ثلاثة أشهر وخمسة أشهر لصناعة الثاني. ويشير الخبراء الخمسة إلى عدم وجود سبب يدفع للاعتقاد بأن الإمكانات الاستخبارية الأمريكية والأممية هي مثالية لدرجة اكتشاف جهود إيران السرية لبناء أسلحة ذرية.

ولفت تقرير المجلة إلى أن الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تعلمان  بوجود برنامج إيران السري لتصنيع الأسلحة النووية قبل أن تكشفه مجموعة إيرانية معارضة سنة 2002، مؤكدًا أن واشنطن والوكالة كانتا رقيبين نوويين ضعيفين طوال فترة طويلة من الزمن. 

حيث فشلت عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اكتشاف البرامج السرية لتصنيع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية وباكستان والعراق وليبيا. وفي سنة 1998، فشل "تقييم التهديد العالمي" لمجتمع الاستخبارات من تحذير أن باكستان والهند ستصبحان دولتين نوويتين مع سلسلة من اختبارات الأسلحة النووية. 

وأردف التقرير أن الاستخبارات الأمريكية تقلل غالبًا من أهمية التهديدات النووية من روسيا والصين وكوريا الشمالية. ومن المرجح أنها تقوم بالأمر نفسه مع إيران.

وشدد التقرير على أن إيران قادرة على بناء أسلحة نووية متطورة بالاستناد إلى اختبار المكونات من دون الحاجة إلى الاختبار النووي. فالولايات المتحدة وإسرائيل وباكستان والهند استخدمت مقاربة اختبار المكونات. قنبلة هيروشيما لم تخضع للاختبار ولا الرؤوس النووية الحرارية الأكثر تطورًا التي أنتجتها واشنطن خلال السنوات الثلاثين الماضية. أما الاختبارات النووية لباكستان والهند سنة 1998 فقد أجريت لأهداف سياسية لا لحاجات تكنولوجية.

وقال التقرير إن الأسباب المحتملة لعدم تصريح إيران بأنها أصبحت قوة نووية مثل كوريا الشمالية هي عديدة من بينها أن الأخيرة محمية من الصين وتعيش في منطقة أكثر أمانًا حيث تتردد كوريا الجنوبية واليابان بدعم خيارات عسكرية أمريكية لنزع ترسانة بيونغ يانغ النووية. لكن بالنسبة إلى إيران، من المحتمل أكثر أن تقوم إسرائيل والدول العربية المعتدلة بدعم غارات جوية ضد طهران لنزع سلاحها النووي.

ورجحت "ناشونال ريفيو" أن إيران سوف تسعى إلى بناء ما يكفي من الصواريخ النووية لجعل إمكاناتها راسخة وغير قابلة للرجوع عنها. علاوة على ذلك، تريد إيران مواصلة نشر الخداع حول وضعها النووي. فبواسطة الاتفاق النووي، انتزعت منافع اقتصادية واستراتيجية أكبر بكثير من تلك التي حصلت عليها كوريا الشمالية عبر إظهار أنها أصبحت فعلًا قوة نووية. 

ويضيف المسؤولون الخمسة أن إيران قد تتخلى حاليًا عن منافع الردع من الوضع النووي العلني لأنها تريد توظيفًا مستقبليًا مفاجئًا لإمكاناتها النووية من أجل تعزيز أجندة الملالي الدينية العالمية.

يكتب الخبراء الخمسة أن الخيارات المثالية لمواجهة التهديد صعبة كثيرًا في هذه المرحلة. الاتفاق النووي ومعاهدات حظر الأسلحة النووية ستجعل الأمور أسوأ كما حدث مع كوريا الشمالية. أما شن الغارات أو الاجتياح فسيكون محفوفًا بالمخاطر لأن العالم لا يعرف مخابئ جميع الأسلحة النووية في إيران

وخلص التقرير إلى أهمية تعزيز حماية الشبكات الكهربائية والبنى التحتية الحيوية الأمريكية الأخرى من هجوم النبض الكهرومغناطيسي. 

وقال إنه يتعين على البيت الأبيض والقيادة الاستراتيجية النظر إلى إيران حالًا على أنها تهديد صاروخي نووي وزيادة وسائل التدقيق التقنية والاستخبارية البشرية لتحديد موقع القدرات العسكرية النووية وإعداد الخيارات الوقائية إذا أصبح التحرك ضروريًا. ويتعين أيضًا تعزيز الدفاعات الصاروخية الوطنية ونشر دفاعات فضائية حديثة. فالنجاة الوطنية لا تعتمد فقط على الردع أو الضربة الاستباقية. من الأفضل الدفاع عن الشعب الأمريكي عوضًا عن الانتقام له.