قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

للسيسي.. الرسالة وصلت


بينما تمتلئ سماء مصر الدنيا بالأكاذيب والفتن والصراعات، وتصاب جراء ذلك القلوب بالإحباط واليأس والضياع، العقول بفقدان القدرة على رؤية المستقبل، حتى ليصبح سؤال "مصر رايحة على فين؟" الشغل الشاغل للكبير والصغير، المفكر والجاهل الأمي، الغني والفقير، القريب من السلطة والبعيد عنها، يخرج الفريق أول عبد الفتاح السيسي وقادة القوات المسلحة المصرية في حفل تحرير سيناء، ليؤكدوا أن مصر ومستقبلها بخير، ويرسلوا بمشهدهم الرائع في الحفل رسائل طمأنينة للشعب المصري، ثم تخرج كلمات الفريق السيسي لتتوج المشهد بصدق مضيء ومتوهج نابع من القلب، وتشرق من فورها في قلوب المصريين أمنا وأماناً وسلاما.

تحية إجلال وتقدير للفريق السيسي على كلماته قبل دموعه التي أشرقت على قلوب المصريين وفتحت لهم طاقات للأمل في غد أفضل لمصر، حيث حملت كل معاني الوطنية والولاء والإخلاص والحب والتقدير والتفاني لمصر وشعبها، ورسخت ثقة وعقيدة المصريين في ولاء جيشهم قيادات وأفراد لهم وللوطن.

كلماتك كلمات رجل دولة مسئول أكدت معاني وطنية افتقدها المصريون في ظل خطاب ولهجة رسمية مرتعشة مرتبكة تحمل طوال الوقت لغة التآمر وتخفي من التخبط أكثر مما تعلن، كانت في وقع الآذان ترنيمة اشتاق إليها المصريون في الإخلاص للوطن الذي حملته نبرة صوتك، وهو ما أبكى العيون وحرك الأفئدة.

قال السيسي "احنا إدينا تتقطع قبل ما تمسكم، أنا من تلات أسابيع أقسمت قسماً، قلته عشان كل مصري قاعد في بيته يبقي مطمئن رغم كل الشوشرة الموجودة، الـ 18 شهراً اللي كان الجيش موجود فيها كنا بناضل عشان ما نأذيش أي مصري، قعدنا الـ 18 شهر دول عشان مصر تفضل مصر وهتفضل مصر، عاوز أقولكم خلوا بالكم، مصر محفوظة بالمصريين، وبكره تشوفوا مصر وهي أم الدنيا وهتبقي قد الدنيا". إنها كلمات تقطع الطريق أمام هؤلاء الذين يحاولون عزل الجيش عن ظهيره ونصيره وعمقه الاستراتيجي وهو الشعب.

هذا هو الرجل الذي لم يتوقف الدس ضده وضد قادة القوات المسلحة المصرية منذ تولى وزارة الدفاع والإنتاج الحربي، طاردوه والجيش بالشائعات والاتهامات، قال إخواني، قال سلفي، قالوا إنه باع مصر والمصريين مقابل الحصول على مواد في الدستور تؤمن للجيش أن يكون دولة مستقلة داخل الدولة، قالوا وقالوا حتى لم يكد يمر يوم دون دسيسة هناك وشائعة أو اتهام هناك.

كل هذا فيما كان الرجل وقادة القوات يواصلون عملهم بالليل بالنهار حفاظا على الكفاءة القتالية والروح المعنوية للقوات المسلحة، ووسط كل ذلك يتابع عن كثب ما يجري على الساحة يعلن عن رأيه قليلا مثلما حدث بشأن قناة السويس ويصمت كثيراً، مؤكدا أن لا دخل له وللجيش بالشأن السياسي، وربما هذا ما يمكن أن آخذه عليه، فعندما يتعلق الأمر بمصر "أم الدنيا" ينبغي له التدخل، فحين يرى أن هناك من يقود مصر الحضارة والتاريخ والثقافة والفن والريادة والقيادة إلى الظلام، عندما يرى هناك من يريد أن يطفئ نورها، عندما يرى مصر تسقط في مستنقع العنف والتطرف، هنا لابد أن يتدخل، الواجب الوطني يحتم عليه التدخل، فمصر ليس مباني ومنشآت، مصر إنسان مستنير أضأ فجر التاريخ بالعلم.

إنني أصدقك سيادة الفريق وأحيي نبل وكرم وصدق مشاعرك، ومتأكد من كونك تعرف جيداً قدر مصر وطنك، ولكن بالله عليك ألم تحزن وأنت ترى رئيس مصر يستقبله رئيس وزراء دويلة لم تك شيئا منذ سنوات قليلة، بينما مصر قيادة وشعبا منذ فجر التاريخ ملء سمع وبصر العالم، ألم تحزن وأنت ترى رئيس وزراء مصر يستقبله وزير تلك الدويلة، ألم تحزن وأنت ترى مصر تنتهك بالتسول من "اللي يسوى واللي ما يسواش" ـ على رأي المصريين ـ إنني لا أظن أنك رأيت قدر مصر ينتهك هكذا منذ وعيت على الدنيا إلا الآن.

على أية حال سيادة الفريق مصر لن تهون ولن تحزن ورجالك درعها وحصنها، فقط تأمل منك ومن رجالك السهر على حماية حضارتها الإنسانية المتمثلة في كل ما هو مستنير، فمصر ليست مجرد مبان ومنشآت ولكن حضارة إنسانية تحتاج حماية ليس بالعدة والعتاد وحدهما ولكن بالفكر والعقل.

ويبقى أن أوجه الشكر لجامعة المستقبل لهذه اللفتة الوطنية الذكية والشجاعة التي حملت رسالتين هامتين، الرسالة الأولى لأعداء مصر في الداخل والخارج، هي قبول المؤسسة العسكرية دعوة مدنية من مؤسسة أهلية هي للاحتفال بإنجاز تحرير سيناء الغالية، وكأنها تلك الدعوة بمثابة اعتذار رقيق وإبداء ندم على ابتلاع دعوات الفرقة والفتنة بين الجيش وشعبه، وكأن قبول القوات المسلحة حضورها بمثابة قبول الاعتذار والإعلان عن فتح صفحة جديدة من التماسك والترابط والانحياز إلى فئات الشعب.

والثانية أنه بقدر ما حمل العرض الفني من عناصر مبهرة تم اختيارها بدقة بالغة، كان الحضور أيضا لافتا ورسائله واضحة، فقد جلست في الصفوف الأولى الأمامية رموز مصرية دأبت المؤسسة الرسمية للنظام الإخواني على الإساءة إليها وتشويهها.
أخيرا هذه الدعوة وهذا الاحتفال نواة مبادرة وطنية تدعو كل مخلص في هذا البلد فردا أو جهة إلى الانضمام إليها ليصبح الجيش والشعب كيانا مصريا موحدا وواحدا في مواجهة قوى الظلام التي لا تستمد قوتها إلا من ضعف هذا الكيان.