الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«بايدن» ومصر!


كان غريبا بالنسبة لى أن أعلم أن الرئيس الأمريكى چو بايدن، لم يدعُ مصر ضمن أربعين دولة في القمة الافتراضية العالمية لمواجهة كورونا والاستعداد لما بعدها، فهو لا يرى في الشرق الأوسط وفق قائمة الدول المنشورة على موقع البيت الأبيض، إلا إسرائيل والسعودية والإمارات، ورغم كل ما يدور من جدل بينها، فحتى أردوغان الذي بينه وبين إدارة بايدن الكثير، تمت دعوته، وهذا أمر يتطلب وقفة وتدخل دبلوماسي مصري سريع، لأن هذا الموقف له إسقاطات عديدة.

فهذه الدعوة المفاجئة، التى اعتبرتها إسرائيل نصرا كبيرا لـ نتنياهو، وكل دولة تتباهى بدعوة رئيسها، لإسقاط ذلك المباشر فى التنسيق بين أمريكا، وهذه الدولة، كان لافتا إنها تتضمن بين الدول المختارة مستعمرات ودويلات صغيرة، مما أثار تساؤلات حول معيار الاختيار، لهذه القمة الافتراضية التى قلب بها بايدن الدنيا، خلال الساعات الأخيرة.

القاهرة لم يصدر منها أى تعليق، حيال تجاهلها من هذه القمة، خاصة أن الرئيس الأمريكى والمؤسسات الأمريكية السيادية أبدت اهتماما بالتطورات المؤسفة التى تشهدها مصر خلال الأيام الأخيرة، ومنها إعلان بايدن والبيت الأبيض متابعته لتطورات المشهد في تعطل المجرى الملاحى في قناة السويس بسبب جنوح السفينة الدولية العملاقة، بل عرض مساعدته لحل الأزمة بما لدى أمريكا من إمكانيات ليست لدى أية دولة عظمى أخرى، بل وكان هناك موقف إيجابي للسفارة الأمريكية بالقاهرة، على خلفية تصادم القطارين الدموى في سوهاج، فللأسف تحولت مصر لبؤرة أزمات وكوارث خلال الأيام الأخيرة، وأصبحت أخبارها مقترنة بالدماء والخسائر، وهذا أمر يتطلب وقفة هو الآخر، خاصة أن بعض الإعلام لا يقف مع الدولة، إما بتجاهله المشهد أو بتغطياته غير المحترفة، التى تضر أكثر منها تفيد.

فلم يتعرض أحد إلى الموقف الأمريكى المفاجئ، بتجاهل مصر كقائد للشرق الأوسط وإفريقيا وشرق البحر المتوسط والعرب، وكنموذج ناجح في مواجهة الكورونا رغم كل الأجواء الصعبة التى تحاصرها.. خاصة أن لهذا الأمر إسقاط مهم على التواصل بين القاهرة وواشنطن في باقي الملفات، ومنها الملحة جدا لمصر، مثل عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة أن الإدارة الأمريكية تبدى تفاهما كبيرا في الإطار، بالإضافة للاهتمام الأمريكى بالملف الإثيوبي، وموقف واشنطن من جرائم الحرب في تيجراي، وكيفية استغلال ذلك لصالح مصر والسودان في ملف السد الإثيوبى، ومن الضرورى العمل على ذلك بشكل بدلا من الحديث العلنى عن الخيارات العسكرية للحل، كما فعل الإعلامى "معتز عبد الفتاح" في حديث "الخرم"، الذي استفز الكثيرون بسطحيته.

أخيرا، أتطلع لتدخل محترف لإنقاذ الموقف، لأن مشاركة مصر في هذه القمة الإفتراضية العالمية، وغيرها من الأحداث الدولية أمر في غاية الأهمية بالطبع!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط