EN 
على غرار كل المشروعات القومية التي تنتشر في ربوع مصر افتتح اليوم الرئيس السيسي مدينة الدواء في منطقة الخانكة.. مدينة عملاقة تصل مساحتها 180000 متر مربع تستهدف رفع وتطوير مستوي صناعة الأدوية في مصر..لكن ما هي الفلسفة التي تدفع الدولة لهذا التوسع في صناعة الأدوية الآن في مصر؟؟!!
أعتقد أن ما يمر به العالم علي مدي أكثر من عام في مواجهته لفيروس كورونا وتداعياته المختلفة والمتنوعة أثبت عمق الرؤية التي تسير فيها الدولة والتخطيط الإستراتيجي المستقبلي للمشروعات القومية..ضمن هذه الرؤية الشاملة كانت تكمن الأسباب الحقيقية التي دفعت الدولة لتسريع وتيرة تطوير صناعة الدواء في مصر..هذا طبعًا إلي جانب الأسباب المعلنة سلفًا في خطة الدولة الشاملة لتوطين أحدث الأنماط الصناعية بكل أنواعها وكذلك زيادة الرقعة الاستثمارية في كل المحاور الرئيسية للدولة.
خصوصًا ما يتعلق بالغذاء والدواء للشعب المصري بهدف تحقيق رؤية القيادة السياسية في تحرير القرار السياسي المصري من أي ضغوط دولية أو إقليمية..طبعا هذا إلي جانب زيادة قدرة الدولة علي محاربة ومنع الممارسات الاحتكارية التي كانت تستنزف جيوب المصريين في أهم قطاعين في الدولة وهما قطاعا الأمن الغذائي والدوائي للمصريين.
منذ أشهر اتخذ الرئيس السيسي مجموعة من القرارات الإستراتيجية التي تحمل بين طياتها إشارات هامة توضح بجلاء فلسفة القيادة السياسية واهتمامها الخاص بتأمين احتياجاتنا الحياتية بشكل يمنع ويقلل إلي أقصي درجة وضع المواطنين المصريين وخصوص الطبقة الكادحة والمتوسطة تحت أي ضغوط..قرارات هامة مثل المشروع القومي للمخازن الإستراتيجية للسلع الغذائية والذي يشمل إنشاء خمسة مخازن عملاقة موزعة علي مستوي الجمهورية..إنشاء هذه المخازن بمساحة خمسين فدان للمخزن الواحد وتجهيزهم بأحدث الطرق التكنولوجية إضافة إلي ما تمتلكه الدولة من صوامغ محدثة للغلال ونظام تخزيني سابق..يدل بشكل واضح علي رغبة الرئيس السيسي برفع مستوي التأمين الإستراتيجي للسلع الغذائية من ستة أشهر إلي اثني عشر شهرا كاملة.
على نفس المسار قبل أشهر معدودة أصدر الرئيس قرارا بإنشاء المخازن الإستراتيجية الإضافية للأدوية..خطوة هامة إلي جانب مابدأته الدولة منذ سنوات من إنشاء ورفع كفاءة سلسلة طويلة من المستشفيات والوحدات الصحية..مشروع عملاق للتأمين الصحي..مبادرات متنوعة للإرتقاء بمستوي الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين..تصدي بطولي لفيروس كورونا وتقليل تداعياته إلي أقل مستوي ممكن والأرقام في كل الدول معلنه ومعروفة.
إستراتيجية التوسع الزراعي الأفقي التي تنتهجها الدولة وآخرها ما تم الإعلان عنه قبل أيام ومشروع الدلتا الجديدة ومليون فدان جديدة تضاف إلي رقعة مصر الزراعية حول محور الضبعة..هذه الإستراتيجية هي جزء من الإستراتيجية الشاملة للدولة..تعبر بشكل قاطع عن اهتمام الرئيس السيسي بغذاء المصريين و صحتهم بداية من المبادرة العملاقة 100مليون صحة حتي ما تم إفتتاحه اليوم في منطقة الخانكة ومدينة عملاقة متخصصة لإنتاج وتطوير صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية في مصر.
كما قال الرئيس أثناء افتتاح المشروع لقد بدأ التفكير في هذا المشروع العملاق منذ ثماني سنوات..ذكر الرئيس بكل وفاء الدكتور صلاح الشاذلي وإسهاماته الحقيقية في هذا المشروع العملاق..مشروع آخر يعطي إشارات هامة عن إستراتيجية شاملة من المدن الصناعية المتخصصة تسير فيها الدولة بخطوات ثابتة بعد مدينة الأثاث في دمياط ومدينة الجلود بالروبيكي ومدينة الرخام بالجلالة.
كذلك أثبت الرئيس كما يثبت كل يوم أنه قائد من طراز فريد يحمل داخله جينات هذا الشعب العظيم الذي تضرب جذوره في التاريخ آلاف السنين.. لم ينس الرئيس أن يذكر وبكل الخير الفضل لإنسان قد انتقل إلي جوار ربه لإسهامه في هذا المشروع العملاق ضاربًا بذلك المثل والقدوة لكل المسئولين حتي يتحلي الجميع بهذا الخلق الكريم..مبروك لمصر هذا المشروع العملاق وكل الفخر بقيادة هذا الرجل الذي يثبت يوما بعد يوم أنه أب لكل المصريين.
