الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«القاهرة كابول».. ماضي وحاضر الإرهاب!

 

من أفضل البدايات وأكثرها تشويقا كان مسلسل القاهرة كابول "افتتاحية" مميزة في التأليف والأداء والإخراج، تجعلك تنظر باهتمام لهذا العمل.
ربط ذكي من الكاتب عبدالرحيم كمال حينما أختار عنوان القاهرة كابول للمسلسل، خاصة وأن شباب مصريين كثيرين هاجروا في الماضي جهادا  إلى أفغانستان وكان من بينهم الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري، الربط بين العاصمتين يوضح العلاقة الوطيدة لتلك الجماعات في العالم، والقاهرة كانت الماضي الذي انطلقت منه أفكار رموز تلك الجماعات وانتشرت من المشرق للمغرب بكتب وأفكار سيد قطب، والحقائق تقول إن الدعم للمجاهدين الأفغان انطلق من القاهرة وبشكل علني في سبعينيات القرن الماضي! ووصل لجمع التبرعات الشعبية لهم! 
من أفضل مميزات السيناريو أنه لم يكن مباشرا في "بدايته" وكأنه دراسة بحثية عن الإرهاب تقدم المعلومات، ولكن جاءت حكايات الشخصيات الأربعة جذابة وطبيعية وقريبة من المشاهدين بحوار واقعي، ونتمنى أن يحافظ المسلسل على هذا المستوى للنهاية، ونعيش مع الشخصيات جميع اللحظات الإنسانية، ويبتعد العمل عن المباشرة السياسية أو الدينية في الحوار والتي ظهرت في شخصية "نبيل الحلفاوي" وهي أضعف شخصيات المسلسل، الرجل الحكيم الذي يقدم مواعظ إرشادية ولديه إجابات دائمة من القرآن والسنة! غير محبب للجمهور مثل تلك الشخصيات الدرامية الفلسفية وتبدو مبالغة.
مستوى التمثيل من أبرز عناصر العمل وجميع أبطال العمل في مباراة واضحة فيما بينهم منذ قفلة الحلقة الأولى ونظرات طرفي الصراع رمزي وعادل إلى بعضهما في تلك المعركة الطويلة، أداء ممتاز من طارق لطفي وخالد الصاوي وصولا للمشهد الأبرز حتى الآن في دراما رمضان حوار الرباعي رمزي وعادل وطارق وخالد مع فلاش باك أعطانا فكرة عن ملامح تلك الشخصيات مشهد يستحقوا التقدير عليه مع المخرج حسام علي. 
من الشخصيات التي لفتت الانتباه الإعلامي طارق كساب " فتحي عبدالوهاب" سألت صديقي فتحي عبدالوهاب وقت التصوير تقصد من فيهم ضحك وقال " كل واحد ونيته"! 
شخصيا شاهدت تطابقا في الشكل وحركات الجسد لشخصية إعلامية بعينها! كان يعتبر من أقرب الإعلاميين في الشرق الأوسط صلة بتنظيم القاعدة وأجرى حوارات مع قادة التنظيم واشارت وسائل إعلام أجنبية أنه تسبب في القبض على عناصر خطيرة من قادة تنظيم القاعدة !
ورحلة طارق كساب إلى كابول لكي يلتقي رمزي  والإشارة إلى ارتباط مؤسسات إعلامية بعلاقات مع القاعدة هي "حقيقة" حدثت بالفعل، وضحت في الانفرادات وإذاعة اخبار خلال السنوات الماضية.
بعيدا عن الربط بين شخصية طارق كساب واعلاميين حقيقيين أدى الشخصية بشكل جيد جدا فتحي عبدالوهاب رغم انه أحيانا اقترب من تقليد الشخصية التي أشارت لها سابقا حتى في طريقة الإلقاء.
شاهدنا كيف يتم تأسيس إرهابي صغير بأفكار متطرفة، عن طريق المدرس وهو الرمز والقدوة للصغار وأكثر من يستطيع أن يؤثر في عقولهم وتجنيدهم.
سيناريو عبدالرحيم كمال يكشف أيضا أحد أساليب التجنيد من خلال البائع في المقهى وهو مثل كشافة كرة القدم يبحث في الشوارع والمقاهي عن مشاريع إرهابيين جدد من الشباب العاطل والبائس! وشاهدنا كيف يتم توزيع الكتب من بينها أحد أهم الكتب التي أثرت "فكريا" في الكثير من شباب الجماعات الإسلامية وهو " معالم في الطريق" وتم الاشارة له أيضا في إحدى حلقات مسلسل "الاختيار٢" وبالطبع مؤلفه سيد قطب كان صاحب تأثير كبير فكريا بمؤلفاته والتي انتشرت خلال الستينيات في التأثير على الشباب في مصر والعالم العربي.
من أفضل الخطوط الدرامية في المسلسل قصة الحب بين رمزي ومنال ومن وقت لأخر نشاهد الجانب الرومانسي الخفي لشخصية أحد أمراء الإرهاب وكيف يحاول الضغط على نفسه بين شعوره الحقيقي والشعور الذي اكتسبه من معلمه ومن التنظيم، طارق لطفي يتفوق على نفسه في تلك الشخصية وتصدقه في الحالتين الشاعر مرهف الحس أو أمير التنظيم الذي يقتل أقرب الناس له! 
وأيضا حنان مطاوع مع شخصية منال إحساس كبير بتلك الشخصية الرومانسية والمنكسرة وصل للمشاهدين مع نظرات عينها المعبرتين، من أفضل أدوارها.

رسائل : 
_ أحمد رزق ضيف شرف بحجم بطولة .
_ النمر تشعر انك تشاهد هوجان الجزء الثاني.
_ مي عمر لايزال أفضل أدوارها كممثلة في ريح المدام .
_ محمد ثروت الموهبة لا تصنف.  
_ مشهد العزاء في لعبة نيوتن في كم إبداع غير طبيعي.
_ هبه مجدي دائما تخطف الأضواء في صمت.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط