هل من قبيل المصادفة أن تتم الانتصارات التسع الكبرى في تاريخ العرب والمسلمين في شهر رمضان؟ هل يعني ذلك أن ثمة علاقة قوية ومؤكدة بين النصر وبين الشهر المعظم؟ هل يقود ذلك إلى وجود علاقة بين النصر وخوض الحرب على اساس من العقيدة أيا كانت هذه العقيدة؟ هل هناك علاقة خاصة بين النصر وبين الايمان؟ هل الدفاع عن الوطن من المُحتل أو الدفاع عن الوطن من الاعتداء الأثيوبي على حياة المصريين والسودانيين يعتبر من صميم ما يدعو إليه الدين والإيمان بحق؟
أليست قصة انتصار العرب المسلمين على المشركين في غزوة بدر الكبرى بالسنة الثانية للهجرة دليلاً على ذلك؟ كيف يهزم 313 رجلاً مسلماً 1000 رجل من المشركين؟ كيف تمكن المسلمون من قتل سبعين من المشركين وأُسر سبعين آخرين وجاءوا برأس أبي جهل؟
ألم يتدبر المصريون في تدميرهم لسد أثيوبيا الآن قول الله ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾ [آل عمران: 123 - 125]
أليست معركة القادسية بالسنة الخامسة للهجرة بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقاص الذي فتح فيها الفرس دليلاً ثانياً على ملازمة النصر في رمضان؟
أليست قصة فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة دليلاً ثالثاً؟ كيف دخل النبي مكة وطاف بالبيت الحرام وحطم 360 صنماً حول الكعبة، ثم دخل الكعبة، فصلّى فيها ركعتين، وكبّر في نواحي البيت، وخطب في الناس، وبايعه أهل مكة رجالاً ونساء وأطلق سراح أسرى كفارها، وقال قولته الشهيرة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"
أليست فتح بلاد الأندلس سنة 92 هـ، بقيادة طارق بن زياد الذي انتصر باثنا عشر ألف جندي على أربعين ألف جندي من جيش القوطي وقتلوا ملكهم دليلاً ربعاً على النصر في رمضان؟
أليست هزيمة الروم وفتح عمورية سنة 223هـ وتأديبهم بعد أن صاحت امرأة هاشمية "وا معتصماه" فبلغ الخبر المعتصم فأجابها وهو جالس على عرشه: "لبيكِ، لبيكِ" دليلاً خامساً على ملازمة النصر في رمضان؟ وعمورية بلدة كبيرة قرب أنقرة التركية وكانت من أفضل البلاد الأوروبية وأكثر مكانة من القسطنطينية..
أليست معركة الزلاقة التي انتصر فيها المسلمون على جيش الفرنجة جنوب دولة إسبانيا حالياً سنة 479هـ دليلأ سادساً رغم أن قائد جيش المسلمين كان في الرابعة والثمانين من عمره "يوسف ابن تاشفين" وكانت المعركة سبباً في بداية عصر المرابطين في الأندلس، وهو العصر الذي تلا عصر الطوائف الذي كادت فيه الأندلس أن تسقط دليلاً سادساً للنصر في رمضان..
أليست موقعة حطين سنة 584هـ بقيادة صلاح الدين الذي أنهى فيها تكرار العدو الصليبي وتحرير معظم بلاد الشام دليلاً سابعاً على النصر في رمضان..، وحطين قرية بين الناصرة وطبريا
أليست معركة عين جالوت سنة 685هـ بقيادة السلطان سيف الدين قطز وقائده العسكري ركن الدين بيبرس الذين أدبوا فيها التتار بعد اجتياحهم لبغداد وأوقفوا زحفه دليلاً ثامناً على النصر في رمضان؟ وعين جالوت قرية تقع بالقرب من نابلس..
أليس نصر أكتوبر على العدو الصهيوني المُحتل سنة 1973م وعبور الجيوش العربية قناة السويس وتحطيم خط بارليف و أسطورة "الجيش الإسرائيلي" الذي لا يقهر دليلاً تاسعاً للنصر في رمضان؟
ولا يعني نصر رمضان أن يكون الجند صائمين، ففي فتح مكة وجه الرسول صلى الله عليه وسلم بالفطور لتقوية البدن، فمنهم من صام ومنهم من أفطر، ثم نزل المسلمون منزلاً آخَر في السحور فقال صلى الله عليه وسلم (إنكم مُصبحو عدوكم، والفِطر أقوى لكم فأفطروا)، وكانت عزمةً، فأفطرنا"، رواه مسلم...
فهل استوعب المصريون هذا التاريخ في أكتوبر فجاء نصر العاشر من رمضان على العدو الصهيوني؟ وهل يستوعب المصريون اليوم هذا التاريخ فينسفون سد أثيوبيا في العشر الأواخر من رمضان؟ ألا يكفي سبباً في تدمير السد أننا مُعتدى علينا في أعز ما في حياتنا وأغلى ما نملك؟