الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الملاك المصري.. حكاية نصف قرن من حرب أحمد شاكر ضد الأمراض في نيجيريا

الملاك المصري الطبيب
الملاك المصري الطبيب أحمد شاكر

82 عامًا هي سنوات عمره، قضى ما يقرب من ثلاثة أرباعها في حرب ضروس ضد المرض والموت في نيجيريا، فلا عجب أن لقبه أهلها بلقب الملاك المصري.

 

يروي الطبيب المخضرم الملاك المصري أحمد شاكر، قصته لقناة "سكاي نيوز"، فيقول إنه سافر إلى نيجيريا للعمل هناك، لكن الوضع الصحي المتدهور وحاجة الأهالي إلى الرعاية كان دافعه للبقاء وللاستمرار فيها عشرات السنين، حيث يعاني مواطنوها من أمراض كثيرة.

 

وليس فيروس كورونا وحده الذي يهدد حياة ملايين السكان، إذ تعد أمراض "التهاب الكبد الوبائي B، والملاريا والتيفود" الأكثر انتشارًا وتأثيرًا على المواطنين، بخلاف تواجد الحصبة والكوليرا و"السل"، ولذا يوضح الملاك المصري أحمد شاكر ، أن المواطنين يعانون أيضًا من أمراض الدورة الدموية والضغط والسكر وقرحة المعدة وأمراض القلب التاجي والذبحة الصدرية وتنعكس الرعاية الصحية الضعيفة سلبًا على حياة المواطنين وتجعلهم عرضة للوفاة.

 

 

وبحسب "سكاي نيوز"، شغل الملاك المصري والطبيب الثمانيني منصب مسئول المنطقة الطبية لشركة الكهرباء الفيدرالية بنيجيريا لعدة سنوات، ويمتلك مركزًا طبيًّا كبيرًا في العاصمة أبوجا، ويعيش برفقة أسرته وتلاميذه النيجيريين هناك.

 

ويحكي الملاك المصري أحمد شاكر عن أيامه الأولى في نيجيريا، حيث بدأ حياته في الأرياف بمنطقة "كاينجي" الواقعة على نهر النيجر، في ولاية النيجر النيجيرية، وهي تلك المنطقة التي كان يُبنى فيها السد النيجيري الأول- أنذاك- حيث ظل يقيم ويعمل في مستشفاها النموذجي حتى عام 1984.

 

ثم انتقل للعيش إلى مدينة لاجوس عاصمة نيجيريا القديمة، وكان حينها مسؤولًا عن المنطقة الطبية في شركة الكهرباء الفيدرالية ومشرفًا على جميع مستشفياتها، إلى أن انتقل إلى العاصمة الجديدة أبوجا بعد تحديدها في بداية التسعينيات.

 

ويتمنى الطبيب المصري، تحول أمنيته ببناء مستشفى "مصري - نيجيري" كبير، إلى حقيقة ملموسة، وأن يكون هناك تبادل طبي واسع بين مصر ونيجيريا، مشددَا على أن الخبرة النيجرية في الطب محدودة للغاية وهم يحبون الأطباء المصريين.

 

ساعد شاكر، في تحويل حالات ومصابين نيجيرين إلى مصر للعلاج، كما تواصل مع مكاتب أجنبية عدة لتمويل المشروع الذي يتمنى رؤيته بعينه قبل وفاته.

 

يقول الطبيب الثمانيني إن نيجيريا شهدت نقلة حضارية ملموسة خلال السنوات الماضية، وتطور الوضع الاجتماعي للمواطنين عن السابق، وانتقل أهلها من حياة الغابات إلى طريق التمدن على الرغم من استمرارية سكن بعض الفئات للغابات إلى الآن.

 

"شعب طيب صاحب قيم"، هكذا وصف الطبيب المصري النيجيريين، لافتًا إلى أن غالبيتهم يحبون الرقص والغناء والموسيقى والمرح، وينعكس ذلك على صحتهم الجسدية والنفسية، وتتمتع أجواء البلد بالمطر الدائم حيث يساعد على الزراعة، ويشير إلى أنه رغم وجود الفقر بين المواطنين إلا أن أهلها في تعاون مُستمر مع بعضهم.

 

وترعرع أبناء الدكتور أحمد شاكر، في نيجيريا حيث يفتح ابنه هشام مركزًا طبيًا هناك، كما تعمل ابنته هالة طبيبة صيدلانية، وله أبناء آخرون هم "تلاميذه" الذين ساعدوه في المعيشة وساعدهم في التعليم والتربية.

 

يقول "شاكر" إنه لا يحب أن يطلق لفظ "الخُدام" على العاملين في منزله وفي عيادته من الشباب إذ يعتبرهم أبنائه، لإيمانه بـ"التكافل الاجتماعي"، وحرص على أن يختلطوا جميعًا بابنيه ويتلقون دروسًا معهما.

 

ويفتخر الطبيب المصري بأنه ساعد في تخريج طبيبين من الشبان الفقراء في نيجيريا هما عبده وإدريس، حيث أصبح لهما مكانة في مدينتهم الآن، كما تخرجت على يديه شابة تعمل موظفة في الأمم المتحدة الآن.