الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلي بالك من زيزي

الدراما بلا شك تترك بصماتها علي كل من يراها وفي كثير من الأحيان تؤثر في أخلاقيات وعادات الشعوب مع التكرار والتركيز علي رسالة معينة فمن منا ينسي فترة الستينيات والأفلام الرومانسية التي أثرت في أجيال كثيرة كانوا يحبون ويتعاملون بذات الطريقة التي يتعامل بها أبطال الأفلام الرومانسية وقتها ..  ومن منا ينسي فيلم رد قلبي والرومانسية المطلقة بين بنت البرنس وأبن الجنايني وفيلم بين الأطلال والقرص الأحمر الدامي الذي كانت تنتظره البطلة لتتذكر حبيبها .
تذكرت كل هذه الأمور وأنا أري مسلسلات رمضان وماوصلت اليه في كثير من الأحيان من الإسفاف والتردي والألفاظ البذيئة حتي صورة المرأة في أبشع صورها ولكنني وسط كل هذا السواد وجدت مسلسل لطيف قررت أن اشاهده في البداية كنوع من الهروب من المسلسلات بتفاصيلها التي ذكرتها وتخيلت أنه مجرد مسلسل كوميدي يخرجني من الكآبة التي تحويها الكثير من هذه المسلسلات الرمضانية ولكنني وجدته في مكان آخر فهو مسلسل أكثر من رائع به فكرة مبتكرة جديدة يتحدث عن مشكلة الأطفال والكبار الذين يعانون من فرط الحركة ونقص الأنتباه .
المسلسل تم كتابته بحرفية فقد تعرض لزيزي وهي أمرأة  لديها مشاكل في حياتها من هذا المرض الذي أفسد عليها الأستمرارية مع زوجها " هشام " الذي يمثل دوره ممثل شاب أداؤه أكثر من رائع وهذا المرض جعلها لاتستطيع أن تدير حياتها مع من حولها فهي مختلفة مع الجميع ولا تعرف السبب وعلي الجانب الآخر البنت الصغيرة " تيتو " التي تعاني من المشكلة ذاتها  لتقترب منها زيزي وتكتشف مشكلتها وتعرف انها مصابة بالمرض ذاته
المسلسل يتعرض لمواقف رومانسية كثيرة من خلال المحامي " مراد " الذي ساعد زيزي في قضيتها ضد زوجها فعندما التقت به كانت كل مشاكل الدنيا تحيط بها فساعدها وكان هو السبب في  "الدكتور النفسي الذي اكتشف مرضها وفي الشغل الذي أحبته مع تيتو في المدرسة كمدرسة مساعدة لها في الفصل وفي رحلة الوعي التي أكتشفت بها ذاتها ومرضها "
أما أهم الأمور أنه جعلها تستطيع أن تتعامل مع هذا المرض فتمارس تمرينات معينة بشكل معين تنظم بها طاقتها وتبتعد عن الأغذية والمشروبات التي تزيد من فرط الحركة وعدم الأنتباه .
زيزي أيضا أستطاعت أن تحكي كل التفاصيل التي تخصها لمراد  بدون خوف وحتي عندما حكت له عن "غرفة الغسيل  "التي كانوا يحبسونها فيها وهي صغيرة خلع أكرة الباب وقدمها لها لترسم علي وجهها ابتسامة وفرحة ودموع لتأخذ الأكرة منه بحماس لأنه جعلها تشعر بأعلي درجات الحب والأمان النفسي .
مراد ساعد زيزي أن تفهم نفسها وتلاقيها وتتصالح مع الماضي بمشاكله وتنجح في الحاضر فلايوجد في الدنيا أهم من وجود الأشخاص السوية الذين يخرجون أجمل مافينا لأن هناك أشخاص غير سوية مدمرين نفسيا يزيدون الأمراض والمشاكل النفسية لدينا 
زيزي عندما قابلت مراد ساعدها لأنه كشخص مختلف استطاع أن يتعامل معها ومشاكلها ومرضها بذكاء .. لو لم تقابله كانت ستظل طيلة عمرها مريضة تعيسة لاتستطيع التعامل مع العالم الخارجي وأعتقد أن هذه هي رسالة المسلسل فأي أنسان يستطيع أن يتخلص من أي مشكلة يعاني منها أذا قابل الشخص المناسب الذي يشعر معه بالدعم والحب والأمان .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط