الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.أحمد موافي يكتب: احذروا الوباء النفسي

صدى البلد

 

نشعر جميعا بالحزن والقلق مع دخول الموجة الثالثة لانتشار جائجة كورونا، وتوحشها في بعض الدول، مثل الهند، ومن المؤسف أن نتابع، أخبار الموت والمرض المنتشر  في العالم من حولنا، ونحن نتقصى أخبار انتشار الجائحة، أملاً في الوصول إلى حلول تنهي هذا القلق وتستدل الستار على الأزمة المتدة منذ أكثر من عام ونصف. 
وبالرغم من تسارع الدول لتصنيع أكبر كمية من اللقاحات وتوفيرها لمواطنيها إلا أن القلق بشأن كورونا لم ينتهي، بالعكس في تزايد مستمر، وذلك بسبب ظهور سلالات جديدة، متحورة، من الفيروس، في عدة دول، وهو ما يُصعب مهمة اللقاحات في التعامل مع الفيروس ومقاومته. 
بدوري، كطبيب نفسي، سأتحدث مع حضراتكم عن الآثار النفسية التي تسببت بها جائحة كورونا على حياتنا، وكيف يمكننا اجتيازها دون أن تؤثر علينا بشكل عميق ومستمر لمدة سنوات ما بعد انتهاء خطر الفيروس. 
وتتمثل أهم الآثار النفسية لانتشار فيروس كورونا في انتشار وتزايد حالة القلق والتوتر والحزن الذي ينتج عنه الاكتئاب والوسواس، والمشكلة الكبرى أنه بالرغم من السعي الدائم للقاحات التي سوف تساعد في نهاية الجائحة إلا أن اللقاحات النفسية حتى الآن تبدو غامضة، ولا يوجد حتى اليوم برتوكول للعلاج النفسي للأمراض الناتجة عن انتشار وباء كورونا. 
ولعل أبرز أسباب التوترات النفسية المصاحبة للجائحة، هى العزلة الشديدة الناتجة عن انتشار الفيروس وفرض الحجر أو العزل الصحي على نطاق واسع في العالم، وما ترتب عليه من الشعور بالوحدة والاكتئاب، وبالطبع الحزن الشديد بسبب الوفيات، والقلق المستمر خشية الإصابة بالمرض، ومضاعفة الأعراض النفسية لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات سابقة على الفيروس مثل مرضى الوسواس أو القلق المرضي. 
وتختلف تأثيرات المرض النفسي المصاحب لانتشار فيروس كورونا من فئة لآخرى فنجد أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض سواء من الطواقم الطبية أو كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، أو المخالطون للمصابين بالفيروس، هم الأكثر تأثرا وشعورا بالحزن والإرهاق النفسي الذي يتحول في أحيان كثيرة إلى مرض نفسي يحتاج إلى الاستشارة الطبية أو الخضوع لجلسات علاجية. 
وإليكم أعزائي القراء، مجموعة من النصائح الهامة التي تساعدكم في تخطي الأزمة النفسية والأثار الناجمة عن انتشار الفيروس في ضوء النصائح التي أقرتها منظمة الصحة العالمية. 
الالتزام بالتعليمات التي تقرها منظمة الصحة العالمية بشأن معايير السلامة والأمان والتي تتمثل في التباعد الاجتماعي، وغسل اليدين وارتداء الكمامة، والاقتناع أنها هي المسلمات الوحيدة التي يمكن أن تقي من العدوى ولا داعي للخوف.
الابتعاد عن متابعة الأخبار بشكل دوري ومعرفة أعداد المصابين والوفيات، بل يكفي الاطلاع لمرة واحدة في اليوم لمدة لا تتعدى 5 دقائق على أقصى تقدير لتجنب التعرض للقلق والتوتر.
- تجنب نشر وبث الذعر عبر منصات التواصل الاجتماعي لعدم خلق حالة من الرعب والقلق.
- الابتعاد عن الأشخاص السلبيين والذين يبثون الرعب في النفوس.
- البحث عن دوائر الدعم والأمان في الأشخاص المحيطين والذين ينشرون الاطمئنان والراحة في النفس.
- ممارسة أي نشاط أو رياضة أو هواية مفضلة للحفاظ على الدافع الذي يساعد على استمرار الحياة.
- التواصل مع طبيب نفسي مختص عند تفاقم حدة الأعراض لتقديم الدعم والمساندة المطلوبة وتجنب التعرض للتأثيرات طويلة الأمد.
وأخيراً نتمنى أن يشمل البرتوكول العلاجي من جانب وزارة الصحة جزءا للدعم والتأهيل النفسي للمصابين بكورونا وذويهم وكذلك الطواقم الطبية وكل الأشخاص الذين يواجهون لحظات قاسية ستؤثر على صحتهم النفسية خلال الفترات المقبلة، ونؤكد أن الصحة النفسية هى عماذ سلامة الجسد وليست رفاهية.