الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جمعة: رمضان جاء ليذكر الناس بما يجب أن يكونوا عليه في جميع الأحوال

رمضان جاء ليذكر الناس
رمضان جاء ليذكر الناس بما يجب أن يكونوا عليه في جميع الأحوال

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق إن هناك الكثير ممن يُكثر من العبادة في رمضان ظنًّا منه أن شهر رمضان هو شهر قبول الأعمال وشهر العبادة والطاعات أما بعد رمضان فلا. 

 

وأضاف علي جمعة خلال صفحته الرسمية على فيس بوك أننا نريد أن نصحح هذا المفهوم ، ولعلنا هنا نذكر ما قاله الصديق رضي الله عنه عند وفاة الرسول ﷺ ؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ، فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: وَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ، وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ.

وَقَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} وَقَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} " [البخاري].

وأشار إلى أن رمضان ما جاء إلا ليذكر الناس بما يجب أن يكونوا عليه في جميع الأحوال؛ لأن رمضان ما ليكون إلا بسبب إنزال القرآن فيه. قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (البقرة:185).

وحتى ليلة القدر ما صارت ليلة القدر إلا بإنزال القرآن، والقرآن الذي من أجله صار رمضان وصارت ليلة القدر ليلة القدر، قائم فينا محفوظ بحفظ الله ليظل يعمل القرآن فينا استقامة وخلقًا واستجابة وطاعة وتآلفًا ورحمة ،وبدأ ويبقى على هذه الأمة بقاء هذا القرآن وبيان القرآن من سنَّة الرسول ﷺ ، فيفتن من يظن أن العبادة في رمضان، رمضان قد يكون أشد تذكير للإنسان بالجو المحيط فيه ولكن عبادة الله لا تنقطع أبدًا.

وأوضح أن الاستجابة لأمر الله يجب أن تكون في كل حال، وتقوى الله التي جاء من أجلها ويحققها رمضان. عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ". زمانًا أو مكانًا ولذلك أنصح الأخوة الذين يتصورون أن رمضان له خاصية خاصة ينفرد بها؛ بأن يستقيم الإنسان ثم يترك هذه الاستقامة إذا مضى رمضان يكون بالغ الخطأ وبالغ الإساءة ،الله يُعبد في جميع الأحوال ، -وكما قلنا- ما ليكون رمضان إلا بسبب إنزال القرآن فيه {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (البقرة:185).

والقرآن الذي أُنزل في رمضان قائم فينا محفوظ بحفظ الله وهو حجة لنا أو علينا.

حجة لنا إذا استجبنا لنداءه في جميع الأحوال.

وحجة علينا إذا نحن خالفناه أو أعرضنا عنه أو تنكرنا له.