الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السفير الفلسطيني دياب اللوح لـ«صدى البلد»: العدوان على غزة جريمة حرب.. والمقاومة كسرت هيبة جيش الاحتلال (حوار خاص)

السفير الفلسطيني
السفير الفلسطيني بالقاهرة دياب اللوح

لا يزال الدم الفلسطيني مستباحا، ولا يزال العدوان الإسرائيلي يعمل آلة القتل والفتك بحق أبناء فلسطين في قطاع غزة والقدس وغيرها من المدن التي ترفض أن تخضع أو تترك حقها لمحتل غاصب يسعى لتهويد وسرقة أرأضيها، حيث انتفض أبناء فلسطين في كل شبر وبقعة وهبوا لنصرة قدسهم وأقصاهم غير عابئين بالتضحيات طالما أن الهدف اسمى وأهم.

المحتل الإسرائيلي قابل انتفاضة ومقاومة أبناء فلسطين ودفاعهم عن أراضيهم وخاصة في قطاع غزة بعدوان غاشم وتدمير ممنهج لكل مناحي الحياة، رافضا التدخلات ومساعى التهدئة بعد أن أذلت المقاومة أنفاسه وكسرت هيبته.

صدى البلد، حاور السفير الفلسطيني بالقاهرة، دياب اللوح، للإطلاع على تطورات الأوضاع على الأرض وتحديدا في قطاع غزة، والمساعي المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على الأشقاء في فلسطين. 

 

هل يمكن أن تطلعنا على الوضع في الأراضي المحتلة وقطاع غزة؟

لا يزال التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة مستمرا، وإسرائيل تستخدم أسلحة فتاكة وخطيرة جدا، وتقوم بعمليات قصف ممنهج للبنية التحتية في قطاع غزة، ولمنازل المواطنين، وتستهدف الأبراج والعمارات السكنية المرتفعة بشكل عمودي، مما أسفر عن تدمير مئات الوحدات السكنية، وتشريد آلاف المواطنين الفلسطينيين في الشوارع الذين مازلوا بدون مأوى، بالإضافة إلى أن الساعات الأخيرة شهدت قصف لـ العديد من الشقق السكنية والمنازل، بدون إنذار مسبق، وهناك مواطنين تحت الأنقاض لا تزال الأطقم وفرق الإنقاذ تحاول إخراجهم، تم إخراج البعض منهم شهداء ومنهم مصابين.

 

ماذا عن حصيلة الشهداء والمصابين في قطاع غزة؟

على ما اعتقد أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تجاوزت 120 شهيدا، ومئات الجرحى، منهم عشرات الأطفال والنساء، وتوجد حالات عديدة من بين الجرحى خطرة وحرجة مما ينذر بارتفاع أعداد الشهداء، ومن الملفت للنظر أن هناك تدمير ممنهج للبنية التحتية خاصة الطرق المسفلتة والمعبدة، فشبكة الطرق في قطاع غزة تضررت بشكل كبير، بالإضافة إلى استهداف المدارس، البنوك، المساجد، والمرافق العامة، فكل منزل يتم قصفه أو تدميره داخل قطاع غزة يلحق ضررا بالغا بعشرات المنازل المحيطة به خاصة وأن قطاع غزة منطقة سكنية صغيرة جغرافيا ومكتظة بالسكان والمباني المرتفعة عموديا نظرا لقلة المساحات الجغرافية. 

 

كيف تصنف الوضع حاليا على الأرض داخل قطاع غزة؟

الوضع في قطاع غزة خطير جدا، وهو جريمة حرب مكتملة الأركان، وإسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عما يتم ارتكابه من جريمة ومجزرة دموية بشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وإسرائيل مطالبة بوقف هذا العدوان بشكل فوري والاستجابة للمساعي المبذولة من أجل الدخول في مرحلة تهدئة، خاصة الجهود المبذولة من قبل الدول العربية الشقيقة وفي مقدمتها مصر.

 

ماذا عن الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع خاصة المصرية؟

لست مطلعا على حيثيات التفاصيل بدقة، ولكن مصر الشقيقة الكبرى كما عودتنا دائما تتحرك سريعا لوقف العدوان على قطاع غزة، وفي هذه المرة مصر لم تدخر جهدا أو وسعا، ما عرفناه أن إسرائيل رفضت كل هذه المساعي لوقف العدوان، ووقف إطلاق النار، ويعود ذلك لإن المساعي لم تأتي في الاطار الزمني الذي تريده لتضرر سمعتها وهيبتها العسكرية في هذه المعركة، فإسرائيل فشلت فشلا ذريعا في هذه المعركة، ولم تستطع منع سقوط الصواريخ على المدن والتجمعات السكنية الإسرائيلية لذلك تريد أن تنهي المعركة بمعرفتها أو بصمتها الخاصة.

 

كيف ترى الموقف الدولي ومساعدته لـ مصر في جهودها؟

هناك تحرك مصري مسؤول وحريص على حقن دماء أبناء الشعب الفلسطيني، وصيانة الأمن والاستقرار بالمنطقة، وأيضا هناك تحرك من دول أخرى، الإدارة الأمريكية  والدول الأوربية، فالإدارة الأمريكية على سبيل المثال أرسلت مبعوثا، ووزير خارجيتها أجرى اتصالات مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، وسمعنا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، بشأن ما يحدث من عدوان، فهناك جهود تبذل من أجل وقف إطلاق النار.

 

ما سر رفض تل أبيب للضغوط سواء العربية أو الدولية؟

إسرائيل لا تزال على موقفها المتعنت والرافض لأي مساعي للتهدئة، والتقدير العام يشير إلى أن تل أبيب تريد أن تعطي لنفسها مساحة أو فترة زمنية أكبر لاستعادة سمعتها وهيبتها العسكرية التي انكسرت بحدة أمام المقامة داخل قطاع غزة، لذلك نقول بلغة دبلوماسية إسرائيل تتحمل المسؤولية كاملة وهي من بدأت العدوان، وهي المطالبة بوقف هذا العدوان ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ومطالبة بالاستجابة للتدخلات والنداءات العربية والدولية من أجل صيانة الأمن والاستقرار بالمنطقة، وإعطاء فرصة لكل الجهود المبذولة لترتيب الأوراق بشكل يحافظ على استقرار المنطقة.

 

ماذا عن الاشتباكات داخل باقي المناطق الفلسطينية؟

الأوضاع متفاقمة في القدس الشريف وتحديدا في المسجد الأقصى المبارك، وبـ حي الشيخ جراح، وداخل الخط الأخضر، فإسرائيل اطلقت يد المستوطنين المتطرفين وعصابات المستوطنين الذين يعملون كما قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي وكما تقول الشرطة الإسرائيلية إلى جانب الشرطة، فلك أن تتخيل أن قاتل فلسطيني بمدينة "اللد" يتم الإفراج عنه بإدعاء أنه يعمل إلى جانب الشرطة، وهو الذي أطلق الرصاص الحي على المواطن الفلسطيني، وكذلك في حي الشيخ جراح في القدس، حيث تطلق الشرطة يد المستوطنين للاعتداء على المتضامنين والمواطنين الفلسطينيين ولاقتحام البيوت وللسيطرة عليها وسرقتها، كل هذا يتم بغطاء كامل وبحماية من قبل الشرطة الإسرائيلية وقوات حرس الحدود الإسرائيلي، فإسرائيل تتمادى في ارتكاب هذه الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.

 

ماذا عن الجامعة العربية وموقفها مما يحدث في الأراضي؟

في الاجتماع الوزاري الأخير لمجلس جامعة الدول العربية، وما اتخذه من قرارات وما وضعه من آليات، يشكل ألية عربية، واليوم استمعنا لبيان جامعة الدول العربية، والأمانة العامة مشكورة على إصدار هذا البيان، وإنها سوف تعمل من خلال الأليات التي تم اقرارها من أجل تفعيل التحرك الدبلوماسي على المستوى الدولي ومن خلال بعثات الجامعة ومن خلال مجالس السفراء العرب؛ لحشد ضغط دولي فاعل على حكومة إسرائيل لوقف عدوانها ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

 

هل أنتم راضون عن موقف الجامعة وتحركاتها؟

نحن نمر بلحظات تاريخية وسياسية مفصلية، وحرجة، ومختلفة، تتطلب بذل جهد عربي نوعي ومختلف عن المراحل السابقة، ومجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية انعقد بشكل عاجل وسريع، واتخذ سلسلة من القرارات نحن راضون عنها، لأنها جيدة وفاعلة، المجلس أيضا وضع آليات وكلف الأمين العام بالمتابعة، واليوم الأمين العام والأمانة العامة أصدرا بيانا لتفعيل هذه الآليات، وهذه الآليات تعتمد بشكل أساسي على بعثات جامعة الدول العربية وعلى مجالس السفراء العرب وعلى كل آلية تمت بصلة للدبلوماسبة العربية.

 

كيف يمكنكم الاستفادة من موقف الجامعة وقراراتها؟

يتم تفعيل الدبلوماسية العربية من كل الدول العربية الشقيقة في كل مراكز صناعة القرار، بحيث يكون هناك تحرك عربي جماعي فاعل مؤثر؛ لحشد موقف دولي لوقف العدوان، وتوفير حماية دولية عاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني، وفتح تحقيق دولي عاجل فيما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب مكتملة الأركان، نحن نعول كثيرا على الموقف العربي لأننا نتمسك بعمقنا العربي، ونتسلح بعمقنا العربي، وبالتالي الأشقاء العرب والقيادات العربية والدبلوماسية العربية مطالبين أكثر من أي وقت مضى ومن أي مرحلة سابقة وأي حرب سابقة بمساندة نضال الشعب العربي الفلسطيني، وفي دفاعه عن القدس الشريف والمسجد الاقصى والوجود التاريخي والقانوني في حي الشيخ جراح وبكافة الأراضي الفلسطينية.

 

كيف تساندون قطاع غزة في محنته؟

ما يجري في قطاع غزة حسبما نستمع من أهلنا والمواطنين هناك غير مسبوق، وكارثي، وتدمير ممنهج لكل مقدرات القطاع الذي يعاني من الحصار والحروب السابقة، وبالتالي ما يجري اليوم يزيد من الضرر والعبء على المواطنين داخل القطاع، فغزة امكانياتها ومقدراتها محدودة، ولكن بها شعب عظيم صمد في وجه العدوان الإسرائيلي، وأيضا شعب عظيم استطاع أن يكسر هيبة الجيش الإسرائيلي، الذي يعيش على أسطورة مزيفة هي أنه جيش لا يقهر، ومع ذلك فسمعته وهيبته "تمرمغت في الوحل" أمام صمود أبناء قطاع غزة وفي القدس وفي جميع الأراضي الفلسطينية، فالشعب الفلسطيني اليوم، وكما قلت سابقا، فلسطين تشتعل وتتوحد خلف القدس والمسجد الاقصى وخلف أبناءنا في حي الشيخ جراح، وقطاع غزة جزء أصيل من هذه الحالة الوطنية الفلسطينية التي هبت لنصرة القدس.

 

ما ردكم على أصوات تتهم حماس بتوريط أبناء القطاع فيما يحدث؟

لا أريد الدخول في هذا الجدل العقيم، قطاع غزة جزء أصيل من الجغرافيا الفلسطينية، جزء أصيل من الحالة الوطنية الفلسطينية، شأنه شأن أي مدينة، وأي قطعة جغرافية من الضفة الغربية، تفاعل مع ما يجري بالمسجد الأقصى من انتهاكات لحرمة المسجد والاعتداء على المصلين، وتفاعل مع أهل حي الشيخ جراح المهددة بيوتهم بالسرقة والمصادرة، فإسرائيل هي من بادرت يوم الإثنين الماضي بقصف جوي غير مبرر بمدينة حنون، مما أسفر عن سقوط 21 شهيدا في نفس اللحظة، من بينهم 9 أطفال وامرأة و34 مصابا، كل هذا حدث في ضربة جوية واحدة، رئيس الأركان الإسرائيلي يقول قتلنا عشرات المسلحين، وأنا أقول المسلحين الفلسطينيين تاج على كل رؤوسنا، لكن أين هم؟، من بين الشهداء عشرات الأطفال والنساء والشيوخ، إذا أين المسلحون؟، الحكومة الإسرائيلية هي من تتحمل المسؤولية كاملة عما يجري الآن داخل المدن الفلسطينية من اعتداءات وتحديدا داخل قطاع غزة، ونحن نرفض أي محاولة لتحريف الصورة والمشهد وتحويله لأسباب فلسطينية داخلية.