الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ألمانيا تعترف بارتكاب "إبادة جماعية" في ناميبيا خلال الاستعمار.. ما القصة؟

ألمانيا تعترف بارتكاب
ألمانيا تعترف بارتكاب "إبادة جماعية" في ناميبيا

عقب مرور أكثر من قرن على ارتكاب مجازر بحق  شعبي هيريرو ناما في ناميبيا، اعترفت ألمانيا رسميا، بأن قواتها ارتكبت جرائم إبادة جماعية في ناميبيا خلال فترة استعمارها لهذا البلد الأفريقي، متعهدة بدفع تعويضات تزيد عن مليار يورو.

وقال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس في بيان إنه "اعتباراً من اليوم سنصنف رسميا هذه الحوادث بما هي عليه في منظور اليوم: إبادة جماعية".

تعود القصة لما بين عامي 1904 و1908، حيث قتل مستوطنون ألمان عشرات الآلاف من أبناء شعبي هيريرو وناما، وهو ما اعتبره كثير من المؤرخين أول إبادة جماعية في القرن العشرين.

وفي عام 1904 ثار شعب هيريرو ضد المستوطنين الألمان بعدما حرموهم من أراضيهم وماشيتهم، في تمرد قتل خلاله حوالي 100 ألماني.

فيما أسندت ألمانيا إخماد التمرد إلى الجنرال الألماني لوثار فون تروثا الذي أمر بإبادة المتمردين، وبعد عام واحد، تمرد شعب ناما فلقوا المصير نفسه.

وبحسب التقارير الألمانية، أسفرت تلك المذابح بين عامي 1904 و1908 عن مقتل ما لا يقل عن 60 ألفا من أبناء شعب هيريرو وحوالي 10 آلاف من أبناء شعب ناما.

الأخطر من ذلك، أن القوات الاستعمارية الألمانية استخدمت لإخماد هذا التمرد تقنيات إبادة جماعية شملت ارتكاب مذابح جماعية والنفي إلى الصحراء، حيث توفي آلاف الرجال والنساء والأطفال عطشا، فضلا عن إقامة معسكرات اعتقال أشهرها معسكر "جزيرة القرش".

- اعتراف ألمانيا

بعد مرور أكثر من 100 عام على تلك المذابح المذكورة، قالت الخارجية الألمانية في بيان، اليوم الجمعة، إنه "في ضوء المسؤولية التاريخية والأخلاقية لألمانيا، سنطلب الصفح من ناميبيا ومن أحفاد الضحايا عن الفظائع التي ارتكبت بحقهم".

وأضاف وزير الخارجية الألماني أنه في بادرة اعتراف بالمعاناة الهائلة التي لحقت بالضحايا فإن ألمانيا ستدعم "إعادة الإعمار والتنمية"  في مشاريع تتعلق بإصلاحات الأراضي والزراعة والبنية التحتية الزراعية والإمدادات بالمياه والتعليم المهني في ناميبيا عبر دعم مالي قيمته 1,1 مليار يورو، مشددا على أن هذه الأموال ليست تعويضات على أساس قانوني.

ورحب الوزير هايكو ماس بتوصل ألمانيا وناميبيا إلى "اتفاق" بعد مفاوضات شاقة استمرت أكثر من 5 سنوات وتمحورت حول الأحداث التي جرت خلال الاحتلال الألماني للبلد الواقع في جنوب غرب أفريقيا (1884 – 1915).

وبحسب مسار المفاوضات، فإن هذا المبلغ سيتم دفعه على مدار 30 عاما ويجب أن يستفيد منه في المقام الأول أحفاد هذين الشعبين، وذلك بعدما عكرت الجرائم التي ارتكبت خلال فترة الاستعمار الألماني لناميبيا العلاقات بين البلدين لسنوات طويلة.

في المقابل، تشير صحيفة "العهد الجديد" المملوكة للدولة الناميبية إلى أن زعماء القبائل التقليديين في ناميبيا يرفضون إلى الآن التصديق على الإتفاق.