تنظم وزارة الدفاع الروسية خلال الفترة من 22 الى 24 يونيو الجاري مؤتمراً في موسكو، وهو مؤتمر موسكو التاسع للأمن العالمي، حيث سيناقش هذا المؤتمر عددا كبيرا من القضايا المحورية حول الأمن والأمان في العالم والقضايا الاشكالية وسبل حل النزاعات المختلفة وطرق منع نشوب نزاعات عالمية جديدة تهدد السلم العالمي بالاضافة الى تأثير جائحة كورونا على الأمن.
وسيشارك في هذا المؤتمر وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم ياسين، على رأس وفد سوداني، والى جانب القضايا الدولية من الطبيعي أن تتناول المباحثات التواجد الروسي في السودان وخصوصا في مرفأ بورتسودان.
وحول هذه الأمور يرى المحلل العسكري التركي أحمد شاهين أنه من المستبعد حصول أي تفاهمات أو توقيع اتفاقيات هامة ومحورية بين الجانبين الروسي والسوداني.
ويقول أحمد شاهين أن هناك العديد من العوامل التي تمنع السودان من اتخاذ قرارات جوهرية حول قضايا التعاون العسكري مع روسيا، ويرى الخبير التركي أن هناك عاملان أساسيان يلعبان دورهما، الأول بحسب رأي المحلل هو أن السودان غير مستقبل في قراره السياسي والعسكري، وان الجانب الأميركي يضغط وبقوة لمنع السودان من تمكين علاقاته مع الصين رورسيا كون هذه الدول تشكل منافساً وخصماً حقيقيا للولايات المتحدة الأميركية، وقد أشار الخبير أحمد شاهين الى ما حصل سابقاً من سوء تفاهم حول القاعدة الروسية في بورتسودان، مؤكداً أن الضغوطات الأميركية هي التي حالت دون دخول روسيا الكلي وبناء قاعدة متكاملة كما كان من المخطط له.
أما العامل الثاني فهو الوضع الداخلي في السودان ويتكون من شقين، أولاً السلطة العسكرية في السودان لها شعبية متدنية جداً، الى جانب الاتهامات بانها عبارة عن استمرار للنظام السابق، بالاضافة الى الاتهامات بتفريق المتظاهرين بقوة السلاح، وبالتالي فالمؤسسة العسكرية السودان بكافة أقسامها وفروعها لا تحظى بتأييد شعبي كافي يخولها بعقد اتفاقيات هامة ومحورية باسم السودان، وثانيا الوضع الاقتصادي الداخلي المترهل والسعي وراء القروض الأميركية والغربية يكبل السياسة الخارجية السودانية، فلا يمكن للسودان المجازفة بالتقارب مع روسيا أو الصين في هذه الحالة الصعبة، لكي لا يخسر الرضى الأميركي، لأن الولايات المتحدة ان قررت تجميد العلاقات مع السودان فهذا يعني أن كل العمل الذي تم خلال السنتين الماضيتين سيذهب سدى، علماً أنه ومع كل القروض والاتفاقيات فالوضع الان يتدهور ويزداد سوءاً.
وبالتالي يرى الخبير العسكري التركي أن وزير الدفاع السوداني لن يخاطر بعقد أن اتفاقيات أو حتى مشاورات حول أمور جدية مع الجانب الروسي.