الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانتخابات الإيرانية من الألف للياء ..أقل نسبة مشاركة انسحاب الإصلاحيين..وخامنئي يتحكم بالمشهد

إبراهيم رئيسي-الرئيس
إبراهيم رئيسي-الرئيس الإيراني الجديد

أعلنت لجنة الانتخابات الإيرانية في الساعات الأولى من صباح اليوم فوز المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي بمنصب رئيس البلاد بعد حصوله على 17 مليونا و800 ألف صوت، فيما حصل المرشح محسن رضائي على 3 ملايين و 300 ألف صوت بعد فرز 90% من الأصوات.

وأضافت لجنة الانتخابات الإيرانية على لسان إسماعيل موسوي المتحدث الرسمي لها، في مؤتمر صحفي بمبنى وزارة الداخلية الإيرانية، أن المرشح المدعوم من الإصلاحيين عبد الناصر همتي، حصل على 2 مليون و300 ألف صوت، بينما حصل المرشح المتشدد أمير حسين قاضي زاده هاشمي على مليون صوت.

ويستعرض "صدى البلد"، خلال السطور التالية التفاصيل الخاصة بـ انتخابات الرئاسة الإيرانية 2021، ومن هو إبراهيم رئيسي الرئيس الإيراني الجديد؟، وكيف سيؤثر توليه منصب الرئاسة على سياسة إيران الخارجية؟.

السياسة الخارجية الإيرانية

واتفق عدد من الخبراء على أن نتائج الانتخابات الإيرانية ستكون مؤثرة بكل تأكيد على المشهد الداخلي والخارجي، وأن التفاوض على رفع العقوبات الأمريكية القاسية التي تسببت في انهيار الاقتصاد الإيراني على مدار السنوات الماضية سيكون من أبرز الملفات التي سيعمل عليها الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي.

 

الانتخابات الإيرانية والاضطرابات الداخلية

قال الكاتب الصحفي نبيل نجم الدين المتخصص في العلاقات الدولية، إن انتخابات الرئاسة الإيرانية 2021، هي الانتخابات رقم 13 في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ عام 1979 موعد اندلاع الثورة الإيرانية، وتقام انتخابات هذا العام في  في ظل 3 عوامل رئيسية من الاضطرابات السياسية والاجتماعية وهي:

  • ظاهرة انسحاب المرشحين الإصلاحيين.
  • الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها الشعب الإيراني، بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي مع إيران وفرض عقوبات اقتصادية قاسية.
  • ظروف جائحة كورونا التي أصابت  ما لا يقل عن 3 ملايين مواطن إيراني على الأقل.

 

أقل نسبة مشاركة

وكشف نجم الدين، أن معهد استاس المتخصص في الدراسات الاستطلاعية في لندن نشر نتائج دراسة عن الانتخابات الإيرانية قبل إجرائها أمس، تفيد بأن نسبة المشاركة المتوقعة ما بين 33% إلى 35%، ونسبة الرافضين للمشاركة قد تبلغ 10%، و58% من الناخبين الإيرانيين تساورهم الاحتمالات بعدم المشاركة، ونسبة فوز المرشح إبراهيم رئيسي بـ الانتخابات الإيرانية 62%.

 

سياسة إبراهيم رئيسي الخارجية 

وأكد خبير العلاقات الدولية، أن فوز رئيسي يؤكد النهج الإيراني التقليدي اليميني نحو العديد من الملفات الإقليمية والدولية، لأنه ينتمي إلى القوى السياسية المتشددة، ونجاحه لن يشكل تداعيات كبيرة في مسار العلاقات الإيرانية الأمريكية، حيث أنه أنه ينتمي إلى الخط التقليدي في إيران.

خطورة رئيسي على الدول الغربية

من جانبه أكد الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن تلك الانتخابات ستؤثر على العلاقات الدولية الإيرانية بشكل واضح، خاصة لأن الحكومات الأجنبية والإدارة الأمريكية بشكل خاص يدركون أن وجود إبراهيم رئيسي على رأس الحكومة الإيرانية قد يعرقل ويصعب من مفاوضات فيينا والمفاوضات الأمريكية الإيرانية، والمفاوضات الإيرانية الأوروبية في مرحلة ما بعد دونالد ترامب.

وأوضح أن الدول الأوروبية تنتظر إجابة على تساؤل هل سيحافظ إبراهيم رئيسي على الفريق التفاوضي الإيراني في فيينا برئاسة عباس عراقجي، أم سيغيره، مشيرا إلى أن الإجابة على هذا التساؤل ستحدد سياسة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، والتي نعرفها جميعا بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة في منتصف أغسطس أو بداية سبتمبر.

 

زيادة وتيرة التشدد بالمنطقة

وكشف رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية عن أنه من المتوقع أن يذهب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، التابع للتيار المتشدد، إلى علاقات أكثر تشددا مع جيرات إيران في الإقليم، خاصة في ظل التخوفات الإيرانية من تنامي العلاقات العربية الإسرائيلية التى تمثل تأثيرا كبير على نفوذ طهران في الخليج العربي.

 

منافسة إيرانية عربية إسرائيلية

وأشار إلى التقارير التي تفيد بأن هناك محاولات للتقارب البحريني الإسرائيلي وتطبيع العلاقات بين البلدين خلال الأيام المقبلة، ما يعني أن الخليج العربي سيكون له علاقات وطيدة مع إسرائيل التي سيكون وجودها إستراتيجي في المنطقة بما سيؤثر على النفوذ والتواجد الإيراني، مشددا على أن تلك التفاهمات العربية الإسرائيلية ستدفع إيران لزيادة التشدد والعسكرة لتحفاظ على نفوذها في الخليج العربي.

 

النفوذ الإيراني بالخليج

ولفت أبو النور إلى أنه بالنسبة للدول التي يتواجد فيها النفوذ الإيراني بشكل صريح وهي "سوريا – العراق – لبنان – اليمن"، فإن طهران ستعمل على زيادة نفوذها في هذه الدول لا سيما سوريا ولبنان والعراق على سبيل الأولوية، مضيفا أنها يمكن على المدى القريب أن تساوم الولايات المتحدة على دورها في اليمن.

مساومة أمريكا

وأوضح أن إيران ستعمل على مقايضة أمريكا، بمعين أنها ستعرض تقليل نفوذها وتواجدها في اليمن، مقابل الحصول على بعض المكتسبات في دول أخرى مثل لبنان، مؤكدا أنه بشكل عام ستواصل دورها في تلك الدول لأنها أنفقت رأس مال سياسي كبير على تواجدها في تلك البلدان، ومن الصعب ان تضحى بكل هذا النفوذ والاستثمار السياسي دفعة واحدة دون أن تحصل على مكاسب.

واختتم قائلا: "إن إيران سوف يكون لها وجود مستدام في كلا من سوريا والعراق، وستعمل على الحفاظ على تواجدها في لبنان حتى تحمي حزب الله، ولكن قد تقايض على دورها في اليمن وقطاع غزة وجنوب فلسطين لاعتبارات إستراتيجية، ولن تفعل ذلك إلا بمكاسب كبيرة من الولايات المتحدة التى تفاوضها في فيينا، كما أن ملامح تلك المناورات السياسية ستتضح بشكل أكبر بعد تشكيل الحكومة الايرانية الجديد في منتصف أغسطس".

 

خامنئي يتحكم في المشهد

من جانبها قالت الكاتبة الصحفية جيلان جبر، المتخصصة في الشأن اللبناني، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن خامنئي يريد يتحكم في المشهد الإيراني بالكامل من وراء الستار أيا كان من سيتولى الرئاسة، وهو منصب محسوم من قبل بالفعل لصالح إبراهيم رئيسي، سوف يسير طبقا لنهج خامنئي ومصالحه، لذلك في المشهد خلا من المصداقية.

وأشارت إلى أن الدولة الإيرانية منذ أن قامت، لها أهداف عدة، أهمها السيطرة على المشهد الإقليمي تحت الشعار الإسلامي، وظهر ذلك في سياستها الخارجية وتمددها في كل الملفات الساخنة بالمنطقة مثل الملف اليمني واللبناني، والسوري وغيره، موضحة أنه على أساس مدى تحكم إيران في تلك الملفات ستتعامل مع أمريكا.

 

من هو رئيسي

بدأ إبراهيم رئيسي حلم الصعود إلى الرئاسة الإيرانية منذ عام 2017، عندما دخل السباق وقتها أمام الرئيس حسن روحاني، ، لكنه لم يحصل إلا على 38% من الأصوات، لذلك لا تعد الانتخابات الحالية هي التجربة الأولى له.

 

صعود سريع

قبل عام 2017، لم يكن رئيسي معروفا بشكل كبير، فقد قضى حياته بعيدا عن الأضواء، ويعمل في السلك القضائي، وتربطه علاقات قوية مع الحرس الثوري، وكان صاحب صعود سريع في العمل القضائي حتى حاز على شهادة الدكتوراه في الفقه الإسلامي، وأصبح مساعدا للنائب العام في طهران ولم يتجاوز سنه 25 عاما.

 

لجنة الموت

في عام 1988، كان رئيسي واحد من القضاة الأربعة الأعضاء فيما يسمي بـ "لجنة الموت"، وهي اللجنة التى كانت تقرر مصير آلاف المعتقلين من المعارضة الإيرانية الذين أعدموا عند انتهاء فترات محكومياتهم، وتعد تلك الإعدامات هي الأحداث الأكثر سرية في إيران بعد الثورة، ولم يتم فيها تحقيق رسمي وعادل.

 

أهم مناصبه

في مارس 2016 عين رئيسي مديرا لأهم وأغنى المؤسسات الدينية الإيرانية، وهي مؤسسة "آستان قدس رضوى"، وتم تكليفه بمسؤولية الإشراف على مرقد الإمام الرضا في مشهد، ولهذا المنصب الكثير من الهيبة والنفوذ لدى الإيرانيين.

 

خليفة خامنئي

واعتبر الكثيرون في إيران أن تعيين رئيسي في تلك المناصب، يدل على أنه سيكون خليفة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، حيث إن ترشحه لمنصب الرئيس ما هو إلا استعداد لتوليله المنصب الأعلى في إيران "المرشد".

 

توجيه الانتخابات لصالح "رئيسي"

وعمد المرشحان المحافظان جليلي وزاكاني بعد انسحابهم من سباق الإنتخابات إلى حشد جميع مناصريهم ومؤيديهم، للتصويت لصالح إبراهيم رئيسي، بينما كان انسحاب على زاده المرشح المعتدل، من شأنه أن يعزز من موقف همتي.