الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعدما طفح بهم الكيل ومنع العالم استقبالهم

كيف جعل فيروس كورونا البرازيليين يطالبون بعزل رئيسهم إلى غير رجعة؟

عامل يحفر لدفن موتى
عامل يحفر لدفن موتى كورونا البرازيل

- أمس السبت.. مظاهرات في كل مكان طالبت بإنهاء  حكم بولسونارو 
- الكثيرون اعتبروا الرئيس "تهديدا أسوأ من فيروس كورونا''
 


احتج عشرات الآلاف في عدة مدن برازيلية للمطالبة بإقالة الرئيس البرازيلي "جايير بولسونارو" بسبب تعامله مع جائحة فيروس كورونا، حيث  تعد البرازيل واحدة من أكثر البلدان تضرراً في العالم وتواجه الآن موجة ثالثة محتملة من وباء كورونا Covid-19، وذلك في ظل عدم تغير ظروف تقول إن أقل من 10 في المائة من إجمالي عدد سكانها البالغ 210 مليون تم تلقيحهم بالكامل.


ووفق ما ذكرت  التقارير الصحفية، فبالكاد يوجد شخص في البرازيل اليوم لم يفقد أحد أفراد أسرته بسبب Covid-19، وكما يقول العلماء المحليون، فإن عدد القتلى بكوفيد تخطى النصف مليون حالة.

رئيس البرازيل

بلد كامل يقضي عليه الفيروس

وقال المتظاهرون إن البلد الواقع في أمريكا الجنوبية، والذي يقطنه نصف سكان القارة، يقضي عليه الفيروس.

 

وفي 18 يونيو وحده، كانت البرازيل مسئولة عن ما يقرب من ثلث جميع وفيات Covid-19 في جميع أنحاء العالم، وفقًا لـموقع Our World in Data - وهو رقم يحذر الخبراء من أنه يرتفع بسرعة مع انتشار الفيروس دون رادع في جميع أنحاء البلاد.

 

 

ويقول الخبراء إن عدد القتلى البالغ 500 ألف هو ضعف ما كان عليه قبل ستة أشهر، في إشارة إلى أن معدل الوفيات يتسارع.

 

وقال عالم الأعصاب البرازيلي ميجيل نيكوليليس، الذي توقع في يناير أن تصل البلاد إلى 500 ألف حالة وفاة: "في يونيو من العام الماضي، وصلنا إلى 50000 حالة وفاة كورونا، وفي عام واحد فقط ضاعفنا هذا الرقم 10 مرات. إنه أمر مخيف للغاية".

 

وأضاف ميجيل: "قبل أشهر كان الكثيرون يعتقدون أن الرقم الذي أطلقته محض دعابة، لكن ها نحن تخطينا الرقم".

 

بولسونارو سبب كل هذه المأساة

عانت البلاد من بطء طرح اللقاح ومقاومة شديدة لإجراءات الاحتواء من قبل حكومة الرئيس جايير بولسونارو، الذي قلل من خطورة الفيروس.

 

قوافل الموت مستمرة في البرازيل

مع عدم وجود إغلاق وحصول 11.4٪ فقط من السكان على التطعيم الكامل، تعتبر البلاد "حظيرة للمتغيرات والسلالات الجديدة من الفيروس"،  وهي معزولة بشكل متزايد عن بقية العالم.

 

حتى الآن، تفرض أكثر من 100 دولة قيودًا على دخول البرازيليين، وفقًا لوزارة العلاقات الخارجية.

 

عزل الرئيس
وأمام ذلك يتصاعد الضغط على الحكومة الفيدرالية، حيث نظمت مسيرات مناهضة لبولسونارو أمس، السبت، في جميع أنحاء البلاد - في ساو باولو وريو دي جانيرو وبرازيليا وسلفادور وريسيفي، وحتى في بعض الأماكن التي تخضع للحجر الصحي.

وقالت مطورة البرمجيات ماريانا أوليفيرا، إنها قررت الاحتجاج والمجازفة بأن تصاب بالعدوى رغمًا عن أي شيء لأن "الحكومة خطر أسوأ من الفيروس نفسه".

 

ولم يعلق بولسونارو على رقم النصف مليون متوفى الذي تجاوزته البرازيل، لكن فابيو فاريا وزير الاتصالات البرازيلي، استغل الفرصة لمهاجمة معارضي الحكومة.

 

وقال على وسائل التواصل الاجتماعي: "قريبا سترى سياسيين وفنانين وصحفيين حزينين على عدد القتلى البالغ 500 ألف، لن تراهم يحتفلون أبدًا بـ 86 مليون جرعة تم تطبيقها أو 18 مليونا شُفيوا من Covid-19 لأن النغمة دائمًا هي نغمة إظهار الأسوأ. إنهم لسوء الحظ يهتفون للفيروس".

 

أخطاء البرازيل
قال بيدرو هالال عالم الأوبئة والأستاذ في جامعة بيلوتاس الفيدرالية (UFPel): "يُظهر ارتفاع عدد القتلى قوة مقاومة الحكومة الفيدرالية لمزيد من الإجراءات التقييدية المحلية، ولا توجد طريقة لتفعيل الإغلاق بدون الحكومة الفيدرالية، نظرًا لحجمه وأهميته".

قلل بولسونارو مرارًا من خطورة الوباء، واصفًا كوفيد-19بأنه "إنفلونزا عادية".


بالإضافة إلى ذلك، فمنذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) عن تفشي الوباء عالميًا، شارك بولسونارو في 84 تجمعًا جماهيريًا على الأقل، وفقًا لمسح أجرته صحيفة O Globo البرازيلية.

 

كما كانت الجهود الحكومية والمحلية لإنشاء بروتوكولات أساسية لمعالجة الأمراض المعدية  بما في ذلك الفحص والتتبع وعزل المصابين، ضعيفة أيضًا.

أكد بيدرو هالال: "نرى تباطؤًا في انتشار الوباء في العالم وتسارعًا في البرازيل، وذلك يعني إبادة  للسكان. لقد فقدنا جميعًا نحن البرازيليين أشخاصًا قريبين منا، ومن الصعب جدًا العثور على برازيلي لم يفقد شخصًا قريبًا منه. نحن [العلماء] نحذر ولكن لا شيء يحدث على الأرض".