الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محروسة: ألا أستحق استثناء؟

بسبب ديون الكشك للمحافظة.. الست محروسة معاقة تعرض كليتها للبيع وتستغيث بالمسئولين..فيديو

 الست محروسة معاقة
الست محروسة معاقة تعرض كليتها للبيع وتستغيث بالمسؤولين

منذ شهر ونصف لا تعرف السيدة محروسة سالم التي تحدت إصابتها بشلل الأطفال وجلوسها على كرسى متحرك منذ ما يزيد عن ثلاثين عامًا بالعمل الداوب ليل نهار من أجل أن تعيل نفسها وزوجها المريض وأطفالها الاثنين، فقد تملك منها العجز المادي والنفسي، حتى وصلت إلى عرض كليتها للبيع من خلال فيديو على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لسداد دين كشك مرخص لها في حي مدينة النهضة، ثاني السلام، وذلك بعدما عجزت عن وجود حل نهائي لمشكلتها، متسائلًا: «ألا أستحق بوضعي الصحي والمعيشي استثناء! أم سألجأ إلى بيع عضو من أعضائي كل عام؟». 

بدأت مأساة محروسة سالم، صاحبة الـ 40 عامًا، كما توضح في فيديو لموقع «صدى البلد» عندما فؤجئت وقت تجديدها رخصة الكشك الي يعد أهم مصدر رزق لها، حيث تعيل من خلاله عائلتها بأنها تدين  لرئاسة حي السلام ثاني بمحافظة القاهرة بمبلغ  قدره 8600 في الفترة من شهر 5/ 2018 حتى شهر 12/ 2020، وعندما ذهبت لتجديد الرخصة وجدت الدين بلغ قدره 10 الآلآف و 600 جنيه، ونظرًا لتأخرها في السداد أُرسل إليها إنذار أخير في 1/ 4/ 2021 بأنه قد تم إتخاذ الإجراءات القانوية ضدها، لحين سداد مبلغ قدره 40.800، أي أضعاف الأخير.

آخر إنذار للسيدة محروسة بمبلغ 40.800

 لم تتحمل محروسة والتي زاد عليها الحمل أضعافًا في الفترة الأخيرة نتيجة مرض زوجها والسند الأكبر في حياتها منذ 10 سنوات بصرع ومشاكل في الرئة وشيخوخة مبكرة الأزمة التي تمر بها خاصة بعد غلق مطعم أنشاءته بتمويل من أحد الأشخاص لذوي القدرات بعد أقل من شهرين من افتتاحه، فلم يعد أمامها سوى البحث عن حل لمشكلتها، فأرسلت بشكوي لرئاسة مجلس الوزراء ليأتي رد المحافظة بإمكانية دعمها من خلال تقسيط مبلغ الـ 40.800 شهريًا بشرط أن تنتهى من سداده قبل نهاية العام.

من اجراءات ترخيص كشك السيدة محروسة 

شعرت محروسة سالم بالعجز التام أمام قرار المحافظة فهي لا تقدر على سداد مبلغ 3000 الآلآف شهريًا خاصة أنها تتكفل وحدها بمصاريف إيجار منزلها وعلاجها وعلاج زوجها وكشف الأطباء والتحاليل الدورية اللازمة إضافة إلى مصاريف أبنائهما من خلال العمل على مدار ما يقرب من 20 ساعة يوميًا بين أعمال المنزل ومنتجات هاند ميد وشراء الخضار من سوق العبور باستخدام التروكيسل الخاص بها ثم بيعه للزبائن، فهي تعمل في أكثر من مهنة حتى تتمكن من تغطية مصاريف بيتها ولا تمد يدها إلى أحد من الناس فهذا يتعارض مع عزة نفسها التي لا تترضى سوى بالعمل.

وعن قرار وجرأة بيع كليتها من أجل سداد الدين الواجب عليها في فيديو كانت تعرض فيه مشكلتها على صفحة بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تقول الست محروسة سالم باكيًا وهي تنظر من شباك بيتها المتواضع بأحد المناطق البسيطة بحي مدينة نصر إلى السماء كل يوم من اشتداد الأزمة عليها: « في وقت العجز ما فيش تفكير في بيع أعضاء من عدمه، أنا متعلق في رقبتي عيلة كاملة، ومحدش يقدر يقدر اللي بمر فيه نفسياً دلوقت، أنا أكتر ست معاقة عاوزة تشتغل، أكتر واحدة ما بتطلبش جنيه من حد، وأكتر ست بتحب تكرم أي شخص أو ضيف ليها رغم إني اللي بعمل كل حاجة بنفسي جوه البيت وخارجه».

تقرير طبي لزوجها

أما عن دافعها القوي إلى القيام بمثل هذا التصرف، فتشير «محروسة» قائلةً: « كنت عاوزة أحل المشكلة أسرع وقت، لأني ما بحبش أخلي عيالي ياخدوا حاجة من حد، فطلبت من ناس تساعدني أعرض كليتي للبيع، وللأسف الشديد في ناس بعتت لي كتير على الخاص، واللي كان عاوز يشترها بـ 40 أو 50 ألفا، وأعمل التحاليل وأدخل العميلة على الفور، لكني اتأنتيت في تفكيري على أمل حدوث استجابة بحل نهائي، هعمل إيه بعد كدا في دين كل سنة، هل هبيع كليتي ولا عيل من عيالي، ودا عمري ما أقدر على التفكير فيه».

تقرير طبي لها 

وتختتم الست محروسة سالم: «طلبي الوحيد إنه الكشك بتاعي يكون استثناء من حق انتفاع، أنا ما عنديش هايبر، دا حتة كشك وأنا ظروفي استثنائية كواحدة من ذوي القدرات، مش معقولة كل سنة ادفع علي الكشك ديون تصل إلى 40 ألفا، أنا أصلًا لما أخدته عام 2011، كان كل شوية يقفل بسبب أحداث الإنفلات الأمني وقتها، فعشت أيام صعبة، واضطريت أشوف كذا شغلانة جمبه، لكن هو الأساس ليه، ودلوقت قاعدة في البيت لغاية ما تفرج من عند ربنا، وأتمني صوتي يوصل للرئاسة والمسؤولين المعنيين، أنا ما بخدتش أي معاش ليه من الدولة، وكذلك زوجي، لكن حلمنا هو المعافاة من هذه الدين، وأن يبقي الكشك منحة لي مع إيجار أقدر على سداده شهريًا، أنا عاوزة أشتغل مش أمد ايدي لحد، بدون ما أحرم زوجي من العلاج أو أولادي نورهان وأحمد من التعليم، حيث أن الأولى في الشهادة الإعدادية، والثاني في الصف السادس الابتدائي». 
 

رسالة من موظف بالحي بآخر دين عليها قبل الإنذار الأخير