الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فشل ساوثجيت .. كيف تسبب مدرب إنجلترا في خسارة الإنجليز لليورو؟

جاريث ساوثجيت
جاريث ساوثجيت

خسر منتخب إنجلترا نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية “ يورو 2020”، بهزيمته أمام نظيره الإيطالي بضربات الترجيح بنتيجة 3-2، بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لمثلهما.

الكأس لن تعود إنجلترا.. اليورو الذي حلم بها كل الشعب الإنجليزي سينتظرون تحقيقه للمرة الأولى لـ 3 أعوام آخرى على الأقل، ولكن الفرصة التي سنحت لهم في يورو 2020 لن تتكرر بكل تأكيد في الفترة المقبلة.

يورو 2020 أقيمت في 11 مدينة أوروبية مختلفة، لكن يمكننا القول إنها لعبت في إنجلترا بالنسبة للمنتخب الإنجليزي، فـ 6 مباريات من أصل 7 لعبها الإنجليز على ملعب ويمبلي بالعاصمة البريطانية لندن.. منها المباراة النهائية أمام 60 ألف متفرج على الأقل، ومع ذلك خسروا اللقب لصالح الطليان.

من هزم الإنجليز؟ مدربهم جاريث ساوثجيت ولا أحد سواه.. الرجل الذي تولى مهمة تدريب الإنجليز في سبتمبر لعام 2016، جهز جيلًا رائعًا من اللاعبين، درب معظمهم عندما كان مدربًا لمنتخب تحت 21 عامًا.. أصبح لديه خيار واثنين وثلاثة في كل مركز من مراكز الملعب، وكلهم على قدر المستوى، لكنه كان جبانًا وفقيرًا للغاية تكتيكيًا.

في هذا التقرير، نستعرض خطايا ساوثجيت في بطولة اليورو.

  • منتخب إنجلترا الذي يتمتع بخط هجوم يضم أفضل اللاعبين في العالم من مركزي الجناحين وخط الهجوم، لعب أغلب مبارياته في اليورو بتشكيل مكون من 5 مدافعين، حيث لعب ساوثجيت بـ 3 لاعبين في قلب الدفاع وهم كايل والكر وهاري ماجواير وجون ستونز.. كيران تريبير في مركز الظهير الأيمن، ولوك شاو في مركز الظهير الأيسر.. وكل ذلك كان على حساب اللعب بلاعب آخر في المراكز الهجومية.

قائمة إنجلترا ضمت هاري كين ودومينيك كالفرت لوين ورحيم ستيرلنج وبوكايو ساكا وماركوس راشفورد وجادون سانشو وجاك جيراليش وفيل فودين في خط الهجوم.. كل هؤلاء ولعب ساوثجيت بـ 5 مدافعين في أغلب المباريات حتى في المباراة النهائية بالأمس أمام الطليان، فلعب بكين وستيرلنج فقط في المقدمة، وخلفهما ماسون ماونت، واقتصرت تغييراته الهجومية على الدفع ببوكايو ساكا وجاك جيراليش، وإشراك راشفورد وسانشو واللذين يتمتعا بسرعة كبيرة وإمكانيات هائلة في الدقيقة 119 من المباراة.. فقط لتسديد ضربات الجزاء وقد أضاعاها.

  • ضربات الجزاء هي النقطة الثانية التي فشلها بها ساوثجيت بشكل كبير.. ساوثجيت الذي أقصى إنجلترا أمام ألمانيا على ملعب ويمبلي وبضربات الترجيح بالذات من نصف نهائي يورو 1996، من المفترض أنه يعي جيدًا ماذا تمثل ضربات الجزاء، وكمية الضغط النفسي والعصبي على اللاعب المسدد، وما سيتلقاه ذلك اللاعب حال إضاعته للركلة.

ساوثجيت قرر الدفع براشفورد وسانشو قبل نهاية المباراة بدقيقة من أجل تسديد ضربات الجزاء، يمكننا أن نتفهم اختيار راشفورد كونه المسدد الأول لها في مانشستر يونايتد مع بول بوجبا، لكن سانشو لم يسدد في مسيرته كلاعب احترافي سوى 3 ضربات جزاء فقط مع بروسيا دورتموند الألماني وإن سددها جميعًا، لكن هل هو أفضل من جيراليش وستيرلنج اللذين على الأقل يتمتعا بخبرة أكبر، ولعبا في المباراة بشكل أكبر.

خلاف ذلك، هل دخل اللاعبان أجواء المباراة بعد دقيقة من نزولهما لأرضية الملعب، هل من المنطقي أن يجعل بوكايو ساكا البالغ من العمر 19 عامًا فقط - والذي لعب للتو أول موسم احترافي له في كرة القدم، ولعب مع المنتخب 9 مباريات فقط، ولم يسدد في مسيرته كلاعب أي ضربة جزاء باستثناء 3 ضربات مع ارسنال ومنتخب إنجلترا تحت 18 عامًا، أضاع منها واحدة - يسدد ضربة الجزاء الخامسة والأخيرة والحاسمة أمام 60 ألف متفرج إنجليزي على ملعب ويمبلي، بعد إضاعة 2 من زملائه لضربتي ترجيح.

اختيارات ساوثجيت لتسديد ضربات الجزاء كانت سيئة وعشوائية وتفتقد لأي منطق، فكان ذلك سبب آخر في خسارة الإنجليز.

  • تجاوزنا نقطة اللعب بـ 5 مدافعين في ظل وجود الكثير من الخيارات الهجومية، لكن لماذا يدافع منتخب إنجلترا ويتراجع بعد أن يسجل أي هدف؟ لماذا يطلب ساوثجيت ذلك التحفظ من لاعبيه؟ كان ذلك بعد التقدم أمام كرواتيا في نصف نهائي كأس العالم 2018، وكان ذلك أمس الأحد في نهائي اليورو، والضحية هو المنتخب الإنجليزي الذي يتلقى الأهداف ويخسر المباريات.

أسباب كثيرة أخرى، ساوثجيت يبدو أنه لم يجعل لاعبيه بعيدًا عن ذلك الشحن والضغط الجماهير من الإنجليز، اللذين أرادوا بشدة تحقيق لقب اليورو على أرضه.. فشل ساوثجيت كان سببًا في خسارة الإنجليز، فهل يستمر في ذلك في مونديال قطر 2022؟