الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الذكرى 69 لـ ثورة 23 يوليو ..عندما أصبحت أحلام بسطاء الوطن واقعا

الرئيسان الراحلان
الرئيسان الراحلان محمد نجيب وجمال عبد الناصر

تحل غدا الذكرى الـ 69 لـ ثورة 23 يوليو، والتي قامت ضد الفساد والظلم، والاحتلال الإنجليزي الذي دام 72 عاما، عاش فيها الشعب المصري أياما عجافا، من تدني مستوى المعيشة في جميع مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

وشعر المصريون بأنهم غرباء في بلدهم بعدما استولى الغرباء من حاشية النظام الملكي على الأراضي والمؤسسات المصرية، دون أن يتملك الشعب المصري أي شئ في بلده، لتأتي الثورة بقيادة اللواء محمد نجيب والرئيس الراحل جمال عبد الناصر لترفع كل هذه الصعاب من على جباه المصريين وتنهي 2500 عاما ابتعد فيها المصريون عن حكم بلدهم بأنفسهم.

ولم تقتصر إنجازات ثورة 23 يوليو على تغيير النظام الملكي وإعلان الجمهورية، ولكن تعددت إنجازاتها في جميع القضايا السياسية العربية القومية، والإفريقية لتحقيق الاستقلال للشعوب المحتلة من الاستعمار الغاشم، وأيضا حققت لمصر نهضتها الصناعية والاقتصادية، وقوتها العسكرية التي صنعت قرارها على مدار الـ 69 عاما الماضية.

وخلال السطور التالية نستعرض أبرز المشروعات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية التي أنجزتها ثورة 23 يوليو.

اتفاقية الجلاء

من أبرز إنجازات ثورة 23 يوليو 1952، أنها وضعت حدا قاطعا للاحتلال الإنجليزي، ووقعت اتفاقية الجلاء بعد احتلال دام 73 عاما و9 أشهر، لتستقل ربوع مصر من فترة الاستعمار التي استنزفت ثروات البلاد، ووقعت تلك الاتفاقية عام 1954، وكان جلاء آخر جندي من مصر عام 1956.

تأميم قناة السويس

في 26 يوليو 1956، أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واحد من القرارات التاريخية في مصر، وهو تأميم شركة قناة السويس، بعد أن سحبت الولايات المتحدة والبنك الدولي وبريطانيا عروض تمويل السد العالي بطريقة مهينة لمصر، وأثبتت مصر قدرتها على تشغيل القناة بإدارة مصرية خالصة وعلى رأسها مهندس عملية التأميم محمود يونس بمرافقة زميليه عبد الحميد أبو بكر ومحمد عزت.

مجانية التعليم وإنشاء الجامعات

كان لثورة 23 يوليو الفضل في إقرار مجانية التعليم العام، والتعليم العالي، بعد أن كان حكرا على  الطبقة الأرستقراطية في مصر، بجانب أنها أنشأت 10 جامعات في جميع أنحاء البلاد، بعد أن كان عدد الجامعات في مصر 3 فقط، بجانب إنشاء مراكز البحث العلمي وتطوير المستشفيات التعليمية.

إصدار قانون الإصلاح الزراعي

كان من أهم مبادئ الثورة هو تحقيق العدالة الإجتماعية، ظهر هذا المبدأ جليا من خلال قانون الإصلاح الزراعي الذي صدر 9 سبتمبر عام 1952، ونص على تحديد الملكية الزراعية للأفراد، وأخذ الأرض من كبار الملاك وتوزيعها على صغار الفلاحين المعدمين.

وصدرت تعديلات متتالية حددت ملكية الفرد والأسرة متدرجة من 200 فدان إلى خمسين فدان للملاك القدامى، وعرفت هذه التعديلات بقانون الإصلاح الزراعي الأول والثاني.

إنشاء السد العالي 1971

في 9 يناير 1960، بدأ المصريون في تشييد واحد من أهم المشروعات العملاقة في العصر الحديث، بل وربما أهم مشروع في حياة المصريين، إنه السد العالي الذي استهدف بناؤه حجز فيضان النيل، وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربية منه.

وفي تقرير صدر عن الهيئة الدولية للسدود والشركات الكبري، قُيم السد العالي في صدارة كافة المشروعات، واختارته الهيئة الدولية كأعظم مشروع هندسي شيد في القرن العشرين.

قبل بناء السد كان الفيضان يغمر مصر، وفي بعض السنوات حين يزيد منسوب الفيضان يؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية وغرقها، وفي سنوات أخرى حين ينخفض منسوبه تقل المياه وتبور الأراضي الزراعية.

أحدث السد نقلة نوعية كبيرة في التنمية في مصر، حيث نقلها من الزراعة الموسمية إلى الزراعة الدائمة، وحماها من أضرار الفيضانات وأسهم في استصلاح وزيادة مساحة الأراضي الزراعية، ويعد من أهم إنجازات الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر.

حركة عدم الانحياز

مع انهيار النظام الاستعماري في خمسينيات القرن الماضي، ونضال شعوب إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية من أجل الاستقلال، طرح زعماء أهم ثلاث دول في آسيا وإفريقيا وأوروبا فكرة تأسيس حركة لا تنحاز لهذا المعسكر أو ذاك.

والزعماء الثلاثة هم، رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو والرئيس جمال عبد الناصر ورئيس يوغسلافيا السابقة جوزيف بروز تيتو، من دون إغفال الدور الهام الذي لعبه زعيم استقلال إندونيسيا أحمد سوكارنو في تأسيس هذه الحركة.

وجاءت فكرة التأسيس إثر مؤتمر باندونج في إندونيسيا في أبريل 1955، الذي حضرته 29 دولة آسيوية وإفريقية كانت قد استقلت حديثا عن الدول الاستعمارية، وقررت انتهاج سياسة دولية مشتركة تجمعها، ووضعت ما يسمى بـ مبادئ باندونج العشرة.

وتحكم هذه المبادئ الـ10، العلاقات بين الدول، وكان هدفها الرئيسي "عدم الانحياز" إلى المعسكرين الشرقي والغربي، لتتحول هذه المبادئ لاحقا إلى المعيار الأساسي للعضوية في الحركة التي أعلن عنها في المؤتمر الأول للحركة الذي عقد في العاصمة اليوغسلافية بلجراد في سبتمبر من العام 1961 بمشاركة 25 دولة.