الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفيضانات تجتاح السودان بعد فترة من الجفاف.. سد النهضة مدمر في جميع الأحوال

الفيضانات تجتاح السودان
الفيضانات تجتاح السودان

تضررت بلدة زراعية في شرق السودان بشدة من الفيضانات يوم الاثنين عندما فاض نهر النيل الأزرق على ضفتيه، وقال مسؤولون محليون إن المياه أغرقت الأحياء السكنية والمكاتب الحكومية، لكن لم يسفر ذلك عن وقوع قتلى أو مصابين.

وقال الحاكم المحلي سليمان علي إن الفيضانات في بلدة الفاو في القضارف دفعت حكومة المنطقة إلى طلب مساعدة وكالات الإغاثة، وأن خيام الضحايا قد وصلت بالفعل، وكذلك مواد لدعم ضفاف النهر.

و أجلت القوات المسلحة السودانية العشرات من النساء والرجال والأطفال كانوا في رحلة زفاف بعد أن حاصرتهم السيول في منطقة نائية بولاية القضارف لأربعة أيام.

وبحسب "سودان تريبيون"، تمكنت المنطقة العسكرية الشرقية ومتقدم القضارف عمليات بقيادة الفرقة الثانية مشاة من إنقاذ أسرة علقت بمنطقة البطانة أثناء قدومها من مدينة حلفا الجديدة بولاية كسلا التي أكملوا فيها مراسم زواج.

وداهمت السيول والامطار رحلة الزفاف التي كان على متنها 65 امرأة ورجل وأطفال وظلوا عالقين منذ الجمعة الماضي وتمت عمليى الإخلاء بواسطة القوات الجوية بالمنطقة العسكرية الشرقية وهيئة الاستخبارات العسكرية تحت اشراف قادة بالجيش.

واستغرقت عملية الإخلاء الجوي ست ساعات متواصلة بعد أن أقلعت الطائرة من القضارف الى الصباغ ومنها الى منطقة وادي الحجر ثم إلى منطقة أبو دليق.

يأتي موسم فيضان النيل الأزرق في شهري يوليو وأغسطس، عندما تهطل الأمطار الغزيرة في منبعها في مرتفعات إثيوبيا.

أدى هطول الأمطار الغزيرة في القضارف إلى تضخم النهر، وهو الرافد الرئيسي للنيل.

أجبر الفيضان التجار في سوق الفاو الرئيسي على إفراغ متاجرهم ونقل بضائعهم إلى مناطق مرتفعة.

وأغرقت المزارع، واجتاحت مبنى المحكمة والمكاتب الحكومية، وعطلت أعمال معالجة المياه.

كما وردت أنباء عن فيضانات في منطقة الجزيرة، سلة خبز السودان جنوب العاصمة الخرطوم، مع تضرر حوالي 120 قرية.

في الخرطوم، العاصمة السودانية، في الشمال، راقبت السلطات والسكان بقلق ارتفاع منسوب النيل الأزرق.

وقالت وزارة الري إن مياه النهر زادت 452 مليون متر مكعب يوم الثلاثاء من 400 مليون يوم الاثنين.

وقالت إن ارتفاع منسوب المياه يتناقض مع مستوى منخفض بشكل غير معتاد في وقت سابق من الشهر الجاري نتيجة عمل إثيوبيا على المء الثاني لـ"سد النهضة"، الذي تبنيه على النيل الأزرق بالقرب من الحدود السودانية.

كانت إثيوبيا قالت في البداية إن الملء الثاني لـ"سد النهضة" سيكون حجمه  13.5 مليار متر مكعب - ما يقرب من ثلاثة أضعاف حجم الملء الأول، العام الماضي.

لكن الخبراء الذين يراقبون المشروع قالوا إن تأخيرات البناء تعني أنه لم يتم الاحتفاظ بأكثر من 4 مليارات متر مكعب في الخزان هذا الشهر.

يصر السودان على أنه يجب على إثيوبيا الدخول في اتفاقية ملزمة قانونًا مع نفسها ومصر لتنظيم تشغيل وملء سد النهضة. وردت إثيوبيا بالقول إن المبادئ التوجيهية يجب أن تكون كافية.

وتقول مصر إن سد النهضة سيسلبها جزءًا كبيرًا من حصتها من النهر، والتي تعتمد عليها تقريبًا في تلبية جميع احتياجاتها من المياه العذبة، وسط فشل عقد من المفاوضات في التوصل إلى اتفاق بسبب تعنت أديس أبابا.

وكانت إثيوبيا قد أعلنت الأسبوع الماضي استكمال الملء الثاني للسد. من الواضح الآن أن مصر لن تتأثر بالملء، وذلك بفضل الفيضانات الوفير التي ستملأ الخزان العملاق خلف سد أسوان الخاص بها.