الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الريف المصري الجديد.. أفاق المستقبل

أعلن الرئيس عن مشروع قومي ، أكبر من أن يكون مجرد مبادرة اجتماعية ، ليغير حياة 58 مليون مصري من أهالينا في الريف المصري من قرى ومراكز وتوابعها ، ولكن  ما لا ندركه أن بتغيير حياة ال 58 مليون نسمة في الريف المصري، تتغير حياة ال 50 مليون نسمة الأخرى في الحضر .
ف " حياة كريمة" لم تُصنف كواحدة من أحسن الممارسات الدولة لولا إيفائها بالمعايير الأممية السبعة عشر، مثل القضاء على الفقر والمساواة بين الجنس والحفاظ على المُناخ والقضاء على الفجوة بين الريف والحضر وتوفير مياه نظيفة وخدمات.
فتلك المعايير الأممية هي السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة ، فالحضر يحقق النهوض بالريف والريف هو الذي يضمن التنمية المستدامة للحضر، تلك العلاقة الوطيدة في علوم الديموغرافية ، تدل على ذكاء الرؤية الوطنية المصرية التي تسعى بالفعل لتحقيق التنمية المستدامة وتدرك الآليات المحٌققة لذلك.
وفى ظل تناقص موارد العالم وأزمة المُناخ العالمية ، يكون الريف هو الملاذ الوحيد لأي دولة كي تحصل من ثروات الطبيعة على مواد خام  تستطيع تغذية صناعتها الوطنية بها ، وتقليل الانبعاثات الكربونية واستغلال الطبيعة البكر في الريف للاستشفاء وإقامة مجتمعات صحية بل ومستشفيات أيضًا، كما يمثل الريف – أيضًا – صمام الأمان للأمن الغذائي ، فابان جائحة كورونا  شهدت الأسواق الأمريكية – على سبيل المثال – نقصًا حادًا في منتجات الألبان نتيجة انقطاع المواصلات بين الريف والمدينة حتى أن كان المزارعون يلقون بالألبان في الطريق لعدم قدرتهم على تخزينها.
فالمواطن لا يدرك أن المنتجات التي يبتاعها يوميًا  هي مصنعة من منتجات الريف المصري الذي يضمن  وجود سلع إستراتيجية كالألبان ومنتجاتها، والقمح وبالتالي الخبز، الثروة الداجنة واللحوم .
بل أن تلك المنتجات إذا جاءت بشكل مباشر من الريف المصري دون إدخال عوامل مصنعة ، تستطيع أن تكون صحية أكثر مما يكون له مردود ايجابي على صحة المواطن المصري وبالتالي على القطاع الصحي بأكلمه .
وهنا لا يمكن أن ننسى ربط سياسات البحث العلمي لا بالصناعة فقط بل بالزراعة وإدخال الوسائل الحديثة على ذلك القطاع المهم لكي نحقق أقصى استفاده من ثرواتنا الطبيعية ، فلا يمكن أن يقتصر دور الباحث في كليات العلوم والزراعة داخل أروقة الجامعة في المدينة بين أبحاث أكاديمية فقط بل علينا استثمار تلك العقول في الريف المصري من أجل تعظيم الإنتاج واستخدام الطبيعة النقية وربط  ثقافة الحضر بالمدينة  لتخلق لنا ثقافة هجين، تتسم بهدوء الريف ونقائه ونظام الحياة اليومية، وبثقافة المدينة وعلومها وسهولة الوصول للخدمات مثل الانترنت والخدمات الرقمية المميكنة.
فمصر قادرة على أن تبنى مصر الرقمية، تبنى المدن الحديثة ذات التكنولوجيا العالية كما أنها قادرة أن تغير وجه الريف المصري صمام الأمن الغذائي ومصدر المواد الخام في نفس ذات التوقيت.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط