الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محافظة دمياط

يواكب تاريخه برج إيفل .. حكاية جسر الحضاري بدمياط من عصر الإنجليز حتى إنقاذه من تجار الخردة

جسر الحضاري
جسر الحضاري

جسر الحضاري "أطلق على اهم واشهر الكبارى الاثرية بدمياط والذى تحول من كوبرى حديدى مهمل الى مكتبة نموذجية عالمية تسمى (جسر الحضارة ) هذا الأثر الحقيقي الذي يواكب تاريخه تاريخ برج إيفل في فرنسا ، والقابع على نيل دمياط متمثلا في ( كوبري دمياط المعدني القديم ) فهو أقدم كوبري للسكة الحديد في مصر كان سيباع بالقطعة لولا تدل الدكتور محمد فتحى البرادى وزير الاسكان الاسبق ومحافظ دمياط انذاك وحولة من مجرد كوبري حديد مهمل الى كوبري حضاري تم نقله من امام منطقة سوق السمك"القنطرة " ليستقر امام مكتبة مصر العامة.

كوبري دمياط قد تم تركيبه في دمياط سنة 1927 ، إلا أن تاريخه الحقيقي يرجع إلى ما قبل عام 1890 حيث كان قائماً على نيل إمبابة بالجيزة بطول 490 م ، إلى أن تم استبداله بكوبري آخر أحدث منه في إمبابة ، وتم نقل أربعة أجزاء منه بطول 170 م إلى موقعه الحالي بدمياط. ويرجع تاريخه في إمبابة لكونه أقدم كوبري معدني مازال قائماً على نيل مصر.

وفى عام 2006 لوحظ وجود من يقوم بتقطيع أجزاء من هذا الكوبري ، وبالمتابعة تبين أن الكوبري تم بيعه خردة إلى أحد الأفراد فأصدر الدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياطقرارا بمنع أي أعمال على الكوبري وأنقذ الكوبري من البيع كحديد خردة ثم صدر القرار رقم 5 لسنة 2007، باعتبار الكوبري أثرا تاريخيا بمحافظة دمياط وأنه ليس من حق أحد الإساءة إليه لحين نقله إلى موقعه الجديد ملحقاً بمكتبة دمياط العامة ليكون مزاراً وقاعة لعرض مختلف ألوان الفنون.

وبدأ التفكير في كيفية نقل الكوبري، وكان القرار النهائي هو أن يتم النقل من موقعه الحالي إلى الموقع الجديد الذي يبعد حوالي 2 كيلومتر عائماً على صفحة النهر الخالد دون تقطيع جسم الكوبري ، وهو عمل يحتاج إلى شركة متخصصة ذات مستوى فني عالي وخبرة في مثل هذه الأمور لتقوم بهذه المهمة دون مخاطر .

عملية نقل الكوبري من مكانه ملحمة هندسية غير مسبوقة وكان لابد من نقل الكوبرى كما هو دون تقطيع او فك اجزاءه وكان ذلك بتصنيع بانتونات عائمة بأحجام ومساحات محددة تتفق مع وزن ومساحة وأبعاد الكوبري لتقوم بحمل الكوبري من نقاط تم تحديدها بعناية بعد دراسة فنية دقيقة ، وذلك بعد التأكد من فصله عن قاعدته ثم سحبه عائما بقاطرات بحرية إلي موقعه الجديد ليتم رفعه علي قاعدته الجديدة وذلك كله مع الأخذ في الاعتبار عشرات الخطوات التفصيلية لتأمين كل مراحل العمل الصعب .

وهكذا نقل الكوبرى بدون فك اى مسمار منه او تقطيعه لاجزاء وكان الاصرار والعزيمة والعمل حليفهم ليتخول الاثر التاريخى الى جسر الحضارة تلك المكتبة الرائعة التى تشهد على عظمة الاثر العالمى

واعقاب احداث 25 يناير تم تدمير الكوبري من قبل بعض المخربين وتحول الى مجرد كيان مهجور وخردة يتردد عليه بعض الشباب الخارجين على القانون وحتى يومنا هذا لم تشهد اعمال التطوير هذا الكوبري التاريخى ، الا انه وامس الاول قامت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط ،بتوقيع بروتوكول تعاون مع رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات لإعادة تأهيل وتطوير كوبرى دمياط التاريخى وذلك كمشاركة مجتمعية من الشركة.

 

ومن جانبها صرحت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط ، ان المحافظة قد سعت منذ سنوات لتطوير الكوبرى واستعادة دوره البارز الذى حققه بعد نقله عام ٢٠٠٧ بتخطيط علمى دقيق و ملحمة هندسية قدمها الدكتور محمد فتحي البرادعى محافظ دمياط الأسبق، حيث كان جسر الحضارة يُعد منارة ثقافية ومركزًا لعرض الوان الفنون، قبل أن يتعرض للإهمال والأعمال التخريبية خلال أحداث ثورة يناير ٢٠١١، مشيرة إلى أن هذه المساعى تضمنت وضع منهجية محددة لتطوير وإعادة تأهيل الكوبرى لاستعادة مكانته الثقافية و الحضارية وتعظيم الاستفادة من الأثر واستغلاله فى تنفيذ مشروع متكامل يعود بالنفع على المحافظة بما يساهم فى تنشيط السياحة وترويجها وتحقيق التنمية بهذا الملف وذلك وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية وأجهزة الدولة بالاهتمام بالمعالم الأثرية باعتبارها محور ذى أهمية وثيقة يساهم في تعزيز الاقتصادات المحلية.


وأضافت "محافظ دمياط" أنه ومع دخول الكوبرى عداد الآثار الإسلامية والقبطية طبقًا لما ورد بقرار وزارة الآثار رقم ٣٥ لسنة ٢٠١٣، باتت أهمية إيجاد آلية محددة لإعادة تطويره حتمية، خاصة مع كونه احد أهم مطالب أبناء المحافظة، مؤكدة أنه بموجب ذلك البروتوكول الموقع مع شركة موبكو سيتم تنفيذ تلك الأعمال كمشاركة مجتمعية جديدة من الشركة لدعم المشروعات ذات النفع العام ودفع عجلة التنمية على أرض المحافظة.


و أكدت أن المحافظة قد خططت إلى تطوير الكوبرى لاعادة وضعه على ما كان عليه بعد نقله لمكانه الحالى لجعله منارة للثقافة والفنون بدمياط. 

اقرأأيضا: