الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لن ينجو أحد.. دول العالم الأكثر ثراء تدفع ثمن التغير المناخي.. ظواهر غير مسبوقة تضرب الغرب المتقدم .. وكبار السن الأكثر عرضة للخطر

فيضانات ألمانيا
فيضانات ألمانيا

في الوقت الذي يمر العالم فيه بطقس متطرف في حرارته، لاحظ خبراء الطقس والمناخ ظاهرة جديدة هذا العام؛ إذ تشتد الحرارة بشكل غير مسبوق في مناطق لم تعان قبل ذلك من تداعيات الاحتباس الحراري على نحو ملموس.

ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، انضمت الدول الغنية مثل الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وبلجيكا إلى الدول الأكثر فقرًا والأقل نموًا في معاناتها من الطقس المتطرف والظواهر المناخية الكارثية التي يعزوها الخبراء إلى التغير المناخي الناجم عن أنشطة بشرية.

لم تعد مشكلة الفقراء

ونقلت الوكالة عن مؤسسة قاعدة بيانات الكوارث الدولية بجامعة لوفين الكاثوليكية في بلجيكا ديبي جوها سابير قولها "لم تعد تلك مشكلة الدول الفقيرة وحدها، وصار من الواضح أنها مشكلة الدول الغنية أيضًا. الطقس السيئ يضرب الدول الغنية بدورها".

وخلال الأسابيع الماضية، لقي مئات السكان في ألمانيا وبلجيكا مصرعهم في فيضانات غير مسبوقة، وشهدت مناطق في كندا وشمال غربي الولايات المتحدة – وهي مناطق باردة في المعتاد – درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية وحطمت الأرقام القياسية المسجلة لدرجات الحرارة في تلك المناطق، ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما أشعلت الحرارة الشديدة حرائق ضخمة ومرعبة كافحت سلطات الإطفاء لأيام طويلة ومتواصلة للسيطرة عليها، وتكرر الأمر ذاته في دول الجنوب الأوروبي.

إنها البداية فقط

وعلقت الوكالة بالقول إن تلك هي البداية فقط، فعندما بدأ إعصار إلسا في التشكل كعاصفة وليدة مطلع يوليو الماضي، كسر الرقم القياسي المسجل العام الماضي كخامس أبكر عاصفة أطلسية مسماة في سجلات الطقس الأمريكية، وتوقعت جامعة كولورادو الأمريكية زيادة عدد العواصف الأطلسية المسماة.

وبالنسبة لموسم الحرائق، فإن غرب الولايات المتحدة يشهد موجة الجفاف الأشد منذ عام 1580، بناءً على قراءات رطوبة التربة وسجلات حلقات الأشجار، ما يمهد الطريق لتفاقم الحرائق إذا أشعلها شيء ما، كما قال بارك ويليامز، عالم المناخ والحرائق في جامعة كاليفورنيا.

وتحتل خسائر موسم الأعاصير والحرائق مقدمة إحصائيات الخسائر المناخية الأكثر فداحة في الولايات المتحدة، في مؤشر على حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن التغير المناخي في الدول الأكثر ثراء.

معاناة الفقراء لا تنتهي

ومع ذلك، تظل الدول الفقيرة هي الأقل قدرة على تحمل الخسائر الاقتصادية، وعلى المستوى الفردي لا يستطيع سكانها تحمل تكلفة شراء وتشغيل أجهزة تكييف الهواء أو الانتقال من مناطق سكناهم غلى مناطق أكثر اعتدالا، الأمر الذي يجعلهم أكثر تضررًا من سكان الدول الغنية.

وتشهد مدغشقر، وهي دولة جزيرة تقع شرق قارة أفريقيا، موجة جفاف بالغة السوء، تقول الأمم المتحدة إنها تدفع 400 ألف نسمة من سكانها إلى حافة المجاعة.

ويقول عالم المناخ زيكي هاوسفاذر إنه على الرغم من أنه من السابق لأوانه القول إن صيف 2021 سيحطم الأرقام القياسية مرة أخرى لكوارث المناخ، فقد بدأنا بالتأكيد في رؤية تغير المناخ يدفع الظواهر المناخية المتطرفة إلى مناطق جديدة لم تشهدها من قبل.

أرقام غير متوقعة

ونبهت ديبي جوها سابير إلى أن عدد كوارث المناخ والطقس والمياه المسجلة هذا العام تجاوز متوسط العدد المسجل خلال السنوات الماضية، وقد شهد شهر يوليو وحده 208 كوارث من هذا النوع، بزيادة 11% عن متوسط العدد المسجل خلال العقد الأخير، وإن كان أقل بقدر طفيف عن الرقم المسجل العام الماضي.

ونقلت الوكالة عن عالم المناخ بيتر ستوت قوله "لقد شهد نصف الكرة الأرضية الشمالي فصول صيف قاسية خلال السنوات الأخيرة، ومع أن الارتفاع الإجمالي في درجات الحرارة يسير كما توقعنا قبل 20 عامًا فإن ما نراه من موجات حرارة وفيضانات أكثر حدة مما توقعنا في ذلك الوقت".

ويؤكد علماء المناخ أن استهلاك الوقود الأحفوري من فحم ونفط وغاز طبيعي يأتي في مقدمة أسباب تغير المناخ.

وتقول ديبي جوها سابير إن ارتفاع الحرارة سيكون مشكلة كبرى في دول الغرب الأكثر ثراء، لأن كبار السن هم الأكثر تضررًا من موجات الحرارة المفاجئة، وهم يشكلون نسبة كبيرة من سكان دول أوروبا.