EN 
لم تكن الظروف المحيطة عائقاً أمام تحقيق الأحلام والطموحات، فكثيراً ما اعتدنا على رؤية نماذج ناجحة تخرج من عمق الواقع المظلم، ويعد حرمان الشخص من والديه هو أكبر ألم من الممكن أن يعيش به الإنسان طوال حياته.
جيهان سيد ابنة دار الفتح الإسلامي بالمعادي، عاشت حياتها كلها ولم ترى والديها، وسط اصدقائها وأمهاتها بالتبني، عوضها الله خلال مسيرة حياتها بنعم كثيرة ولكن تبقى نعمة الوالدين هو أكبر فقد عاشته.
تفوقت جيهان خلال مرحلة الثانوية العامة، والتحقت بكلية التربية الرياضية، والتي اختارتها بالتحديد عن غيرها من الكليات لحبها للرياضة وحلمها بأن تكون بطلة أولمبية.
اجتازت سنوات الدراسة بالجامعة بتفوق ونجاح عام تلو الآخر، ووصلت لتقديرات عالية وحققت مراكز أولى على دفعتها، مما دفعها لمناقشة رسالة الماجستير في التربية الرياضية، ونجحت في ابهار الحضور والذي كان على رأسهم دكتورة نيفين القباح وزيرة التضامن الاجتماعي.
أعربت جيهان في حوارها مع صدى البلد، عن الدور الكبير الذي تقوم به وزارة التضامن الاجتماعي في الاهتمام بأبناء دور الأيتام والرعاية، وأشارت أنها لم تتوقع أن تلبى دعوتها بالحضور، وشعرت بمدى الحب المقدم لها من جانبها، وقالت: "بعد المناقشة رسالة الماجستير حضنتني بشعور وقلب الأم وليس الوزيرة".
وتابعت جيهان أنها تتمنى أن تحقق مزيدا من النجاحات، وتناقش الدكتوراه، ويتم تعيينها في الجامعة كمدرس مساعد، وتلتحق بوظائف مناسبة، وأشادت بأهمية الرياضة في حياتنا، وأن المهنة لا تقتصر على الرجال فقط، وانما التربية الرياضية من أهم المجالات والتي يبدع فيها عنصر السيدات دائماً.
وقال عيد سعيد، زوج دكتور جيهان إنه "سعيد بنجاحها ويشعر بالفخر كونها أماً لابنته، ويسعوا لبناء أسرة ناجحة، ويعوضوا شعورهم بافتقاد الأم والأب طوال حياتهم"، فتربى هو الآخر في دور رعاية أيتام مجاورة، وتعرف عليها بالصدفة، وقرر أن يتزوجها بعد أن جمعهم القدر، ولديهم أبنة في سنواتها الأولى.
وأوضحت جيهان انها تتمنى أن يتعرف عليها والديها الحقيقيين، في حالة تواجدهم على قيد الحياة، لتثبت لهم أنها تخطت ألم فقدهم، وحققت نجاح كبير يستحق أن يفخروا بكونها ابنتهم.
وفي النهاية، وجهت دكتور جيهان رسالتها لكل شاب يائس بسبب ظروفه الصعبة، بأن الحياة دار شقاء وابتلاءات، ولكن العزيمة والإصرار على تحقيق الذات هو كلمة السر، وطعم النجاح يستحق المثابرة عليه.
