الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤرخ: المصري القديم مؤسس الأولمبياد والفروسية والهوكي

صدى البلد

"العقل السليم في الجسم السليم" عبارة مشهورة يتم تداولها بيننا حاليًا، وما لا يعرفه الكثيرون منّا أن المصري القديم استطاع منذ فجر التاريخ أن يفك شفرة أسرار الحياة ويكتشف قوانينها الكونية، لذلك اهتم بالرياضة فكانت جزءًا أساسيًا من حياته اليومية وأساس في تكوينه الثقافي لمعرفته بفوائدها وتأثيرها الإيجابي سواء على الصحة البدنية أو العقلية.


في هذا الصدد، يقول الدكتور بسام الشماع المؤرخ وكاتب المصريات، إن المصري القديم عرف أنواع كثيرة من الرياضات مثل رياضة المصارعة والجري والهوكي والفروسية والرماية، كما أن طبيعة حياته اليومية وظروفه البيئية كانت تلزمه بأن يكون ذو بنية عضلية قوية وجسم رياضي.

المصريين القدماء اثناء ممارستهم الرياضة


وأضاف "الشماع" في تصريح خاص لـ"صدى البلد": "المصري القديم هو أصل الأولمبياد والأساس في ابتكار العديد من الرياضات المعروفة حاليًا، فكرة التنافس بين اثنين هي فكرة مصرية بحتة ودونت ونُقشت على جدران المعابد، المصريين القدماء، سواء من الملوك أو النبلاء أو الصيادين الذين تميزوا بجسدهم الرياضي، فكان لزامًا عليهم أن يبحروا بقارب أو لوح خشبي ويشدوا حبل الساري وهي أفعال تحتاج لبنية عضلية قوية"، مضيفًا أن المنحوتات الجدارية ترسم أيضًا صور الملوك وهم يتدربون على قيادة العجلات الحربية وفي الوقت ذاته ممسكين بالسهم والقوس لإصابة الهدف والمدهش في مشهد العجلات الحربية أن الملك كان يلف لجام الخيل على وسطه ولا يمسكه بيديه، أي أنه يتحكم في حركة الأحصنة من خلال وسطه وهو ما يحتاج إلى مرونة عجيبة، وهي الرياضات المعروفة حاليًا باسم الفروسية والرماية، وأشار إلى أن الملك قديمًا كان يجري في احتفالية دينية طقسية في دلالة رمزية على قدرته في تأمين البلاد من الهجوم والاعتداء ولإثبات صلاحيته صحيًا وجسمانيًا على إدارة شؤون البلاد.

المصريين القدماء اثناء ممارستهم الرياضة


وتابع "الشماع" قائلا: "منطقة بني حسن بالمنيا، وهي عاصمة الرياضة التاريخية، يوجد بها 39 مقبرة منحوتة في الجبل منهم 4 مقابر بها مناظر في منتهى الأهمية ومنحوتات رياضية على أعلى مستوى، فمقبرة "خنوم حتب" وهو عمدة إقليم حكم لمدة 22 سنة، بها مناظر تفصيلية لرياضة الصيد في الصحراء، تظهر النبلاء وهم يصوبون السهام تجاه الفريسة ومعهم الكلاب السلوقية أي كلاب الصيد المكلفة باحضار الفريسة، كما أن مقبرة "خيتي" وهي المقبرة الـ17 في بني حسن بها مناظر عبقرية كثيرة جدًا على جداريات ومتواليات بألوان زاهية جميلة تظهر حركات المصارعة المصرية القديمة.

 

وأوضح "الشماع"، أن من مفاجآت مقبرة بني حسن وجود نقش جداري يظهر معرفة المصري القديم للعبة مشابهة لفكرة لعبة الهوكي الحديثة لكن باسم "لعبة محا" باللغة الهيروغليفية، وتظهر الجدارية اثنان من اللعيبة متقابلان بينهما طوق أو دائرة مستديرة وبيد كلا منهما عصا نهايتها معقوفة يسلكها في الطوق بحيث تتشابك مع عصا زميله ويقف مترقبا النتيجة وسميت هذه اللعبة محا وكان كلا من اللاعبين عليه أن يعلق العصا ويجذب بها الطوق قبل زميله، والذي يجذب الطوق أولا هو الفائز.

 

المصريين القدماء اثناء ممارستهم الرياضة

وأضاف أن هناك أيضا رياضة التسلق، حيث يوضع ساري طويل أو عمود كبير ويتدلى منه الحبال ويتسلق عليه المتسابق حتى يصل للقمة، كما عرف المصري القديم أيضا التحطيب وسلاح الشيش والملاكمة بلا قفازات وقد دونت هذه الرياضات على جداريات المقابر".


واختتم عالم المصريات كلامه قائلا: "علينا الحفاظ على أفكارنا وابتكارتنا لأنها ملكية ثقافية وتاريخية، وأطالب اتحاد المصارعة المصري بأن يتقدم بطلب رسمي لليونسكو واتحاد المصارعة العالمي لتغيير اسم المصارعة الرومانية إلى المصارعة المصرية لأننا أول من قدمنا هذه الرياضة للعالم".