الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كان قوة تعمل من أجل الخير

ذكرى رحيل كوفي عنان | أقوى من مثل أفريقيا دبلوماسيا بالأمم المتحدة

الراحل كوفي عنان
الراحل كوفي عنان الأمين السابق للأمم المتحدة

يوافق اليوم 18 أغسطس وفاة كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة عن عمر يناهز 80 عاما، الذي أثرت وفاته في نفوس العرب على عكس عن من سبقوه في تولي هذا المنصب الكبير، وصفه الجميع أنه كان «قوة تعمل من أجل الخير»، وكان واحدا من أشهر الدبلوماسيين في العالم، وأكثرهم حضورا.

وفي هذا التقرير يستعرض موقع «صدى البلد»، أبرز المعلومات عن العملاق كوفي عنان في السطور التالية: 

نشأة كوفي عنان 

ولد كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، في يوم 8 أبريل 1939 في مدينة كوماسي بغانا، وذلك لعائلة من النخبة.

والداه هنري ريجينالد وفكتوريا عنان، من المجموعتين العرقيتين الرئيسيتين اللتين تشكلان قومية الأكان، التي تعتبر واحدة من مجموعات السكان الأصليين في البلاد، وفي حين أن والده ينقسم نسبة بين قبيلتي الأشانتي والفانتي، فإن والدته من الفانتي.

عائلة الذهب 

وفي الوقت الذي اشتهر فيه الأشانتي بتجارة الذهب فإن الفانتي كانوا وسطاء في تجارة الذهب بين الأشانتي والحكومة البريطانية.

يعني اسم كوفي «مولود يوم الجمعة» وقد كانت لديه توأم بنت لكنها توفيت قبله في عام 1991 من مرض غير معروف. 

طفولة كوفي عنان المميزة 

لعل كوفي عنان ومن واقع حياة الأسرة فقد حصل على دروسه الأولى في الدبلوماسية من هذا الوسط الذي عاش فيه مبكراً، وحيث كان كل من جده وجدته لأبيه من زعماء القبيلة.

وبعد أن تقاعد والد كوفي عنان عن عمله كمدير لشركة تصدير الكاكاو «ليفر براذرز»، فقد تم انتخابه حاكما لمقاطعة أشانتي في غانا.

وفي عام 1954 التحق عنان بمدرسة مافانتيتيم، وهي مدرسة نخبة من الميثوديين المسيحيين في وسط غانا أنشئت تحت الحكم البريطاني، وكانت تلك المدرسة الفضل في تعليمه.

حياة كوفي عنان الشخصية

تزوج كوفي عنان من تيتي ألاكيجا من نيجيريا قبل طلاقهما في السبعينيات، ولديهما طفلان، أما وكوجو، وتزوج بعدها من محامية سويسرية تدعى ناني لاجرجرين.

معايشة لفترة تاريخية

في أوائل الخمسينيات كانت غانا تشهد تغيرات جذرية وكان عنان وقتها في المدرسة الداخلية، وكان كوامي نكروما يقود حركة الاستقلال، وحيث حصلت غانا على ذلك في عام 1957 ضمن أوائل الدول الأفريقية المستقلة عن بريطانيا.

وصرح عنان مرة لصحيفة نيويورك تايمز بأن تلك الفترة كانت مثيرة، حيث رأى أمام عينيه التغيرات التي تشهدها غانا.

وقال كوفي عنان «لقد نشأ جيلي وهم يرون أمامهم التغيرات التي جرت في البلاد، وهذا حفزهم بأن كل شيء ممكن تحقيقه».

مصدر فخر وبطلا قوميا 

فيما بعد  أصبح عنان معروفًا على مستوى العالم فقد أصبح مصدر فخر لسكان غانا، بل يعتبرونه بطلًا قوميًا، بل يسمونه بكل احترام «الأب»، بل إن زعيم الأشانتي منحه لقباً يمنح في العادة للملوك والزعماء وهو «بوسومورو» ويعني شخصا جديرا بالاحترام و موثوقا به.

كوفي عنان ودراساته العليا 

التحق كوفي عنان بكلية كوماسي للعلوم والتكنولوجيا التي دخلها في عام 1958، وذلك تخرج بشهادة في الاقتصاد.

لكنه حصل على منحة من مؤسسة فورد أتاحت له أن يكمل دراسته الجامعية في الاقتصاد، في كلية ماكالستر في سانت بول، في مينيسوتا بالولايات المتحدة وذلك عام 1961، ومن ثم أجرى دراسات عليا في الاقتصاد في المعهد الدولي للدراسات العليا في جنيف، سويسرا من 1961 إلى 1962.

الراحل كوفي عنان الأمين السابق للأمم المتحدة 

حياة كوفي عنان العملية 

 قد انضم كوفي عنان بالأمم المتحدة في عام 1962، عندما عمل مسؤولا إداريا وماليا مع منظمة الصحة العالمية في جنيف المدينة نفسها التي أكمل بها دراسته العليا في الاقتصاد، غير أنه حصل على استراحة قصيرة من كونه موظفًا مدنيا دوليا، عندما عمل مديرا للسياحة في بلاده غانا من 1974 إلى 1976.

وفي الثمانينيات عاد للعمل بالأمم المتحدة، كأمين عام مساعد في ثلاث وظائف متتالية، هي: «إدارة الموارد البشرية والتنسيق الأمني للفترة من 1987 – 1990، ومن ثم تخطيط البرامج، والميزانية والشؤون والمراقبة المالية للفترة من 1990 – 1992 ومن ثم عمليات حفظ السلام من 1993 إلى 1996»، وقبل أن يصبح الأمين العام فقد شغل منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة.

تولية منصب الأمين العام

بدأ ولايته الأولى في منصب الأمين العام للأمم المتحدة  في الأول من يناير 1997 حيث عقب المصري بطرس غالي، المنتهية ولايته.

فيما بدأت ولايته الثانية كأمين عام من الأول من يناير 2002 حيث تم التجديد له في المنصب، ما عكس شعبيته الكبيرة في الكيان الأممي وخدم إلى 2006.

أكبر مبادرة في العالم 

وبصفته الأمين العام للأمم المتحدة فقد أطلق حملة «الاتفاق العالمي» في عام 1999، وهي أكبر مبادرة في العالم لتعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات ويعرف بـ الميثاق العالمي للأمم المتحدة.

كذلك اعتبر كوفي عنان وباء فيروس نقص المناعة البشرية المعروف بالإيدز ضمن  أولوياته الشخصية، وفي أبريل 2001، أصدر نداء للعمل واقترح إنشاء صندوق عالمي للإيدز والصحة لمساعدة البلدان النامية على التعامل مع الأزمة.

اتخاذ اجراءات لمكافحة الارهاب 

بعد هجمات سبتمبر 2001 الإرهابية على الولايات المتحدة، فقد لعب دورا حاسما في تحفيز الجمعية العامة ومجلس الأمن على اتخاذ إجراءات لمكافحة الإرهاب.

فقد حصل كل من عنان والأمم المتحدة على جائزة نوبل للسلام عام 2001 «لعملهما من أجل عالم أكثر تنظيمًا وأكثر سلاما».

 شارك بنشاط في عدد من المنظمات

بعد مغادرة الأمم المتحدة، عاد إلى غانا حيث شارك بنشاط في عدد من المنظمات مثل المنتدى الإنساني العالمي، والحكماء، ومؤسسة الأمم المتحدة، وعالم واحد للشباب وغيرها.

وفي فبراير 2012 تم تعيين كوفي عنان كمبعوث مشترك بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا في محاولة للتعامل مع الصراعات الجارية هناك، لكنه استقال في أغسطس 2012 بسبب عدم وجود أي تقدم بسبب التعنت من جانب جميع الأطراف المعنية.

وفاة كوفي عنان

حيث توفي  كوفي عنان في 18 أغسطس 2018 في برن بسويسرا عن عمر يناهز 80 عاما بعد معاناة قصيرة مع المرض، وقد نعاه الأمين العام الحالي للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس قائلًا أن «كوفي عنان كان بطل سلام وقوة أساسية لفعل الخير».

أشهر أقوال المحبوب كوفي عنان

ـ التعليم هو حق من حقوق الإنسان مع قوة هائلة للتحول وعلى أساسها تبقي الركائز الاساسية للحرية والديمقراطية والتنمية البشرية المستدامة.

ـ في أعظم ساعات الحاجة خيب العالم ظن شعب رواندا.

ـ المعرفة قوة، المعلومات تعني التحرر، التعليم هو أساس التقدم في كل مجتمع وفي كل أسرة. 

ـ قد قيل إن الجدل ضد العولمة هي مثل الجدل ضد قوانين الجاذبية.

ـ فيما يتعلق بتغير المناخ فإننا لا نقدرها غالبا على أنها مشكلة ونعتقد انها المشكلة المنتظر حدوثها.