الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما أنواع صدقة التطوع ومفهومها؟.. الأزهر يجيب

الصدقة
الصدقة

بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"، اليوم الخميس، أنواع صدقة التطوع ومفهومها.

 

 أنواع صدقة التطوع

 

وأشار مركز الأزهر في بيان أنواع صدقة التطوع إلى أن الشريعةُ الإسلامية رغّبت في الصدقة وحثّت على الإنفاق في كل أنواع البر وأوجه الخير، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم} [ البقرة: 254]، {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]، والصدقةُ قد تكون بالمال، وبغيره من أفعال الخير والبر؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ». [أخرجه البخاري].

 

وبين أن الصدقة المالية نوعان: صدقة غير جارية، وصدقة جارية.

 

1- الصدقة غير الجارية هي: المال الذي يُعطَى للفقير؛ لينتفع به فقط دون حبس أصله عليه، كإعطائه طعامًا، أو كسوة، أو مالًا ينفقه كيف شاء.

 

2- الصدقة الجارية فهي: ما يُحبَس فيها أصل المال ومنفعته أو منفعته فقط على شيء معين، بنيّة صرف الرّبح إلى المحتاجين وفي كافة وجوه الخير، وصُورها كثيرة، منها: بناء المساجد، والمستشفيات، ودور العلم، والإنفاق على طلبته، ووقف محصول الأراضي الزراعية أو أرباح الأنشطة التجارية على جهة بر معينة.  

 

وشدد على أن الصدقة الجارية أعظم أجرًا؛ لتجدد ثوابها كلما انتفع الناس بها؛ فقد قال سيدنا رسول الله ﷺ قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». [ أخرجه مسلم]

 

معنى الصدقة

 

الصدقة.. من أحبّ وأفضل الأعمال لله عزّ وجلّ هى الصدقة على المحتاجين والفقراء؛ لأنّ في إخراجها دليلٌ على صحة إيمان العبد بالله تعالى ويقينه بأنّه هو الرزاق سبحانه، وقد سُمّيَ المال بذلك لأنّه يُميل القلوب ويحجبها عن رؤية جزاء الصدقة وإخراج المال، ويحجبها عن رؤية النعم التي تستحق الشكر والذي يعبّر عنه بالصدقة، لكن العبد المؤمن يعرف أنّه مستخلَفٌ في هذا المال، وأنّ عليه أن يعطي الفقراء والمساكين منه حتى يحقّق التكافل الاجتماعي، بل يتنافس مع غيره في سدّ حاجة الفقير والمحتاج، لأنّ رسول -صلى الله عليه وسلم- قد حثّ على الصدقة، ورَغَّب بها جميع المسلمين حتى النساء.

 

 

وإذا أراد الإنسان أن يحقق الله له ما يريد أو ضاق عليه أمر فى حياته فعليه أن يتصدق، حيث أمر الإسلام أتباعه بالقيام بأعمال البر، والخير، والإحسان، ومن ذلك أنّه دعاهم إلى بذل أموالهم في سبيل الله بأسلوبٍ جميلٍ يقنع العقول، ويُريح النفوس، من ذلك قوله تعالى: (آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)، ولكن على المسلم أن يحرص على أن لا يُدخل على صدقته شرٌّ عظيم؛ ألا وهو الرياء، وإتباع الصدقة بالمنّ والأذى؛ لأنّ ذلك يُذهب أجر الصدقة، بحيث يأتي صاحبها يوم القيامة محتاجًا إلى حسناتٍ أشدّ الحاجة، ولكنة يجدها أصبحت هباءً منثورًا بسبب عدم الإخلاص والرياء.

 

فوائد الصدقة

 

1- إطفاء غضب الرب بالصدقة، وخاصةً صدقة السر.

2- مسح الخطيئة، وتطفئ نارها كما يطفئ الماء النار.

3- الوقاية من النار، لقوله صلى الله عليه وسلم: (فاتَّقوا النَّار ولو بشقِّ تمرةٍ).

4- تُشكّل الصدقة ظلًا لصاحبها يوم القيامة فيقف فيه.

5- سببٌ للشفاء من الأمراض القلبية والبدنية.

6- سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر.

7- فوز المنفق بدعاء الملائكة له، بخلاف الذي يُمسك عن الإنفاق.

8- زيادة البركة في مال المتصدّق، فلا يمكن أن ينقص مالٌ من صدقة. بقاء الصدقة من مال المنفق يوم الحساب والجزاء.

9- مضاعفة أجر الصدقة.

10- سببٌ لدخول الجنة، ويُدعى صاحب الصدقة يوم القيامة من باب الصدقة.

11- انشراح الصدر، وطمأنينة القلب وراحته، وإن لم يكن في الصَّدقة غير هذه الفائدة لكانت سببًا كافيًا لأن يبادر العبد المسلم إلى الصدقة ويُكثر منها، لقول الله تعالى: (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

12- دليلُ على صدق إيمان المسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الصَّدقَة بُرهانٌ).

13) تطهير المال ممّا قد يصيبه من الحرام خاصة عند التجار، بسبب اللغو، والحلف، والكذب.

 

الحكمة في إخراج الصدقة

 

1- تورث المحبة والمودّة بين المسلمين، وتزيل الحقد من قلوب الفقراء على الأغنياء.

2- يسهل التعارف بين المسلمين.

3- ينشر الرحمة والمودة بين المسلمين.

4- يقلّل من ظاهرة انتشار الفقر في المجتمع المسلم.

5- يثبّت أواصر التعاضد والتماسك والترابط بين أفراد المجتمع المسلم.

 

آداب إخراج الصدقة

 

1- أن تكون من مال الإنسان الطيب

2- أن تكون للأرقاب وعلى من يستحقها من الفقراء

3- ألا يستقل المؤمن مقدار صدقته حتى لا تصدق بشق تمرة

4- ألا يتبع المسلم صدقته بالمن والأذى

5- وأن يخفيها ولا يتظاهر ويتفاخر بها لأن التفاخر يقلل من أجر الصدقة على عكس إخفائها، من السبعة الذين يُظلهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، ويكون دليلًا على إخلاص العبد، حيث إنّ الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير.

 

أنواع الصدقات

 

تنقسم الصدقة إلى نوعين: صدقة النافلة، والصدقة المفروضة وهي الزكاة الواجبة.

 

صدقة النافلة: تشمل أوجه الإحسان إلى الفقراء والمساكين من أموال غير الزكاة، حيث حثّ الإسلام على البذل والعطاء، وقد وردت الكثير من النصوص الشرعية التي تشجّع على ذلك، ومنها ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (الصَّدقةُ تُطفئُ غضَبَ الرَّبِّ وتدفَعُ مِيتةَ السُّوءِ)، ومن الجدير بالذكر أن صدقة التطوع لا تقتصر على نوعٍ واحدٍ من أعمال الخير، وإنما تشمل الكثير من الأعمال، فكل معروفٍ صدقة، مصداقًا لما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (كلُّ معروفٍ صدقةٌ وإنَّ منَ المعروفِ أن تلقَى أخاكَ بوجْهٍ طَلقٍ وأن تُفرِغَ مِن دلْوِكَ في إناءِ أخيكَ).

 

أما الصدقة الواجبة: هي الزكاة المفروضة فلها شروط خاصة، ومصارف معيّنة شرعًا، كما في قول الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ)، وقد فرض الله تعالى الزكاة في العام الثاني للهجرة، وثبت وجوب الزكاة في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع الأمة، حيث قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)، وعندما بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل -رضي الله عنه- إلى أهل اليمن قال له: (أعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ)، والزكاة لا تجب على المكلّف إلا إذا تحقّقت شروط معيّنة، وهى الإسلام، البلوغ، العقل، الحرية، المِلك، النماء، الحول.

 

الصدقة الجارية: هي كل عملٍ يستمر أجره وثوابه حتى بعد موت الإنسان، وانتقاله إلى جوار ربه، وهي استثمارٌ صالحٌ في الحسنات، وبابُ أجرٍ مفتوح لتكثير الأعمال الصالحة في الميزان حتى بعد الموت، والصدقة الجارية من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، ومن فضل الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين أن جعل لهم أبواب أجرٍ كثيرة، كالصدقة الجارية. ‏

 

فضل الصدقة الجارية

 

سبب لتكثير الحسنات واكتساب الخير بعد الموت. سبب لإطفاء غضب الله سبحانه وتعالى، ونيل رضاه ورحمته وعفوه. تمنع عذاب القبر. ترفع درجة المؤمن في الجنة، وتجعله في أعلى الدرجات. تنجّي من عذاب النار. تبرئ ذمة العبد من أي دينٍ أو نقصٍ أو تقصيرٍ في عبادته.

 

الصدقة للميت

 

فضل الصدقة عن الميت.. أجمع علماء المسلمين استنادًا إلى الأدلة على ثواب الصدقة عن الميت، حيث يصل أجرها إليه وتفيده في قبره وتخفف عنه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (أنَّ رجلًا قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أبي مات وترك مالًا ولم يُوصِ. فهل يُكِفِّرُ عنه أن أَتصدَّق عنه؟ قال: نعم.) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها (أنَّ رجلًا قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ أمي افتُلِتت نفسُها. وإني أظنها لو تكلمتْ تصدقتْ. فلي أجرٌ أن أتصدقُ عنها؟ قال: نعم). إنّ من الأفضل أن تكون الصدقة أو أية أعمالٍ أخرى تقدّم للميت من ولده، فأفضل الصدقات التي تكون من مال الميت نفسه، ومن مال أولاده من الذكور والإناث، ولا بأس من تصدّق المحبين والأصدقاء.