الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تشحن في أقل من 12 ثانية.. حكاية طائرة كنادير التي هزمت الحرائق بالمغرب

صدى البلد

استراتيجية خاصة تنهجها المملكة المغربية لإخماد حرائق الغابات، تتدخل فيها قطاعات عدة، القوات الملكية الجوية جزء منها، تحدد بكل دقة دور كل متدخل وتحركاته على الأرض والإجراءات التي يجب اتخاذها.


وفى قلب الاستراتيجية المغربية تأت طائرات كنادير  كمعجزة من السماء، تهوي فوق نيران تحاول التهام الأخضر واليابس، تأكل الحي والميت، طائرات لا تملكها جل البلدان اقتناها المغرب قبل عشر سنوات بمبادرة ملكية.

وبحسب صحيفة هسبيرس فإن طائرات “كنادير”، اقتناها المغرب عام 2011، وطور خبرات في استعمالها وصيانتها فباتت تشارك في إخماد نيران الغابات، سواء المغربية، أو ببلدان مجاورة في إطار تعاون دولي وثيق.

يدخل المغرب ضمن قائمة 20 دولة عبر العالم فقط تملك النسخة الحديثة من طائرات “كنادير”، من طراز “CL415″، وأعطى الملك تعليمات لإبرام صفقة جديدة لشراء ثلاث طائرات أخرى، تم دفع ثمنها والتسليم سيبدأ انطلاقا من العام المقبل.

منذ انطلاق موسم الحرائق، أصبح اسم “كنادير” أشهر من نار على علم، بات يعرفها الكبير والصغير، شاركت مؤخرا في إخماد حرائق شفشاون، لكن قليلين يعرفون مميزات هذه الآلة الضخمة، وميزتها الأولى أن نصفها العلوي عبارة عن طائرة فيما النصف السفلي هو بمثابة باخرة.

وعن مميزات الطائرة تحدث القبطان نوفل جندي، مساعد طيار على طائرة “كنادير” قائلا إنها “طائرة تتميز بمحركها القوي الذي يسهل لها التحليق على علو منخفض، ويسمح لها بالمناورة بالقرب من المناطق المتضررة التي في غالب الأحيان تكون تضاريسها صعبة ويصعب على الفرق الأرضية الوصول إليها”.

ومن مميزات الطائرة أيضا، خزاناتها التي تتجاوز سعتها ستة آلاف لتر تشحن في أقل من 12 ثانية عن طريق النزول فوق سطح الماء، لتنتقل بسرعة كبيرة إلى مكان الحريق وتدفق الماء دفعة واحدة تسمح بإخماد النيران حتى في أكثر الأماكن صعوبة من حيث التضاريس التي لا تستطيع الفرق البرية الوصول إليها.

وعن ألية العمل وكيفية مواجهة الحرائق تحدث الكولونيل رشيد الغنيوي، قائد سرب مكافحة الحرائق بالقوات المسلحة الملكية، عن طريقة عمل فريقه المتجانس والمتناغم، بدءا من اجتماع يتم خلاله تلقي التوجيهات الضرورية، ثم رسم خطة التدخل ومناقشة كل ما يجب الانتباه إليه قبل الطيران صوب المكان الذي اشتد لهيبه، إلى العودة إلى نقطة الانطلاق بعد إتمام المهمة بنجاح.

وقال الغنيوي: “تشارك القوات المسلحة الملكية في العديد من المهمات ذات المنفعة والمصلحة العامة، ومن بين المهمات التي نشارك فيها هناك مكافحة حرائق الغابات، حفاظا على الثروة الغابوية، وذلك امتثالا للأوامر السامية لصاحب الجلالة”.

الغنيوي أوضح أن تدخل طائرات “الكنادير” قاذفات المياه، التابعة للقوات الملكية الجوية، يتم وفقا للخطة الوطنية الرئيسية لحماية ومكافحة حرائق الغابات، وهي الخطة التي تضم قطاعات عديدة، من بينها الدرك الملكي والوقاية المدنية والمياه والغابات والسلطات المحلية التابعة لوزارة الداخلية والمكتب الوطني للمطارات والأرصاد الجوية، وغيرها.

ووفقا لخطة العمل، يتم تقسيم الحرائق إلى أربعة مستويات حسب خطورتها، وتدخل طائرات “كنادير” يتم ابتداء من المستوى الثاني.

وبحسب هسبيرس تبلغ قيمة الطائرة الواحدة من طراز “كنادير” حوالي 25 مليون يورو، أي ما يعادل 265 مليون درهم مغربي. وإلى جانب المغرب، تتوفر على هذا الطراز من الطائرات كل من كندا وفرنسا وكوريا الجنوبية وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال وكولومبيا والهند والمكسيك.