الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد قرار الرئيس بعلاجه .. تعرف على تاريخ «حمدي الكنيسي» أول مراسل حربي

الإعلامي حمدي الكنيسي
الإعلامي حمدي الكنيسي

يرقد الآن في مستشفى المعادي العسكري، الإعلامي حمدي الكنيسي، بعد أن تمكن المرض منه، إضافة إلى معاناته من كسر في مفصل الفخذ، وهو ما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي للتدخل، ووجه بتوفير الرعاية الطبية الكاملة لرئيس الإذاعة الأسبق ونقله إلى مستشفى المعادي العسكري. 

الرئيس عبد الفتاح السيسي

وشهدت محركات البحث، تداول اسم الإعلامي حمدي الكنيسي، الذي كان يترأس اللجنة التي تدير نقابة الإعلاميين، وكان يوصف بكونه نقيبا للإعلاميين، قبل أن يتقدم باستقالته، وذلك رغبة في تعرف الأجيال الجديدة على أول مراسل حربي للإذاعة المصرية خلال حرب أكتوبر 1973، والشاهد على أحداثها.

الكنيسي من مدرس إنجليزي إلى خبير في اليونسكو

ولد حمدي الكنيسي، في 19 مارس عام 1941، بقرية شبرا النملة مركز طنطا محافظة الغربية، وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة عام 1961، وعمل مدرسا للغة الإنجليزية بالتعليم الثانوي، قبل أن يترك مهنة التدريس ويتم تعيينه في الإذاعة المصرية في 31 أكتوبر عام 1963 «قارئ نشرة» بالبرنامج العام، كما شارك في إنشاء «مراقبة البرامج الثقافية والخاصة» عام 1966، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى كونه أحد أبرز مراسلي مصر الحربيين للإذاعة في أثناء حرب أكتوبر 1973، إضافه إلى تقلده عدة مناصب دولية، منها عمله خبيرًا دوليًا في الإعلام لدى اليونيسكو من عام 1975 وحتى عام 1977، كما عمل مستشارًا إعلاميًا لمصر في لندن ونيودلهي من عام 1980 وحتى عام 1984.

الإعلامي حمدي الكنيسي

السادات: «برنامجه قالب دماغ إسرائيل»  

كان حمدى الكنيسى، المذيع الوحيد، الذي يقدم برنامجين خلال فترة حرب أكتوبر، وهما «صوت المعركة، ويوميات مراسل حربى»، الذى كان يبث فيهما ما كان يسجله من لقاءات مع الجنود على الجبهة، وبعد أيام من حرب أكتوبر، شكلت إسرائيل لجنة لبحث أسباب هزيمة الجيش الإسرائيلى، وكانت منبثقة منها لجنة أخرى لبحث أسباب انتشار برنامج «صوت المعركة»، بين الإسرائيليين المتحدثين بالعربية والفلسطينيين، وعلم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بهذه اللجنة، وهو ما أكده الإعلامى حمدى الكنيسى فى أحد حواراته الصحفية، بقوله: «اتصل السادات بوزير الإعلام في ذلك الوقت الدكتور جمال العطيفى، وقال له "عايز أعرف حمدى الكنيسى بيتكرم ولا لأ.. ده قالب دماغ إسرائيل"»، واستكمل الكنيسي: «هنا طلبنى وزير الإعلام، وقال لى إنه سيكرمنى ليس لطلب الرئيس، ولكن لأني كادر سياسى هائل، وأنه سيرقيني ترقيتين، ولكني رفضت الترقية، وقلت له "لا تخدش العلاقة بينى وبين هذا الدور الوطنى"، وطلبت أن يتم إنشاء نقابة للإعلاميين، ووعدنى ببحث الأمر، لكنه خرج فى تعديل وزارى ونسينا الموضوع».

الكنيسي وحلم نقابة الإعلاميين

ظل حلم إنشاء نقابة للإعلاميين يراود الإعلامى حمدى الكنيسى، وظل يطرق كل الأبواب من أجل تحقيق الحلم، حتى تحقق هذا الحلم عام 2016، وصدر قرار من رئيس مجلس الوزراء بتشكيل اللجنة التأسيسية برئاسته، وصار الكنيسى رئيسا للجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين، وحصل على أول عضوية بها، بسبب حالة الإنفلات والفوضى والعشوائية، التي شهدها الإعلام في الفترة السابقة، ما تطلب ضرورة التعجيل بإنشاء نقابة الإعلاميين، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للإعلام المرئي والمسموع، وفقاً للمنظومة الإعلامية التي نص عليها دستور 2014.

من جانبه، قال أيمن عدلى عضو مجلس نقابة الإعلاميين، إن اسم الإعلامى حمدى الكنيسى يظل خالداً بتاريخه الزاخر بالكثير من الإبداع الوطنى، الذى صنع اسماً إذاعياً ضخماً دائم العطاء متعدد ومتجدد الإبداع  والفكر، مضيفا أن الكنيسي لم يتولى مهمة إلا وكان النجاح حليفه بفضل إصراره وموهبته الفطرية، سواء كمذيع قدم عدد من أهم البرامج الاذاعية التى لا ينساها المستمعون، مثل «قصاقيص، وتليفون وميكروفون، و200 مليون، والمجلة الثقافية»، أو مراسلاً حربيا كان يقدم عبر الإذاعة لوحة مسموعة حول معركة الكرامة التى أرخ لها عبر برنامجه الخالد «صوت المعركة»، أو رئيسا لشبكة صوت العرب، التي ساهم فى تغيير مفهومها ورسالتها بما يتوائم مع ظروف المرحلة والأحداث وقتها، أو رئيسا للإذاعة حفلت فترته بالعديد من خطط التطوير والبرامج المتنوعة.

في سياق متصل، أعلن مجلس نقابة الإعلاميين، برئاسة النائب الدكتور طارق سعدة، عضو مجلس الشيوخ، عن متلبعته الحالة الصحية لـ«الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي» بعد إصابته بأزمة صحية، وتقدم بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لسرعة الاستجابة ونقل الإعلامي حمدي الكنيسي لمستشفى المعادي العسكري، لتوفير الرعاية الطبية الكاملة.

الكنيسي مع أحفاده

الكنيسي عاد لبناته بأفرول جندي إسرائيلي

من ذكرياته عن حرب أكتوبر، قال «الكنيسى» في أحد حواراته التليفزيونية: «لدىّ ثلاث بنات "مها" تعمل بقناة المعلومات بالتليفزيون، ولديها ولد وبنت، و"لبنى" أستاذ مساعد فى قسم اللغة الإنجليزية، ولديها ثلاثة أبناء، والابنة الثالثة «عبير»، مهندسة معمارية وتعيش معي، وجميعهن رسخت داخلهن حب الوطن، خاصة أنى عندما قررت العمل كمراسل كان عملى يحتم علىّ التواجد بموقع الأحداث، فطالبت عمى أن يأخذ زوجتى رحمها الله، وابنتى فى ذلك الوقت إلى بيته، لأكون مطمئنا عليهن حتى أتفرغ للحرب، وتابع: بناتى وأحفادى يسعدون عندما أحكى لهم ذكريات أكتوبر، خاصة عندما أحكي لهم أنني يوما جئت لبناتي بـ«أفرول» جندى تم أسره.