الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على أبرز من قدمها.. 6 فنانين برعوا في تجسيد شخصية «الكفيف»

أحمد زكي في دور طه
أحمد زكي في دور طه حسين

تعد حاسة البصر من أهم أدوات الممثل، خاصة أن أبرز المشاهد في عالم السينما، هي التي تحدث فيها الممثلون بلغة العيون، التي تُظهر المشاعر والأحاسيس الكامنة للشخص، وتظهر قدرة الفنان التمثيلية بشكل احترافي، حينما يجسد دورًا يفتقد لهذه الحاسة وتلك اللغة «الكفيف»، ومن هؤلاء الفنانين عدد برعوا في تجسيد تلك الشخصية عبر شاشتي السينما والتليفزيون، أبرزهم أحمد زكي، وسميرة أحمد، وصالح سليم، ومحمود عبد العزيز، وعادل إمام، وخالد صالح وغيرهم.

أفيش فيلم العمياء
أفيش أول أفلام سميرة أحمد كفيفة

 

سميرة أحمد تحصد نصيب الأسد 

برعت الفنانة سميرة أحمد في تجسيد الشخصيات المركبة، حيث قدمت خرساء في فيلم حمل نفس الاسم عام 1961، إلا أنها قدمت في نفس العام فيلم رجل في حياتي في دور كفيفة، حيث قدمت سميرة النصيب الأكبر لشخصية الكفيفة، بلغت 5 أعمال سينمائية، قامت فيها بدور الكفيفة، وهي: "أغلى من عينيه"، وعُرض في 28 مارس 1955، و"رجل في حياتي"، للمخرج يوسف شاهين، وعرض في 21 يونيو 1961، و"قنديل أم هاشم"، عرض في4 نوفمبر عام 1968 عن رواية الأديب يحيى حقي، التي تحمل نفس الاسم، و"العمياء"، وعُرض في 1 يناير 1969، و"جسر الخالدين" وعُرض في 28 مارس 1960.

صالح سليم ونجاة «الشموع السوداء»

صالح سليم وأهم أهدافه في السينما بـ300 جنيه 

عقب تألقه في ملاعب كرة القدم، استطاع رئيس النادي الأهلي الراحل صالح سليم أن يسجل هدفا سينمائيا رائعا، عندما جسد شخصية الكفيف من خلال الفيلم الشهير "الشموع السوداء"، حيث لعب دور الأديب الأعمى، وبرع في تجسيد الشخصية حيث رأى الكثيرون أن هذا الفيلم أعاد اكتشاف صالح سليم، وكانت الجماهير تهتف بأسم صالح سليم في مدرجات ملاعب الكرة، تشجيعا للدور الذي جسده، ولم يكن يتوقع أحد أن ينال "صالح" كل هذا الاعجاب من الجماهير، والفيلم من تأليف وإخراج عز الدين ذو الفقار، وحصل خلاله المايسترو على أجر 300 جنيه.

ويعد أسطورة الأهلي في فترة الستينيات "صالح سليم" أبرز الرياضيين فى تاريخ مصر، الذين نجحوا فى عالم السينما، بدوره فى "الشموع السوداء"، الذى شهد على موهبته الفنية، لكنه تعرض لنقد شديد من أصحاب الأقلام السوداء نقاد أو سينمائيين، مما جعله يرفض استكمال مشواره في السينما مكتفياً بـ3 أفلام فقط هم «السبع بنات، الباب المفتوح، الشموع السوداء»، ومن وقتها قرر صالح أنه لا يصلح للتمثيل، وبقي حتى النهاية لاعب كرة، ولكن الكثيرون توقفوا عند أدائه دور أحمد في «الشموع السوداء»، حتى زملائه بالعمل وعلى رأسهم «إيمان» بطلة العمل أو الفنانة نجاة الصغيرة.

في ندوة أقيمت بنادي سبورتنج بالإسكندرية، سُئل صالح سليم عن تجربته السينمائية بفيلم الشموع السوداء، وكيف أقنع الجمهور بكونه غير مبصر، وصاحب شخصية صارمة، وعندما وقع في الحب، عشق بكبرياء، فكانت الإجابة من صالح سليم أن كلمة السر تكمن في «عم رجب»، الذي اقترح على صالح سليم أنه سيقف وراء الكاميرا في نقطة معينة بمنديل أبيض، وعلى صالح سليم التركيز على المنديل الأبيض أثناء تأديته الدور. 

محمود عبد العزيز في الكيت كات

الشيخ حسني يقود «الفيسبا» في الحواري

«يلا بينا تعالوا، نسيب اليوم فى حاله، وكل واحد مننا يركب حصان خياله، درجن درجن درجن درجن، هانهرب من النهارده، ونهرب من المكان، ونطير ونطير مع نسمة شاردة، ونروح لأيام زمان».. ربما تكون تلك الكلمات الرقيقة التى جاءت على لسان "الشيخ حسنى" أو محمود عبد العزيز، فى فيلم "الكيت كات" هى الأكثر تعبيرًا عن الحالة العامة للفيلم نفسه، تتفق تلك الجملة بشكل كبير مع واقع العمل، وواقع شخصية الشيخ حسنى، تلك الشخصية العجيبة، التى ربما اعترانا جميعًا هذا الشك فى لحظات مشاهدتنا للفيلم "هو الراجل ده فعلا أعمى ولا بيشوف"، وهو ما وضع الفيلم في قائمة كلاسيكيات السينما المصرية، وتصنيفه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصرى فى التاريخ، بطولة النجم الكبير الراحل محمود عبد العزيز، وسيناريو وحوار وإخراج داوود عبد السيد، عن رواية لإبراهيم أصلان "مالك الحزين".

استطاع المخرج الظاهرة داوود عبد السيد، أن يخلق للشيخ حسنى عالمًا خاصًا ومتفردًا، فى ثانى تجاربه السينمائية بعد فيلم الصعاليك، معتمدًا على أداء أقل ما يوصف به بأنه "عبقرية" من الراحل محمود عبد العزيز، الذى يقدم لنا نموذجًا فريدًا من لذلك الشخص الكفيف، الذى يعيش مع والدته وابنه، ويحظى بشعبية كبيرة فى منطقته، وفى نفس الوقت، يمتلك منزلاً، ولكن بسبب عشقه للحشيش، يضطر لبيع المنزل لتاجر مخدرات كبير "الهرم"، ويرصد عبد السيد حالة العبث الموجودة فى مجتمعنا، التى قد تصل بنا إلى اللامعقول، تتجسد بوضوع فى مشاهد للشيخ حسنى، وأبرزها طريقة قيادة الشيخ حسنى لـ"الفيسبا" الجديدة، فى المنطقة.

وبطل الرواية الحقيقي يدعى الشيخ عبد المحسن موسى، وكان الأول على دفعته في معهد الموسيقى العربية، وكان يعمل مدرسًا للموسيقى، وادمانه للحشيش لم يضطره لبيع المنزل للهرم فقط، بل أدى إلى فصله من المدرسة الذي كان يعمل بها.

أحمد زكي يجسد طه حسين

أحمد زكي يجسد طه حسين بالصدفة

وجسد النمر الأسود الفنان الراحل أحمد زكي، حياة عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل «الأيام»، ونجح في تجسيد الشخصية ببراعة شديدة، في تحد بالغ لإثبات عكس الهجوم الشرس، الذي تعرض له حينما تم ترشيحه للدور، المسلسل كان مكون من 13 حلقة، مأخوذ عن رواية لعميد الأدب العربي تحمل ذات الاسم، وتم عرضه عام 1979، وأخرجه يحيى العلمي، وتناول المسلسل قصة حياة عميد الأدب العربي طه حسين منذ نشأته المبكرة في الريف وفقدانه بصره، مرورًا بفترة دراسته الجامعية، وابتعاثه إلى فرنسا، وزواجه من سوزان، وشارك في بطولته عمالقة هذا الجيل، يحيى شاهين، ومحمود المليجي، وأمينة رزق، وحمدي غيث.

ومن أبرز المفاجآت أن الفنان أحمد زكي لم يكن في قائمة الترشيحات من الأساس، حيث كان المرشح الأول هو الفنان محمود ياسين، حيث كان مثقفاً، وصاحب صوت رخيم ومعروف ونجم شباك، وعندما عرض المخرج يحيى العلمي عليه الدور، اعتذر بسبب ارتباطه بالتصوير في أكثر من فيلم، وكان الترشيح الثاني والثالث نور الشريف، وعزت العلايلي، وإعتذرا أيضا خوفاً من الدخول مع محمود ياسين في مقارنات، وهنا فكر المخرج يحيى العلمي أن يأتي بفنان جديد، حتى لا يدخل في منافسة مع النجوم الكبار، ووقع اختياره على الفنان أحمد زكي.

وكانت الفنانة أمينة رزق من أبرز المعترضين على أحمد زكي، وسخرت منه أثناء بروفات القراءة عندما أخطأ في اللغة العربية، فسمعته أمينة رزق وقالت له ساخرة: "عميد الأدب العربي وبيغلط في اللغة العربية"، فصمت أحمد زكي، فتابعت أمينة رزق: «يا حبيبي أنا شوفت لك مسرحية مدرسة المشاغبين، خليك في الحاجات دي، إنت مالك ومال طه حسين».

عادل إمام يقود طائرة في أمير الظلام

الزعيم يقود الطائرة في «أمير الظلام»

ربما شعر الزعيم عادل إمام بالغيرة من النجاح الذي حققه محمود عبد العزيز، في الكيت كات، وحالة البهجة التي سيطرت على الجمهور بمشاهدتهم الشيخ حسني يقود الفيسبا، فقرر تقديم شخصية «سعيد المصري» في فيلم أمير الظلام، عام 2002، وهو أحد طياري حرب أكتوبر، وفقد بصره بعد انفجار طائرته في الحرب، فيضطر للعيش في إحدى دور المكفوفين، ويرفض الإعتراف بعجزه، ويبرع في تعليم المكفوفين الألوان والانطلاق ورؤية الحياة من منظور آخر، وتنشأ بينهم حالة من الحب الأسري، ويتعرف بعلياء الفنانة التشكيلية في "الديسكو" فيحكي لها قصته وتتعاطف معه، وتنشأ بينهما علاقة عاطفية، وفي أحد الأيام أثناء وجوده مع علياء خارج الدار تقتحم الدار عصابة إرهابية أجنبية لتقتل معظم الموجودين بالدار وتستولي علي كل شيء استعدادا لمهاجمة موكب أحد الرؤساء القادمين من الخارج لاستكمال محادثات السلام، ويعود سعيد ليلا ليفاجأ بجثث زملائه فيدرك ما يحدث فيقوم بمنعها وينقذ الموكب، وأثناء الأحداث يقود طائرة مع علياء ويحلق بها في سماء مصر، في مشهد هزلي كوميدي. 

خالد صالح في تاجر السعادة

خالد صالح صاحب الكرامات في «تاجر السعادة»

وفي مسلسل "تاجر السعادة"، جسد الفنان الراحل خالد صالح بموهبته الفطرية شخصية، "مصباح" بائع الخواتم الكفيف، الذي لم يفقد بصيرته وأحاسيسه في التعامل مع الآخرين، ولم يكمل دراسته الأزهرية، وبرغم من أنه فقد بصره، إلا أن أهل حارته يعتمدون عليه في حل مشاكلهم، ويزعم أنه صاحب "كرامات"، فيلتف حوله أهل المنطقة التي يعيش بها من أجل أن يحظوا ببركته، وهو من تأليف عاطف بشاي، وإخراج شيرين عادل، وتم عرضه عام 2009.