EN 
اختتم وفد دولة الإمارات الرسمي والتجاري الذي ترأسه عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد ، زيارة موسعة إلى العاصمة الأوزبكية طشقند خلال الفترة من 24 حتى 26 أغسطس الجاري، والتي تضمنت عقد منتدى الأعمال الإماراتي الأوزبكي، ومجموعة من الاجتماعات الرسمية ولقاءات الأعمال بين الجهات الحكومية والمستثمرين وممثلي القطاع الخاص في البلدين.
قال تقرير صادر عن وكالة الانباء الاماراتية " وام"، إن الزيارة تأتي استكمالاً لجهود البلدين في تطوير شراكتهما الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة وخلق مسارات جديدة للتعاون في القطاعات ذات الأولوية، والعمل على زيادة التبادلات التجارية وتشجيع تدفقات الاستثمار وتسهيل وتوليد الفرص أمام شركات البلدين للدخول في شراكات جديدة وبناء مشاريع ناجحة تخدم مصالح واهتمامات البلدين ومسيرتهما التنموية.
وشارك في أعمال الزيارة أكثر من 100 مسؤول ورجل أعمال ومستثمر من الجانبين، وشهدت عقد ما يزيد على 50 اجتماعاً أثمرت عن مجموعة من الاتفاقات وخطط الشراكة التي سيتم العمل عليها خلال المرحلة المقبلة، وتم خلالها توقيع 4 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدد من المجالات التجارية والاستثمارية ذات الأولوية تم بموجبها إنشاء مجلس أعمال مشترك، وانضمام أوزبكستان لبرنامج جواز السفر اللوجستي العالمي الذي أطلقته دولة الإمارات، وإقرار خطة لتنمية التعاون الاقتصادي بين أبوظبي وأوزبكستان، والاتفاق على مشروع استثماري مشترك في مجال الزراعة.
وأقر الطرفان في ختام الزيارة خطوات عملية وإطاراً زمنياً للعمل المشترك خلال المرحلة المقبلة لمضاعفة التبادل التجاري غير النفطي لدعم جهود التعافي الاقتصادي من جائحة "كوفيد-19"وتسريع النمو في مرحلة ما بعد الجائحة، والتنسيق بين الحكومتين الإماراتية والأوزبكية لتقديم كافة التسهيلات لتطوير فرص التعاون بين الشركات الإماراتية والأوزبكية ورواد الأعمال من البلدين لزيادة أنشطتهم ومشاريعهم في أسواق البلدين، مع التركيز على قطاعات الزراعة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والبناء والعقارات وصناعة الأدوية والصحة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات.
ووقع اتحاد غرف التجارة والصناعة بدولة الإمارات وغرفة تجارة وصناعة أوزبكستان مذكرة تفاهم لتأسيس مجلس أعمال مشترك بين البلدين، يلتزم بموجبها الطرفان بتشجيع وتسهيل بناء الشراكات على مستوى رجال الأعمال والمستثمرين وتعريفهم بالسياسات الاقتصادية والتجارية وتعزيز قدرتهم على الوصول إلى الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة بين البلدين، ودعم جهود المجلس لتصب في تعزيز التبادل التجاري وتأسيس المشاريع الثنائية والمتبادلة في مختلف قطاعات المال والأعمال والخدمات والقطاعات الصناعية والإنتاجية.
ووقعت "دبي اللوجستية العالمية" مع وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية في أوزبكستان مذكرة تفاهم بشأن انضمام أوزبكستان إلى برنامج الجواز اللوجستي العالمي الذي أطلقته دولة الإمارات، وبما يسهم في تنمية التجارة وتيسير إجراءاتها بين البلدين من خلال المزايا التي يقدمها الجواز في عمليات الجمارك والموانئ والخدمات اللوجستية الداعمة للتجارة، واتفق الطرفان بموجبها على تشجيع التجار ووكلاء الشحن في أوزبكستان على التسجيل في البرنامج لتسهيل وتسريع أعمالهم التجارية مع دولة الإمارات وأسواق المنطقة من خلال دبي، وكذلك التعاون في مجال النقل المتعدد الوسائط بما يخدم نمو هذه الأنشطة التجارية.
وتضمنت الزيارة أيضاً توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاقتصادي بين دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي ووزارة الاستثمار والتجارة الخارجية في أوزبكستان، واتفق الطرفان بموجبها على تبادل المعلومات الاقتصادية المتعلقة بمختلف القطاعات والتعريف بتشريعات وسياسات التجارة والاستثمار،وزيادة وتنويع الصادرات، وفتح أسواق جديدة، وتنظيم معارض تجارية، وتطوير برامج متبادلة للترويج والتوعية حول المنتجات والخدمات وفرص الاستثمار لدى الجانبين بما في ذلك تبادل زيارات الوفود ورجال الأعمال.
و شهدت الزيارة توقيع اتفاقية استثمارية لمشروع مشترك في مجال تنمية الزراعة وتحديداً في محاصيل الكرز في أوزبكستان، حيث وقعتها شركة 20E للاستثمار الزراعية المحدودة، و"شركة أبوظبي وأوزبكستان للاستثمار"، وتهدف الاتفاقية إلى دعم الاستثمار والتجارة في مجال الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي،وتعزيز القدرات الزراعية والغذائية للبلدين.
وكانت حكومة أوزبكستان قد أعلنت مؤخراً عن إنشاء مكتب تمثيل تجاري لها في دولة الإمارات، والذي يمثل خطوة إضافية مهمة لتوسيع وتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية، وتطوير مسارات التعاون المستقبلية، وخلق قنوات تواصل ذات كفاءة عالية بين التجار والمستثمرين في البلدين.
وقال محمد حارب بالرصة المحيربي سفير الدولة لدى جمهورية أوزبكستان : "ترتكز العلاقات الثنائية بين دولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية أوزباكستان على أسس من الثقة والاحترام والمصالح المتبادلة، إضافة إلى القيم والمبادئ المشتركة التي تجمع البلدين في التسامح والتعايش والتواصل والتعاون.. وتولي قيادتا البلدين أهمية كبيرة لتنمية علاقات التعاون المشترك في المجالات كافة، وهو ما ساهم في دعم الشراكة الاقتصادية على كافة المستويات وتطوير العمل المشترك ".
و أشار حميد محمد بن سالم الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة بدولة الإمارات، إلى أن نمو العلاقات الثنائية المتواصل يؤكد على الرغبة المشتركة في تحقيق المزيد من التعاون في شتى المجالات، ويصب المنتدى في هذا الإطار، حيث يشكل أحد وسائل التشاور والتباحث نحو توسيع العمل المشترك، مبيناً أن توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس مجلس أعمال مشترك إماراتي أوزبكي بين اتحاد غرف الإمارات وغرفة تجارة وصناعة أوزبكستان سيسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية وتعريف مجتمع الأعمال على مناخ الأعمال والاستثمار في البلدين حيث سيكون بمثابة محركاً ومدخلاً لعلاقات أكثر شمولاً في كافة المجالات التجارية والاستثمارية.
و أكد راشد عبد الكريم البلوشي، وكيل دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، أن منتدى الأعمال الإماراتي الأوزبكستاني يعكس الحرص المشترك من قيادة البلدين في استكشاف المزيد من فرص الاستثمار وتعزيز الشراكة بين القطاع الخاص بين الجانبين، وذلك في ظل التوجه المشترك نحو سياسة التنويع الاقتصادي المستدام وتنمية القطاعات غير النفطية وتطوير اقتصاد قائم على المعرفة.
واستعرض في كلمته خلال المنتدى، الفرص الاستثمارية والتجارية التي توفرها الحكومة لتهيئة بيئة الأعمال، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030، داعياً رواد الاعمال والمستثمرين من أوزبكستان إلى الاستفادة من هذه الفرص الواعدة.
و أكد محمد حاجي الخوري، المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، على النتائج الإيجابية لزيارة أوزبكستان، والتي ستعزز التعاون في كافة المجالات، لاسيما مجالات العمل الإنساني والاجتماعي، مشيراً إلى أن مؤسسة "خليفة الإنسانية" ومنذ انطلاقتها في عام 2007 كان لها بصمات واضحة في عدد من المشاريع الاجتماعية والإنسانية في أوزبكستان، وآخرها كان الإعلان في منتصف العام الحالي عن مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للنساء والأطفال بقيمة 27 مليون دولار أمريكي، مؤكداً على أن الزيارة ستسهم في توسيع حجم التعاون في كافة قطاعات العمل الإنساني والاجتماعي.
ورحب محمود أحمد البسكتي، المدير التنفيذي للعمليات، دبي التجارية، والمدير العام لمبادرة الجواز اللوجستي العالمي، بانضمام أوزبكستان إلى مبادرة الجواز اللوجستي العالمي، موضحاً أن انضمامها سيعزز النمو التجاري والتنافسية لمنتجاتها من خلال تمكين وصولها وانتشارها عبر سلاسل توريد أكثر كفاءة وفاعلية والتي يوفرها الجواز، حيث ستسهم هذه الخطوة في استكشاف فرص العمل الجديدة بفضل شبكة مراكزنا وبواباتنا الموزعة في دول أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، وزيادةقدراتها على التواصل التجاري مع مختلف دول العالم.
وقال محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر /استثمر في الشارقة/: "إن الزيارة تأتي في إطار مساعي الدولة لتعزيز شراكاتها الاقتصادية مع مختلف البلدان وتعريف شركائها بالفرص الاستثمارية الواعدة، وذلك تحقيقاً لرؤيتها للمرحلة المقبلة التي تهدف إلى مضاعفة التبادل التجاري وتوسيع الشراكات الاقتصادية وتعزيز العلاقات مع المستثمرين وتجاربهم، بالإضافة إلى تشجيع تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة"، مبيناً أن الزيارة وما نتج عنها من توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، تجسد الرغبة المشتركة في تعزيز الروابط الاستثمارية والتجارية بينهما والتأسيس لمسارات جديدة تهدف إلى بناء مشاريع تخدم مسيرة البلدين التنموية.
ومن جانبه قال، سارفار خميدوف مدير المكتب التمثيلي لدولة الإمارات في وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية في أوزبكستان،: " يسعدنا أن نرى مثل هذا الاهتمام الكبير الذي أبدته الشركات الإماراتية للقيام بأعمال تجارية في أوزبكستان.. مشيرا إلى أن منتدى الأعمال الإماراتي الأوزبكي قد ساعد رجال ورواد الأعمال الإماراتيين على التعرف على إمكانات الاستثمار في أوزبكستان، كما ساهم في تعريف شركات أوزبكستان بالفرص الاستثمارية الواسعة مختلف القطاعات بدولة الإمارات، ونتوقع أن نجني ثمار هذه المنصة خلال الفترة القليلة المقبلة ونقل العلاقات الاقتصادية إلى مستويات جديدة".
يذكر أن وفد دولة الإمارات ضم ممثلين عن 19 جهة حكومية وخاصة، من أبرزها إلى جانب وزارة الاقتصاد: وزارة البيئة والتغير المناخي، ووزارة الطاقة والبنية التحتية،ودائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، واتحاد غرفة التجارة والصناعه بالدولة وغرف التجارة والصناعة في كل من دبي والشارقة والفجيرة، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، وشركة الاتحاد لائتمان الصادرات، وموانئ دبي العالمية، موانئ أبوظبي، ومبادلة للرعاية الصحية، مصدر، وشركة الخليج للصناعات الدوائية /جلفار/، ومجموعة كانو، ومجموعة داماك، وغيرها.. في حين شارك في المنتدى من الجانب الأوزبكي ممثلون عن أكثر من 40 جهة ما بين مؤسسة حكومية وشركة خاصة في مختلف القطاعات التي يناقشها المنتدى.
وشهدت علاقات التعاون بين الإمارات وأوزبكستان تطوراً متنامياً خلال السنوات العشر الماضية حيث سجلت التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين نمواً بما يزيد عن 124% خلال الفترة من 2011 إلى 2020، إذ قفزت من 178.1 مليون دولار أمريكي /654.3 مليون درهم إماراتي/ في عام 2011 إلى 400 مليون أمريكي /1.5 مليار درهم إماراتي/ في عام 2020 .
وتعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول عربياً لأوزبكستان، وتستأثر بأكثر من 50% من تجارتها مع الدول العربية، ويبلغ حجم الاستثمارات المتبادلة بين الجانبين أكثر من 3.8 مليار دولار أمريكي، 97% منها استثمارات إماراتية في أوزبكستان، وتشمل عدداً من القطاعات الحيوية مثل العقارات وتجارة الجملة والتجزئة والنقل والتخزين والأنشطة المهنية والعلمية والتقنية.
