الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هدية أمريكية على طبق من ذهب.. كيف أصبحت طالبان أقوى من أي وقت مضى؟

تضاعف القوة العسكرية
تضاعف القوة العسكرية لحركة طالبان يثير قلق الغرب

ساعات قليلة تفصلنا عن الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان، ليبدأ هذا البلد الغارق في الصراع منذ عقود، حقبة جديدة تحت سلطة حركة طالبان، لكن هذه المرة، باتت الجماعة المسلحة أقوى من أي وقت مضى عسكريا وسياسيا.

 

تضاعفت إمكانية طالبان الحربية، بعدما استولت على معدات عسكرية تبلغ قيمتها نحو 80 مليار دولار، بما في ذلك طائرات هليكوبتر، ومدرعات حديثة، بينما تسارع القوات الغربية على رأسها، الولايات المتحدة، للانسحاب الكامل من أفغانستان بحلول 31 أغسطس، الموعد النهائي الذي حددته حركة طالبان للمغادرة.

 

والآن، تتمتع طالبان بإمكانية الوصول لمعدات متطورة، بينها أجهزة تحديد الهوية التي يمكن أن تساعد الحركة في التعرف على العملاء الأفغان الذين ساعدوا قوات التحالف، ولا يزال كثير منهم عالقين في كابول.

وفقا لعضو الكونجرس الجمهوري جيم بانكس، سيطرت طالبان على نحو 85% من مروحيات "بلاك هوك" الأمريكية المنتشرة في الخارج، كما تشير التقديرات إلى حصولها على معدات عسكرية بقيمة 85 مليار دولار.

 

كما اعترف مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان بأنه ليس لديه "صورة كاملة" عن حجم العتاد العسكري الذي يمكن أن يكون بحوزة طالبان، كما اعترفت بريطانيا هي الأخرى بسيطرة الجماعة الأفغانية على بعض معداتها.

 

يأتي ذلك بينما يحذر الخبراء من أن العالم وخاصة بريطانيا قد تواجه أسوأ تهديد إرهابي لها منذ سنوات عديدة بعد سيطرة طالبان على أفغانستان، فيما تسعى الدول للتفاوض مع الحركة، للحصول على ضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية كمعقل للإرهاب.

مكاسب سياسية 

لم تتوقف مكاسب طالبان عند ذلك، بل حققت انتصارا سياسيا آخر، عندما شاركت في محادثات دبلوماسية مع الإدارة الأمريكية السابقة حوا تسوية سياسية شاملة يقودها الأفغان، إلى أن تحول الأمر منذ أسابيع، لسيطرة كاملة للحركة على أفغانستان.

 

احتاجت طالبان بضعة أسابيع فقط، للسيطرة على البلاد، حتى قبل الاستيلاء على الأسلحة الأمريكية، لتضع الدول الغربية على رأسها واشنطن أمام خيار واحد "التعامل مع الواقع الجديد".

 

تبنى زعماء سياسيون لهجة حادة ضد طالبان، لكن في الوقت ذاته فتح هؤلاء القادة الباب أمام الحوار مع طالبان، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

 

على سبيل المثال، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه لا مانع من الاعتراف بالنظام الجديد في أفغانستان، لكن سيتعين على طالبان تقديم ضمانات مثل حماية الأفغان الراغبين في المغادرة، وحقوق الإنسان وغيره.

 

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد أنه  من الضروري التفاوض حاليا مع حركة طالبان، لمحاولة إجلاء مزيد من الأفغان المعرضين للخطر في كابول.

 

وحدد ماكرون شروطا للاعتراف بحركة طالبان بينها احترام حقوق الإنسان، وكرامة النساء في أفغانستان، محذرا الحركة من التعاون مع الجماعات الإرهابية الموجودة في المنطقة.

 

كما صدر بيان دولي مشترك لبريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى، أكد أن طالبان ستسمح لجميع الرعايا الأجانب والمواطنين الأفغان الحاصلين على تصريح بالسفر من دولة أخرى بمغادرة أفغانستان.

 

وقالت الدول في البيان "تلقينا تأكيدات من طالبان بأن جميع الرعايا الأجانب وأي مواطن أفغاني يحمل إذن سفر من بلادنا سيسمح له بالتوجه بطريقة آمنة ومنظمة إلى نقاط المغادرة والسفر خارج البلاد".

 

ولا يزال العالم ينتظر كيف ستحكم طالبان هذا البلد، في وقت تسعى فيه الحركة لتجنب وضع الجماعة المنبوذة دوليا، والتعلم من أخطاء الماضي، فيما تعهدت طالبان، التي تحاول الظهور في صورة معتدلة، بتشكيل حكومة "شاملة"  بعد انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من البلاد بحلول 31 أغسطس.

 

وتحاول طالبان انتزاع اعترافا دوليا بحكومتها خلال الأيام القادمة، كما بات جيشها الآن واحدا من أقوى الجيوش في المنطقة، لتصبح قوة حقيقية تسعى البلدان الغربية لإرضائها، بعدما باتت أقوى مما كانت عليه قبل دخول الأمريكيين أفغانستان عام 2001.