الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى تولي مانديلا رئاسة جنوب أفريقيا.. أسرار في حياة أيقونة النضال ضد العنصرية

أرشيفية ـ الرئيس
أرشيفية ـ الرئيس نيلسون مانديلا

توافق اليوم، الأحد 5 سبتمبر ذكرى تولي الرئيس نيلسون مانديلا حكم جنوب إفريقيا، وهي الذكرى 27 لتوليه الحكم، فهو المناضل والزعيم الأفريقي الراحل الذي أفنى عمره دفاعا عن مبادئه وقيمه، وحقوق شعبه، فأصبح مع مرور الزمن أيقونة للنضال في العالم أجمع، بل رمزا كبيرا من رموز محاربة العنصرية بين البيض والسود.

يجب أن يولد مجتمع تفخر به البشرية 

قال نيلسون مانديلا «يجب أن يولد مجتمع تفخر به البشرية جميعها»، وهي جملة قالها أثناء توجيهه خطاب للشعب الجنوب إفريقي عند توليه رئاسة البلد الذي عانى من سياسة الفصل العنصري لعقود طويلة، وكافح من أجله برفقة زملائه الذين قبعوا سويا في سجن جزيرة روين حالمين بالحرية والعدل والمساواة بين جميع مكونات الشعب.

وأجريت أول انتخابات رئاسية عام 1994، وأسفرت عن فوز مانديلا، ليصبح أول رئيس إفريقي لجنوب إفريقيا، وخلال فترة حكمه شهدت جنوب إفريقيا انتقالا كبيرا من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية.

وكان نيلسون مانديلا في  يدعو للمقاومة غير المسلحة ضد سياسات التمييز العنصري، لكن بعد مجزرة شاربفيل التي راح ضحيتها عدد كبير من الأفارقة عام 1960، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر مانديلا وزعماء المجلس الإفريقي القومي فتح باب المقاومة المسلحة.

وحظرت السلطات العنصرية جميع أنشطة حزب "المجلس الوطني الإفريقي"، واعتقل مانديلا حتى 1961، وبعد الإفراج عنه قاد المقاومة السرية التي كانت تدعو إلى ضرورة التوافق على ميثاق وطني جديد يعطي السود حقوقهم السياسية.

رفض سياسة التمييز العنصري

وأصبح مانديلا خلال سنوات سجنه رمزا لرفض سياسة التمييز العنصري، وفي 10 يونيو 1980 تم نشر رسالة استطاع مانديلا إرسالها للمجلس الإفريقي القومي قال فيها: "إتحدوا وجهزوا وحاربوا إذ ما بين سندان التحرك الشعبي، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري".

لم يوجد مثله 

وفي سبعينيات القرن الماضي، رفض عرضا بالإفراج عنه إذا قبل بأن يعود إلى قبيلته وأن يخلد إلى الهدوء والسكينة، كما رفض عرضاً آخر بالإفراج عنه في عام 1985 مقابل إعلانه رفض العنف.

وتم الإفراج عنه بعد أن أمضى 27 عاما في السجن لتصديه لنظام الفصل العنصري، وذلك في 11 فبراير 1990 ليعلن بعدها وقف الصراع المسلح ويبدأ سلسلة مفاوضات أدت إلى إقرار دستور جديد في البرلمان في نهاية 1993، معتمدا مبدأ حكم الأكثرية وسامح الأفارقة بالتصويت.

وبهذه المناسبة يستعرض «موقع صدى البلد» أهم المعلومات عن الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا في السطور التالية: 

نشأة مانديلا وحياته

ولد نيلسون مانديلا في 18 يوليو 1918 ببلدة مفيزو على ضفاف نهر مباش في ولاية ترانسكاي بجنوب أفريقيا، وأُطلق عليه عند ولادته اسم روليهلاهلا مانديلا، ويعني في اللغة العربية سحب فرع من الشجرة، أو المشاكس.

كان والده مستشارا لزعماء القبائل في المنطقة، لذا كان من المتوقع أن يصبح زعيما، ولكن خلافا نشب بينه وبين الحاكم المحلي التابع للاستعمار أدى إلى تجريده من لقبه وثروته كلها، وهكذا انتقل الأب مع عائلته إلى قرية صغيرة تقع شمالًا بالقرب من واد عشبي ضيق، حيث لا توجد أي طرق سوى ممرات قليلة يمكن السير عليها.

رحل والد مانديلا عندما كان عمره 9 سنوات، مما أدى إلى حدوث تغيير كبير في حياته، فقد تولى رعايته أحد أفراد الأسرة الحاكمة لقبيلة ثيمبو، فسافر إلى مقر الحاكم وتكيف سريعا مع البيئة الجديدة، ولكنه طبعا لم ينس قريته.

محب للعلم والمعرفة

عكف نيلسون مانديلا خلال تلك الفترة على دراسة الجغرافية واللغة الإنجليزية والتاريخ، واهتم خصوصًا بالتاريخ الأفريقي.

عين مانديلا مستشارا للعائلة الحاكمة، وتلقى تعليمه الثانوي في مدرسة كلاركيبوري الداخلية، وقد قال في إحدى المرات إن «تفوقه الأكاديمي كان ثمرة الجهد الشاق الذي بذله أيام الدراسة»، كذلك كان مانديلا متفوقا في الرياضة.

كفاح مانديلا ضد العنصرية

انتخب نيلسون مانديلا رئيسًا للمؤتمر الوطني الأفريقي سنة 1991، وتفاوض مع رئيس البلاد، فريدريك ويليام دى كليرك، على إجراء أول انتخابات متعددة الأعراق في البلاد، وفي عام 1993، حاز مانديلا وكليرك جائزة نوبل للسلام نظير عملهما المشترك لإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وهكذا أجريت أول انتخابات ديمقراطية في البلاد بتاريخ 27 أبريل 1994، ليصبح بذلك مانديلا أول رئيس أسود في تاريخ جنوب أفريقيا.

حكم الأغلبية السوداء

سعى نيلسون مانديلا بعد توليه سدة الرئاسة إلى الانتقال بالبلاد من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية السوداء، واستغل حب الشعب وحماسه نحو الرياضة في تعزيز المصالحة بين البيض والسود، عبر دفع السود إلى تشجيع منتخب الرجبي.

وعمل مانديلا على حماية الاقتصاد الوطني من الانهيار، ووضع خطة لإعادة إعمار البلاد وتنميتها، وفي عام 1996، وقع مانديلا على مرسوم تشريع دستور جديد للبلاد، وأنشأ حكومة مركزية قوية تقوم على حكم الأغلبية، مع ضمان حقوق الأقليات وحرية التعبير، وعندما حان موعد الانتخابات العامة سنة 1999، أعلن مانديلا عزوفه عن الترشح، ورغبته في ترك العمل السياسي، ولكنه استمر في نشاطاته الرامية إلى جمع الأموال اللازمة لتشييد المدارس والمراكز الصحية في المناطق الريفية من جنوب أفريقيا، وعمل أيضًا على نشر عدد من الكتب التي تروي معاناته وكفاحه.

رحيل مصدر الإلهام

عانى نيسلون مانديلا من أمراض عديدة وأدخل إلى المشفى عدة مرات خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من حياته، وفي اليوم الخامس من شهر ديسمبر عام 2013  توفي في منزله بمدينة جوهانسبورج، ليعم الحزن مختلف أرجاء العالم نظرًا للخسارة الكبيرة التي أصابت الإنسانية بوفاة هذا الرمز الذي كان وما يزال مصدر إلهام لمختلف الأشخاص الناشطين في مجال الحقوق المدنية. 

الجوائز والأوسمة

1ـ جائزة نوبل للسلام عام 1993.

2ـ ميدالية الحرية لرئاسة الولايات المتحدة.

3ـ وسام كندا.

4ـ جائزة لينين للسلام من الاتحاد السوفيتي.

5ـ جائزة أتاتورك للسلام من تركيا عام 1999.

6ـ منحته الملكة إليزابيث الثانية بيليف الصليب الكبير ووسام القديس جون ووسام الاستحقاق.

7ـ وكرم في أكثر من 50 جامعة منها هارفرد وجامعة براون.

أشهر أقوال نيلسون مانديلا 

1ـ يبدو دوماً الأمر مستحيلاً إلى أن يتم إنجازه.

2ـ المال لا يخلق النجاح بل الحرية تفعل.

3ـ عقل جيد وقلب جيد مزيج عظيم دوما.

4ـ أن تحرم الناس من حقوقهم هو أن تتحدى إنسانيتهم بذاتها.

حقائق عن نيلسون مانديلا

ـ أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا.

ـ حائز شهادة جامعية في القانون.

ـ كان ملاكما بارعا.

ـ انتقد شوفينية الإسرائيليين ومماطلتهم في حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.

ـ ربطته صداقة مع فيديل كاسترو ومعمر القذافي.