الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هروب جلبوع.. عبقرية فلسطينية لم تصل إليها خيالات السينما الأمريكية

صدى البلد

أبدعت السينما الأمريكية في تقديم عدد من الأفلام التي تدور في إطار هروب مساجين من سجون محصنة شديدة القوة والمعروفة بصرامة إجراءاتها وحراستها المشددة، ولم يكن أحد مخرجي السينما الأمريكية يتخيل أن هناك عيون عربية فلسطينية تتابع بدقة تلك الأفلام، وعقول تمتلك الذكاء لتطوير ما يشاهدون، لتحويل تلك الأفلام إلى واقع تتذوق مرارته قوات الاحتلال، الحليف الأساسي للولايات المتحدة، حيث نجح أصحاب تلك العقول في تنفيذ عملية قلبت إسرائيل رأسا على عقب، بعد نجاح 6 من الأسرى الفلسطينيين في الهروب من سجن جلبوع شديد الحراسة، عبر نفق حفروه داخل زنزانتهم.


فيلم الهروب الكبير أطلق الشرارة الأولى

مشهد من فيلم الهروب الكبير

نتيجة لعمليات الهروب المتكرر لسجناء الحرب من المعتقلات النازية، فإن القيادة النازية العليا قررت نقل الزعماء منهم، وأكثرهم في محاولات الهرب إلى معتقل جديد شديد الحراسة، حيث يزعم قائد ذلك المعتقل "الرائد فون لوجر" أن معتقله لا يمكن الهروب منه، ويظهر السجين  ريتشارد بارتلت والمعروف ب إكس الكبير، حيث يحذره الضباط أنه إذا حاول الهرب مرة أخرى فسوف يطلقون عليه الرصاص.
يجد بارتلت نفسه معتقلا مع مجموعة من أفضل فناني الهروب في ألمانيا، فيبدأ مباشرة بالتخطيط لأكبر عملية هروب على الإطلاق، فيقوم بتنظيم مجموعة من الرجال للقيام بعمليات مختلفة من الخطة، كعمليات المراقبة وخياطة الملابس المدنية وتزوير المستندات والحصول على المواد الضرورية والحفر وإخفاء التراب والطمم والتمويه.

الهرب من النفق

يعمل المعتقلون على حفر ثلاثة أنفاق يطلقون عليها أسماء توم وديك وهاري، ولكن الحراس يكتشفون أحد الأنفاق فيحول المعتقلون كل جهودهم نحو إكمال النفق الثالث، ويكمل المعتقلون العمل بالنفق في الليلة المحددة للهروب، لكنهم يكتشفون أنه أقصر بعشرين قدما من الطول المحدد، وهي المسافة المقررة ليصل النفق إلى الغابة، حيث يمكن أن توفر الأشجار الغطاء وتمنع رؤية الحراس لهم، ومع ذلك يقوم 76 رجلا بالهرب قبل أن يلاحظ الحراس عملية الهروب، وبرع المخرج جون ستورجس في تقديم صورة رائعة تتناسب مع وقت عرض الفيلم عام 1963، لترجمة ما صاغه بحرفية الأصدقاء بول بريكهيل وجيمس كلافيل وويليام بورنيت.

هروب المساجين صفعة على وجه قوات الاحتلال

محمود عارضة قائد عملية الهروب

قال مصدر في حركة الجهاد الإسلامي، اليوم الاثنين، إن قائد عملية هروب الأسرى من سجن جلبوع هو "أمير أسرى الجهاد" محمود عبد الله العارضة، مشيرا إلى أن هروب الاسرى عمل بطولي كبير سيحدث هزة شديدة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، موضحاً ان هروب الأسرى سيشكل صفعة قوية لجيش الاحتلال الإسرائيلي والنظام كله.

ولفت إلى أن توقيت وتزامن العملية مع الضربة القوية التي تلقاها الاحتلال على حدود غزة، سيعمق فشله وعجزه، مؤكداً ان هذا صراع طويل ومفتوح وعلى الاحتلال أن يفهم الدرس جيداً، وأضاف: "شعبنا لا يستسلم أبدا، والقوة والإرهاب الصهيوني لن يفلحا في كسر إرادته".

كابوس اسرائيلي تحول إلى واقع مرير

بداية النفق

استيقظت أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي، على كابوس مفزع، تبين أنه حقيقة ملموسة، تمثل في تمكن 6 من الأسرى الفلسطينيين من الفرار من سجن جلبوع شديد الحراسة، شمال اسرائيل، عبر نفق حفروه داخل زنزانتهم.

سجن جلبوع
عمليات التمشيط

وبدأت قوات الاحتلال عمليات واسعة النطاق وتعزيزات أمنية بحثا عن الأسرى الفارين، ونشرت الشرطة الإسرائيلية أسماء الفارين وصورهم لمحاولة العثور عليهم، كما استعانت بطائرات مروحية وأخرى مسيرة بحثا عنهم، بالقرب من مدينة جنين، حيث تلقت قوات الشرطة بلاغات من مزارعين فلسطينيين بمشاهدة الأسرى الهاربين، ظنا منهم أنهم لصوص، إلا أنه مع مرور الوقت منذ الهروب عند منتصف الليل حتى الصباح، هناك احتمال أن يكونوا وصولوا إلى مدينة جنين التي تقع ضمن حدود الضفة الغربية، وربما عبرو منها.

وسائل الإعلام ومناحة الاسرائيليين

صحف اسرائيل

تبارت وسائل الإعلام الإسرائيلية في نقل الخبر بشتى صوره، وتارة يظهرون بأسلوب مستتر ذكاء خطة الهروب، وتارة أخرى يلقون الضوء على قوة التمشيط التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة، وسط حالة من الرعب وصلت إلى حد البكاء من قدرة الفلسطينيين على الهروب من السجن بتلك الطريقة، وهو ما يؤكد مدى ذكائهم وقدرتهم على تهديد أمنهم.

فتحة النفق
عمليات البحث

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 6 أسرى فلسطينيين حفروا نفقا من داخل سجن "جلبوع" إلى خارجه في منطقة بيسان، شمالي إسرائيل، ومن أبرز هؤلاء الفارين، القيادي السابق في "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة فتح، زكريا الزبيدي، الذي ينحدر من مدينة جنين القريبة من السجن، إضافة إلى 5 آخرون ينتمون إلى حركة "الجهاد الإسلامي"، وحسب المعلومات الأولية، فإن الأسرى الفلسطينيين حفروا النفق خلال فترة طويلة.


وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، ان التحقيقات الأولية أظهرت وجود الأسرى الـ 6، في نفس الزنزانة طوال فترة حبسهم، حيث حفروا نفقا بطول عشرات الأمتار، لتبدأ قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب هذا الهروب، عملية مطاردة واسعة النطاق في شمال إسرائيل والضفة الغربية المحتلة، للعثور عليهم.

الأسرى الستة

ونشرت صحيفة "يديعوت احرنوت" نقلا عن نادي الأسير الفلسطيني، هويات الأسرى الـ6 الذين تمكنوا من الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي، والمحكوم عليهم بالسجن مدى الحياة، وتضم: الأسير "محمود عبد الله عارضة"، 46 عاما، من عرابة، جنين، معتقل منذ عام 1996، الأسير "محمد قاسم عارضه"، 39 عاما، من عرابة، معتقل منذ عام 2002، والأسير "يعقوب محمود قادري"، 49 عاما، من بير الباشا، معتقل منذ عام 2003، الأسير "أيهم نايف كممجي" 35 عاما، من كفردان، معتقل منذ عام 2006، الأسير "زكريا زبيدي"، 46 عاما، من مخيم جنين، معتقل منذ عام 2019، الأسير "مناضل يعقوب انفيعات"، 26 عاما، من يعبد، معتقل منذ 2019.