الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أستاذ عقيدة بالأزهر: الإلحاد ظاهرة خطيرة يجب مواجهتها

جانب من الفعاليات
جانب من الفعاليات

أقامت مديرية أوقاف بورسعيد، اليوم الخميس، دورة تثقيفية تحت عنوان (مخاطر الإلحاد وسبل المواجهة) بمركز إعلام بور سعيد، حاضر فيها الدكتور إبراهيم سليمان سويلم أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف، وذلك بحضور عدد خمسين إمامًا وواعظة من مديرية أوقاف بورسعيد.

مخاطر الإلحاد

وذلك في إطار الجهود المبذولة من وزارة الأوقاف للإعداد الجيد والتدريب المستمر للأئمة والواعظات والإداريين بالوزارة والجهات التابعة لها في جميع المجالات، وبرعاية كريمة من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.

وفي بداية محاضرته أشاد الدكتور إبراهيم سليمان بالجهد الذي تقوم به وزارة الأوقاف في تأهيل الأئمة وتدريبهم، مثمنًا الدور الذي يقوم به وزير الأوقاف في مواجهة الأفكار المتطرفة، وتناوله لقضايا تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي.

كما أكد سليمان خطورة الأفكار المنحرفة على المجتمع ومنها قضية الإلحاد، وبيَّن أسبابها وطرق علاجها وسبل مواجهتها.

الحفاظ على كيان الدول

من جانبه، أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الحفاظ على كيان الدول واستقرارها أحد أهم عوامل القضاء على الإرهاب، و أن إضعاف الدول و محاولات إسقاطها هو بمثابة توفير حواضن خطيرة للإرهاب . 
وتابع في بداية كلمته أمام القمة العالمية لمكافحة الإرهاب بفيينا، الدول التي تسقط في الفوضى هي بيئة حاضنة ومصدرة للإرهاب ، و أن الفكر المتطرف لا يدحض بالسلاح وحده بل بالفكر والثقافة جنبا إلى جنب، مؤكداً أن الوعي والثقافة والفكر المستنير  والخطاب الديني الرشيد و الرعاية الاجتماعية من أهم عوامل القضاء على الإرهاب والفكر المتطرف ، وأن بناء الوعي والخطاب الديني الرشيد و الاهتمام بالتنمية والمناطق والأسر الأولى بالرعاية من أهم عوامل نجاح التجربة المصرية في محاربة الإرهاب والجماعات الإرهابية والمتطرفة . 
وبيّن أن جانبًا كبيرًا من العنف الذي نشهده على الساحة الدولية إنما يرجع إلى فقدان أو ضعف الحس الإنساني،  واختلال منظومة القيم أو التفسير الخاطئ لبعض النصوص الدينية ، مما يجعلنا في حاجة ملحة إلى التأكيد على الاهتمام بمنظومة القيم الإنسانية، والتنوع الثقافي والحضاري ، والانطلاق من خلال المشترك الإنساني بين البشر جميعًا.
فقد كرم الحق سبحانه وتعالى الإنسان على إطلاق إنسانيته دون تفرقة بين بني البشر ، فقال (عز وجل): " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ " ، فالإنسان بنيان الرب من هدمه هدم بنيانه (عز وجل).
كما أجمعت الشرائع السماوية على جملة كبيرة من القيم والمبادئ الإنسانية ، من أهمها: حفظ النفس البشرية قال تعالى : "أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً".
ولفت الوزير إلى أنه من القيم التي أجمعت عليها الشرائع السماوية كلها: العدل، والتسامح، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة ، والصدق في الأقوال والأفعال ، وبر الوالدين ، وحرمة مال اليتيم ، ومراعاة حق الجوار ، والكلمة الطيبة، وذلك لأن مصدر التشريع السماوي واحد ، ولهذا قال نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "الأنبياء إخوة لعلَّات أُممهم شتى ودينهم واحد".
وبين أنه قد تختلف الشرائع في العبادات وطريقة أدائها وفق طبيعة الزمان والمكان، لكن الأخلاق والقيم الإنسانية التي تكون أساسًا للتعايش  لم تختلف في أي شريعة  من الشرائع، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت" .