الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام يحذر من يتعلم ويكسب المال الحلال وينجب البنين ليتفاخر

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام: أي قيمة لحياة امرئ تمر به الأوقات سراعاً وتكرُّ عليه الأيام تباعا وهو غافل لاه، قد قعد عن طلب ما ينفعه، وزهد في تعلم ما يحتاجه والسؤال عما فيه فلاحه وصلاحه، وجرى وراء دنياه.

أخبار عن حياته

وتابع « غزاوي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمةً:   فلا ذكر للعلم ولا للعبادة ولا للعمل الصالح ولا اشتغالَ بذكر الله وما يقربه من ربه،  إنما أخبار عن حياته وأعماله الدنيوية وتفاخر بحسبه ونسبه وإضاعةٌ للأوقات فيما لا ينفع، منوهًا بأنه لا يستوي من يتعلم العلم لينتفع به وينفع الناس ومن يتعلمه ليتباهى به ولا يستوي من يكتسب المال الحلال لينتفع به في مصالحه ويستغني به عن الخلق ويقضي به حاجات الناس ومن يكتسب المال ليفاخر به وينفقَه في غير حِله. 

وأضاف أنه لا يستوي من يطلب الأولاد ليُرزق الذرية الصالحة ومن يطلبهم ليكاثر بهم ويتعالى. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم «مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَالَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ».

انظر ماذا تطلب

وأوضح أنه إذا كان قَدْر كل امرئ ما يطلب فانظر ماذا تطلب وإلى أي شيء تسعى، وإذا أردت أن تعرف مكانتك عند الله، فانظر لمكانة الله عندك، كما قيل: "من أراد أن يعلم ما له عند الله جل ذكره فلينظر ما لله عز وجل عنده"، فإن هممت بفعل الخير فبادر، وإن عزمت فثابر، وإن جَهِدت فاصبر وصابر واعلم أنه لا يدرك الفضائل والمفاخر، من رضي بالدون والصف الآخر. 

ونصح قائلاً: وتذكر أنه وإن كان دخول الجنة برحمة الله ومغفرته فاختلافُ مراتب أهل الجنة وتفاضلُهم في منازلها ودرجاتها يكون بحسب إيمانهم وتقواهم وأعمالهم الصالحة؛ فعلى المرء أن يرتفع ويجد ليصل إلى أعلى منازلها ويحذر من شراك من يحول بينه وبين نيل الرقي في درجاتها .

وأكد أن الله تعالى خص الأمة المسلمة بما ليس لغيرها فهي أعظم الأمم في الدنيا والآخرة رفع قدرها وشرفها واصطفاها وجعلها خير أمة أخرجت للناس، وهي اليوم بحاجة إلى إفاقة ويقظة وعودة صادقة بعد أن بعدت في جملتها عن كتاب ربها وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهدي سلف الأمة وضعف تمسكها بدينها؛ فصارت بخلاف ما كانت عليه من الأمجاد والمعالي، وفقدت كرامتها وعزتها وقدرها وقوتها وهيبتها، وأوهنها اليأس والقنوط والفشل والهزيمة، وضعفت همتها وخارت قواها؛ فتخلفت عن مسيرتها وأهدافها ومبادئها وريادتها، وصارت عالة على الأمم غيرها. ألا فما أحراها أن تعود لماضيها التليد وتاريخها الرشيد.